في محافظة القصرين التونسية شباب يستكمل ثورته بالعمل

08 يناير 2015
التشغيل استحقاق وهو مطلب من المطالب الأساسية للثورة (أ.ف.ب)
+ الخط -

لم يأبه بعض شباب محافظة القصرين في الوسط التونسي لقسوة الطبيعة وضعف البنية الاقتصادية وغياب التشغيل، فتمكن بعضهم من إنشاء مشاريع خاصة رغم العقبات المالية.

حمزة الفرجاوي، 25 سنة، أنهى دراسته إبان الثورة مباشرة متختصصاً بالإعلام، يدير اليوم مركزاً للتدريب في التنمية البشرية. يقول حمزة لـ"جيل العربي الجديد" إنه اصطدم بعائق التمويل، إذ رفضت البنوك مساعدته، لكن بمساعدة من العائلة وإصرار على الاعتماد على الذات بعد تجربة قصيرة، عمل خلالها في مجال التنمية البشرية في محافظة صفاقس، أمكن لمشروعه أن يرى النور.

واضطر حمزة، وفق روايته، في مناسبات عديدة، إلى الاشتغال في أعمال حرة أخرى لتحصيل معلوم الإيجار ومصاريف مشروعه الجديد، نظراً لقلة الإمكانات وضعف الإقبال عند الانطلاق. لكن الأوضاع تحسنت شيئاً فشيئاً إذ يشرف المركز اليوم على تنظيم دورات للمهندسين الشباب.

واليوم، يشتغل حمزة، ومعه 4 من الشباب إلى جانب الموظفين المتعاونين، ويطمح إلى أن ينظم خلال السنة المقبلة دورات تدريبية خارج تونس، وشراء معدات وتجهيزات جديدة.

قصة حمزة تنسحب على عدد من أقرانه في مدينة القصرين، فالشاب طه حمزاوي هو أيضاً أنهى دراسته سنة 2010، من مدرسة للتكوين المهني في مجال الطباعة، وبقي عاطلا من العمل طوال عامين.

أنشأ طه اليوم وحدة طباعة، بعد أن تلقى دعماً من جمعية تشرف على دعم عدد من المشاريع الصغرى وتجميع مبلغ مادي من العمل في مجالات عديدة، ويشغّل 5 من الشباب معه.

يقول طه لـ"جيل العربي الجديد": "كنت دائماً أبحث عن فكرة مشروع بدل ارتياد المقاهي أو المشاركة في تظاهرات مطالبة بالتشغيل رغم أني لست ضدهم، فالتشغيل استحقاق وهو مطلب من المطالب الأساسية للثورة التي كنتُ من بين المشاركين فيها والمدافعين عنها إلا أني لم أشارك زملائي هذه الاحتجاجات".

ويوضح حمزاوي: "كنت مقتنعاً أن السلطات التونسية لن تستطيع تشغيل آلاف العاطلين من العمل وحتى بعض المستثمرين في القصرين غادروا المحافظة. أنا أؤمن أن مطالب الثورة لن تتحقق بين ليلة وضحاها وأن الثورة لا تسكتمل إلا بالعمل والإبداع وخلق الأفكار".

وتشير أحدث الإحصائيات الرسمية إلى أن البطالة في تونس تقدر بنحو 700 ألف عاطل من العمل، من بينهم 200 ألف من أصحاب الشهادات العليا، وأعمار أكثر من 70 بالمائة منهم تتراوح بين 24 و29 سنة، وتحتل محافظة القصرين، التي يبلغ عدد سكانها قرابة نصف المليون ساكن، المرتبة الأولى وطنياً في نسبة البطالة.

المساهمون