في ذكرى آليا: رحلة قصيرة من ثلاثة ألبومات

25 اغسطس 2019
صدر ألبومها الأول حين كانت في الخامسة عشرة (Getty)
+ الخط -
في مثل هذا اليوم عام 2001، كانت الفنانة الأميركية، آليا، قد أنهت تصوير فيديو كليب أغنية "Rock the boat" في جزر الباهاما. وفي طريق العودة إلى فلوريدا، استقل طاقم العمل، الذي يبلغ عددهم ثمانية أشخاص، طائرة خاصة. لكن رحلة العودة لم تكتمل، حيث أن الطائرة تعرضت إلى حادث مأساوي، وسقطت بسبب حمولة الوزن الزائد، ما أدى لمقتل جميع من كانوا على متن الطائرة.

رغم أن آليا كانت لا تزال في العام الثاني والعشرين من عمرها عندما رحلت، إلا أنها تمكنت خلال حياتها القصيرة أن تترك بصمتها المميزة وأن تؤثر بشكل واضح بتاريخ الموسيقى الأميركية. لقبت بأيقونة "الآر آند بي"، وأعلنت صحيفة "Rolling Stone" أن تأثير آليا في موسيقى الراب والبوب كان هائلاً، وأعادت إليها الفضل بإعادة تعريف موسيقى الـ"آر آند بي" والبوب والهيب هوب في التسعينيات.

في مقال كتبه ستيف هوي في مجلة "AllMusic"، فسّر سبب تصنيف آليا بين صفوف النخبة من فناني الـ"آر آند بي": "آليا لعبت دوراً رئيسياً في نشر أسلوب الإنتاج المتعثر والمستقبلي، الذي قد بدا أنه تم استهلاكه بموسيقى الهيب هوب في أواخر التسعينيات، ولا سيما من خلال عملها المشترك مع تمبالاند".

كان تمبالاند يعتمد بإنتاجه للموسيقى على تقنية "السامبلينغ" بدلاً من "الكامبوزينغ"، ويبني الجمل اللحنية للأغاني التي ينتجها من خلال إعادة تدوير مقاطع صوتية ولحنية، كان يستمدها في بعض الأحيان من أغانٍ سابقة تنتمي لثقافات متعددة، كما هو الحال بأغنية آليا "Don’t know what to tell ya"، التي استمد تيمبالاند لحنها من أغنية "بتونس بيك" لوردة.

يعود لآليا الفضل بنشر هذه التقنية رفقةً للـ"سول"، إذ إن طبقة صوتها السوبرانو وأداءها المنسجم ساهما بكشف الإمكانيات بهذه التقنية التي لم يكن لها شأن عال بعالم الموسيقى حينذاك. بالنسبة لرحلة آليا في الفن، قد بدأت سنة 1989، حين كانت آليا طفلة بعمر العشر سنوات وشاركت بمسلسل "Herself".

هذه البداية مهدت لها الطريق، ليعرفها الجمهور عندما دخلت عالم الموسيقى سنة 1994، حين كانت آليا لا تزال في الخامسة عشرة من عمرها، وأطلقت حينها ألبوم "Age Ain't Nothing but a Number"، الذي حقق نجاحاً تجارياً كبيراً؛ ولكن سرعان ما تعرضت آليا لانتكاستها الأولى في عالم الفن، بعد انتشار خبر زواجها من المنتج ومغني الراب، آر كيلي، الذي كان يكبرها بعشرة أعوام، وهي كانت لا تزال قاصرة، ما اضطرها لترك شركة الإنتاج التي تبنتها ببداية رحلتها "Jive Records".

لكن ذلك لم يقف عثرةً في طريقها، حيث أنتجت شركة "Atlantic Records" سنة 1996 ثاني ألبوم لها، وهو الألبوم الذي حمل اسم "One in a Million"، والذي شهد تعاون آليا مع تمبالاند لأول مرة.

بعد ذلك، توجهت آليا نحو التمثيل مجدداً، لتؤدي دور البطولة في فيلم "Romeo Must Die" الذي صدر عام 2000، وكذلك فيلم "Queen of the Damned"، الذي أصدر بعد وفاتها سنة 2002؛ قبل أن تطلق ألبومها الثالث والأخير "Aaliyah"، في صيف 2001، قبل شهر واحد من سقوط الطائرة.

رغم رحيل آليا في تلك السن المبكرة، وانتهاء مسيرتها الفنية بثلاثة ألبومات، واحد منها فقط أنتجته بعد تجاوزها لسن الثامنة عشرة، إلا أنها حققت خلال تلك الأعوام القصيرة الكثير من الإنجازات الفردية، فترشحت لـ85 جائزة، وحصلت منها على 14، أبرزها: "Favorite Soul/R&B Female Artist" من American Music Awards. معظم هذه الجوائز حصلت عليها بعد رحيلها.

المساهمون