وتأتي زيارة قائد الجيش الثاني، بعد يوم، من سيطرة القوات التركية والمعارضة السورية على الجبل الذي يعتبر واحدًا من أكثر النقاط تحصينًا في المنطقة، إذ إن المليشيات الكردية كانت قد عملت على تدعيمه بشبكة من الأنفاق والخنادق المكونة من الإسمنت المسلح بسمك 90 سم، في حين أثار رفع القوات المسلحة التركية العلم التركي على قمة الجبل جدلًا في الداخل السوري.
ويكشف جبل برصايا مساحات واسعة من الاراضي التركية، وبالذات تلك التابعة لولاية كيليس، والتي تلقت العديد من الهجمات من قبل مليشيات "الاتحاد الديمقراطي"، بعد بدء عمليات "غصن الزيتون"، قبل عشرة أيام.
في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي ، اليوم، قتل 40 عنصرًا من المليشيات الكردية، الليلة الماضية، وفق المعلومات الواردة من المنطقة، ليرتفع بذلك إجمالي قتلى المليشيات منذ انطلاق العملية بالتعاون مع "الجيش السوري الحر" إلى 597 قتيلًا.
وأفادت رئاسة الأركان، في بيان اليوم الإثنين، أن المقاتلات التركية دمرت، خلال غاراتها الليلة الماضية، 44 هدفًا عسكريًا، شملت أوكار ومخابئ ومستودعات ذخيرة ومرابض أسلحة، تابعة لمليشيات "الاتحاد الديمقراطي".
يأتي هذا بينما جدد وزير الخارجية التركية، مولود جاووش أوغلو، نفي بلاده لوجود أي مطمع لها في الأراضي السورية، في الوقت الذي "تملك فيه دول أخرى (لم يسمها) أجندات تهدف لتمزيق سورية"، على حد قوله.
وأشار جاووش أوغلو إلى وجود ما يقرب من 350 ألف كردي (سوري؟) في تركيا، قائلًا: "يسيطر التنظيم الإرهابي (الاتحاد الديمقراطي) بدعم من أميركا، على 25 بالمئة من مساحة سورية، لماذا لا يعود أي كردي سوري إلى هناك؟ لأن (العمال الكردستاني) لا يرغب بعودتهم، فهو يرى هؤلاء تهديدًا له".
ولفت الوزير التركي إلى أنّ عملية "درع الفرات" ساهمت بعودة ما يقارب من 100 ألف سوري لأراضيهم، قائلاً: "نحن نعيد حياة السوريين إلى طبيعتها".
من جانب آخر، قال نائب رئيس الوزراء التركي، المتحدث باسم الحكومة، بكير بوزداغ، إنه ليس من المنطقي توقع تهاون تركيا، حيال تأسيس دولة إرهابية على حدودها، بحسب ما أوردته وكالة "الأناضول".
وفي كلمة له خلال افتتاح مؤتمر "القدس المدينة التي قدسها الوحي" الدولي، بتنظيم من رئاسة الشؤون الدينية التركية، تساءل بوزداغ: "هل تقبل أميركا وروسيا وألمانيا وفرنسا، أو أي دولة أخرى، بتحول منظمة إرهابية تسعى لتقسيم بلادها على مدار 40 عامًا، إلى دولة على حدودها"؟
وأكد بوزداع أنه لا يوجد اعتراض حاليًا من أي جهة حول قانونية عملية "غصن الزيتون". وأردف قائلًا: "لقد صرحوا (الأميركيون) مؤخرًا بأنهم سيشكلون قوة أمن حدودية قوامها 30 ألف شخص"، متسائلًا: "أي حدود ستحميها تلك القوة، وممن ستحميها"؟