25 يونيو 2018
في نقد الشر المحض
رعد تغوج (الأردن)
تمرّد ابن خلدون ذات تأملٍ، وقال : "لا يُساسُ العربُ إلا بالنُبوة".
وفي التدشين النبويّ أحيلت العَصبية العَشائريّة الجهويّة إلى جيفة، سُرعان ما خرجتْ مِنْ رمسها ذات توترٍ سياسيّ، فأُستدعي حَسانَ، وقال بمباركةٍ نبويّة على سبيل البروباغندا: "فإنَّ سُيوفنا قد تركتكَ عَبدا .. وعبدُ الدارِ سادتُها الإمّاء".
والمُباركة نفسها ستحدث داخل مسجد حينما تبدأ أولى الدوال السيميائيّة بالظهور في صيغة "بانتْ سعاد" كتجلي لأنساق ثقافيّة مضمرة ومستورة في بنيان المجتمع - الدولة - اللغة.
اللغة التي تُخفي، تضمرُ، تستر تلك الأنساق، هي نفسها اللغة التي ستفكك، تكشف البُنى العميقة للعقل الكُموني (النظامي) (ابن سيار النظام) حينما تشتدُّ المِحنة (محنة خلق القرآن)، ويبدأ المعتزلة بتكرير خطابات الخاصة أمام العامة (يجب على الله أن كذا .. ، لا يستطيع الله أن .. ، يستحيل على الخالق أن .. ) وتحويل المشروع عقلاً عِند الخاصة، إلى المجال التداولي عند العامة، فتجرأت الدهماء والغوغاء والنوكى من العامة التي تستطيرُ فرحاً بذكرِ (الجوهر الفرد، والجزء الذي لا يتجزأ، والعرض والجوهر، والقديم والمحدث) وأحيلت إلى مفهومات فسفورية خاطفة للأبصار.. ووجدت الحاجة إلى "لجم العوام" و"نهاية الإقدام".
تخلق الدولة رموزها، لكنها غير قادرة على إدارتها، فتطاوس (من الطاووس) مُثقفو الرُبع ساعة الأخيرة، مدفوعين بغريزة السلطة والكرسي والمال، أو على الجانب الآخر، غريزة المعارضة الفيتيشية الظهور. وحاصل الشقاء في كل ذلك هو تجرؤ الدهماء على التطاول، النيل من هيبة الأشخاص، في صيغة هي الدرك الأسفل من الحضارة والفكر.
مُناسبة هذه المُقدمات التراثيّة هو حصراً القراءات النزويّة للنص الدينيّ التي تمارسهُ نُخب سعوديّة أضربتْ عن التفكير في صراعها مع دولة قطر. فلم تكتفِ سُلطة الإستبداد التي تقومُ بدور شايلوك الشكسبيريّ وبالشراكة المُدنسة مع الكومبرادور المحليّ بارتجالِ حربٍ يمنيّة والتفرد بالسلطة ونفي المعارضة الذين هُم أقرباء السلطة وخرجوا من مساميرها، بل بلغتْ السلطة الشهرياريّة البُلغين في امتطاء صهوة الدين، وما زَادَهُمُ الإغتنامُ مِنْ السُلطة إلا استِنعاجا.
ورصدُ تلك المُمارسات الخطابيّة منذُ اندلاع أزمة قطر تكفيه الإشارة إلى عناوين الصحف التي تداولت وتواترت نقل فتاوى الرُبع ساعة الأخيرة، ومنها: "الولاءات السياسية الخارجية خروج عن البيعة" و"قطر تنسلخ عن الإسلام وحاضنة لطرائد الإرهابيين" و"مقاطعة قطر فيها مصلحة للمسلمين"... وغيرها من الخطابات التي تندرج تحت ما أسماهُ يوهان جالتونج بالعُنف الرمزيّ، وهُو شكل من أشكال التحريض والتحشيد، والذي يقودُ غالباً إلى العُنف والصراع كما يقولُ، أولفر رامسبوثام، في دراسته عن التصعيد والعنف.
وفي التدشين النبويّ أحيلت العَصبية العَشائريّة الجهويّة إلى جيفة، سُرعان ما خرجتْ مِنْ رمسها ذات توترٍ سياسيّ، فأُستدعي حَسانَ، وقال بمباركةٍ نبويّة على سبيل البروباغندا: "فإنَّ سُيوفنا قد تركتكَ عَبدا .. وعبدُ الدارِ سادتُها الإمّاء".
والمُباركة نفسها ستحدث داخل مسجد حينما تبدأ أولى الدوال السيميائيّة بالظهور في صيغة "بانتْ سعاد" كتجلي لأنساق ثقافيّة مضمرة ومستورة في بنيان المجتمع - الدولة - اللغة.
اللغة التي تُخفي، تضمرُ، تستر تلك الأنساق، هي نفسها اللغة التي ستفكك، تكشف البُنى العميقة للعقل الكُموني (النظامي) (ابن سيار النظام) حينما تشتدُّ المِحنة (محنة خلق القرآن)، ويبدأ المعتزلة بتكرير خطابات الخاصة أمام العامة (يجب على الله أن كذا .. ، لا يستطيع الله أن .. ، يستحيل على الخالق أن .. ) وتحويل المشروع عقلاً عِند الخاصة، إلى المجال التداولي عند العامة، فتجرأت الدهماء والغوغاء والنوكى من العامة التي تستطيرُ فرحاً بذكرِ (الجوهر الفرد، والجزء الذي لا يتجزأ، والعرض والجوهر، والقديم والمحدث) وأحيلت إلى مفهومات فسفورية خاطفة للأبصار.. ووجدت الحاجة إلى "لجم العوام" و"نهاية الإقدام".
تخلق الدولة رموزها، لكنها غير قادرة على إدارتها، فتطاوس (من الطاووس) مُثقفو الرُبع ساعة الأخيرة، مدفوعين بغريزة السلطة والكرسي والمال، أو على الجانب الآخر، غريزة المعارضة الفيتيشية الظهور. وحاصل الشقاء في كل ذلك هو تجرؤ الدهماء على التطاول، النيل من هيبة الأشخاص، في صيغة هي الدرك الأسفل من الحضارة والفكر.
مُناسبة هذه المُقدمات التراثيّة هو حصراً القراءات النزويّة للنص الدينيّ التي تمارسهُ نُخب سعوديّة أضربتْ عن التفكير في صراعها مع دولة قطر. فلم تكتفِ سُلطة الإستبداد التي تقومُ بدور شايلوك الشكسبيريّ وبالشراكة المُدنسة مع الكومبرادور المحليّ بارتجالِ حربٍ يمنيّة والتفرد بالسلطة ونفي المعارضة الذين هُم أقرباء السلطة وخرجوا من مساميرها، بل بلغتْ السلطة الشهرياريّة البُلغين في امتطاء صهوة الدين، وما زَادَهُمُ الإغتنامُ مِنْ السُلطة إلا استِنعاجا.
ورصدُ تلك المُمارسات الخطابيّة منذُ اندلاع أزمة قطر تكفيه الإشارة إلى عناوين الصحف التي تداولت وتواترت نقل فتاوى الرُبع ساعة الأخيرة، ومنها: "الولاءات السياسية الخارجية خروج عن البيعة" و"قطر تنسلخ عن الإسلام وحاضنة لطرائد الإرهابيين" و"مقاطعة قطر فيها مصلحة للمسلمين"... وغيرها من الخطابات التي تندرج تحت ما أسماهُ يوهان جالتونج بالعُنف الرمزيّ، وهُو شكل من أشكال التحريض والتحشيد، والذي يقودُ غالباً إلى العُنف والصراع كما يقولُ، أولفر رامسبوثام، في دراسته عن التصعيد والعنف.
مقالات أخرى
29 مايو 2018
20 مايو 2018
20 سبتمبر 2017