في حب "المجنونة"

11 ابريل 2018
كرة القدم ليست مجرد لعبة يركلها 11 لاعباً (Getty)
+ الخط -
أشعرُ أحياناً بالضيق لمجرد التفكيرِ بحياةٍ خالية من كرة القدم، بحياةٍ لا أستطيعُ فيها ركلَ الكرة أو بشكلٍ أدّق مشاهدتها.

"ماذا تستفيد؟ وهل تستحقُ كلّ هذا الجنون؟"، هذه الكلمات ربما سمعتُها حتى اللحظة مئات المرات، من أشخاصٍ يتابعون الرياضة بين الفينة والأخرى، هؤلاء الذي يشاهدونَ نهائي دوري الأبطال مثلاً أو ربما كأسَ العالمِ الذي يقام كُلّ أربع سنوات.

حكايتي مع كرة القدم ككلّ عاشقٍ في هذا العالم، لا أستطيع السيطرة على نفسي حين يسجلُ فريقي هدفاً، حتى لو أن حاله في الوقت الحالي لا يسرُّ الأعداء.

ذلك الشعورُ الجنونيّ الذي ينتابُكَ، تلكَ الأحاسيس المتداخلة وخفقاتُ القلبِ المتسارعة قبلَ صافرة البداية والنهاية، أو تلك العيون الحائرة والحزينة التي تنتظرُ هدفاً في آخرِ أنفاسِ المباراة.

كرةُ القدم هي الحب الذي لا يمكنُكَ التخلي عنه أبداً، قد نُبعِدُ بعض الأشخاص عن حياتنا عند أول مفترق طرق، لكن مع تلك "المجنونة" الأمرُ مختلفٌ حتى لو خذلتك، شخصياً دفعتني للبكاء في 2005 حين فاز ليفربول باللقب على ميلان، لكنني لم أبتعد على الرغم من الأسى.

رغم التناقض في الشعور الذي تمنحنا إيّاه، إلا أننا دائماً ما نبقى أوفياءَ لها، نبقى خلفها، نتابعُ أخبارها ونجومها بشغف، ننتظرُ المبارياتِ الكبيرة حتى لو لم نكن في صفّ أيّ فريق.

لكلٍ منا بعضُ الذكرياتِ معها، صورٌ وومضاتٌ تعانقُ المخيلة، يمكنكم أثناء قراءة هذا المقطع استرجاع شريطِ اللحظاتِ التي ما زالت معكُم حاضرةً حتى الآن، في الحقيقة هي كثيرةٌ بالنسبة لي، حسناً سأعرضُ منها القليل...

لحظةُ إعلانِ الظاهرةِ البرازيلية رونالدو اعتزالَهُ اللعب.. تلك الدموعُ التي تهاوت على خديّه، قلبي يرتعشُ في هذه اللحظات لمجردِ التفكير بالأمر، أو بتلكَ الإصابة التي ضربتْ رُكبته حين كان في إنتر.

تُريدون المزيد؟ وداعُ مالديني كان مؤثراً ومحزناً، كان يستحق أكثر من ذلك، شعرت بأن الكرة التي أُحبها انتهت هناك يومَ اعتزل، لكن فشلَ إيطاليا في التأهل لمونديال روسيا 2018 كان كالصاعقة، بقيت جالساً لعدة ساعاتٍ غير مصدقٍ، لا أستطيعُ الشعورَ بما حولي.

يبدو أن السلبية باتت طاغيةً هنا، لننتقلْ إلى الجانبِ الإيجابي...

من أجملِ اللحظات مع كرة القدم كانت رفعَ لقبِ المونديال في 2006، يومَ توجّه فابيو كانافارو لحملِ الكأسِ الذهبية وإلى جانبه أسماءٌ أعشقُها حتى اللحظة من توتي لبوفون لديل بييرو وبيرلو وغاتوزو وآخرين.

أما للقطة ريكاردو كاكا أمام مانشستر يونايتد في "أولد ترافورد" قصةٌ أخرى، قفزتُ بشكلٍ جنوني داخلَ البيتِ في ساعةٍ متأخرة والفرحة كانت لا توصف.

حين شاهدتُ ميلان في ملعب سان سيرو أمام يوفنتوس في الدوري الإيطالي، يومَ سجلَ لوكاتيلي الهدف الوحيد، لا أعلم ما الذي حصل، لا أذكُرُ ردّةَ الفعلِ لأنني لا أستطيعُ حتى وصفَها وكتابتَها.

ما يؤكدُ نظرية الحبِّ في كرة القدم، هو أنني بدأتُ مقالي عنها بشكلٍ عام، وختمتُ مع النادي والمنتخبِ اللذين أعشقهما..هي أكثرُ من مجرد أداةٍ للتسلية وتمضيةٍ للوقت.


المساهمون