ربما كلامي بالنسبة إلى البعض ليس سوى صفّ كلمات على ورق، لا معنى لها وغير واقعية، لكن الحقيقة التي أراها غير ذلك، لا سيما في ظل الأوضاع الحالية.
بعيداً عن الصفقة السياسية - الرياضية التي يتداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، يُقلقني مصير اللاعب اللبناني "العادي والستار" في الوقت الراهن، في ظل موجة ارتفاع طلبات الأندية للتفريط بلاعبيها.
قد يكون مبلغ 900 ألف دولار أميركي على ثلاثة مواسم، الذي سيتقضاه نجم منتخب لبنان الأول حسن معتوق مع نادي الأنصار مجرد رقمٍ عادي بالنسبة لدوريات أخرى في الخليج أو أوروبا، لكنه مرتفع للغاية إذا ما بنيناه على السوق المحلي.
لماذا الخوف على اللاعب اللبناني مستقبلاً؟
المنافسة حالياً لم أعد أراها بين الأنصار والعهد والنجمة، بلّ أراها منافسة بين نبيل بدر وتميم سليمان وأسعد صقال، رؤساء الأندية الثلاثة على التوالي، هي معركة محفوفة بالمخاطر، قد يرمي أحد الثلاثة المنديل في أي لحظة ويستسلم، وعندها ستحدث الكارثة، ربما نقول لكرة القدم عليكِ السلام، رجل الأعمال أذكى من أن يُفرّط بأمواله ويدعها تذهب هباءً.
على كلٍ العاملون في المجال يرون أننا نتجه إلى خطوة الاحتراف... أي احترافٍ هذا؟ تمويل الأندية يعتمد على أشخاص لا مؤسسات، على هباتٍ في بعض الأوقات، دون أن يكون "بزنس" ناجحاً تعطيه فيُعطيك.
من هذا المنطلق يأتي خوفي على اللاعب اللبناني، مع رحيل الثلاثي في الأندية التي سبق ذكرها، ستتراجع تلقائياً الأسعار ومعها رواتب اللاعبين التي لا تُعتبر مرتفعة حتى، باستثناء بعض الأسماء.
يتقاضى العديد من اللاعبين مرتباً شهرياً بين الـ600 دولار أميركي و1500 دولار أميركي في الدرجة الأولى والثانية، هنا لا نتحدث عن أسماءٍ بعينها، إنما عن السواد الأعظم منهم، عن أولئك الذين لم يوقعوا عقداً يُبين ويُفصّل ما سيحصلون عليه طوال ثلاث سنوات على سبيل المثال.
مع رحيل سليمان وبدر وصقال ستضيع "الطاسة" التي أصلاً لم نجدها بعد..
الاحتراف ليس بأجور اللاعبين وعقودهم، بل بطريقة إدارة اللعبة وتنظيمها بالملاعب التي تساوي "صفراً مكعباً" في لبنان، أضف إلى ذلك الترسيمة الطائفية التي تنهش جسد اللعبة كحال البلد بأكمله.. وكما يقول المثل "ما بتروح إلا على الفقير"، واللاعب اللبناني فقير.