في بيروت يداهمون حيطان الحرية

07 فبراير 2015
أن تكون حراً أو لا تكون
+ الخط -
انطلقت، صباح يوم الخميس، حملة إزالة الشعارات السياسية من شمال لبنان إلى أقاصي جنوبه، في خطوةٍ تُعدّ الأولى من نوعها منذ سنوات عديدة. القرار، الذي صدر عن وزارة الداخلية والبلديات، باشرت بتنفيذه شرطة بيروت بمؤازرة قوى الأمن الداخلي. ويهدف القرار إلى إزالة الأعلام الحزبية والبوسترات السياسية التي تشوّه معالم المدينة.

وأعلن محافظ بيروت، زياد شبيب، أن وزير الداخلية والبلديات، نهاد المشنوق، أعطى تعليماته لبدء إزالة اللافتات الحزبية والشعارات السياسية"، موضحاً أنه "تمت إزالة حوالي 90% من الشعارات الحزبية"، لافتاً إلى أن المحافظة ستعمل "من الآن وصاعداً على أن يكون مظهر بيروت لائقاً وحضارياً".

لكن الموضوع تعدى إزالة الشعارات السياسية ليطال إخفاء الغرافيتي التي لطالما زيّنت شوارع بيروت لسنوات، وواحدةٌ منها هي الغرافيتي الشهيرة التي عملت عليها جمعية "مارش" بالتعاون مع الأخوين "اشكمان" عام 2012.

"العربي الجديد" حاولت الحصول على جواب يوضّح ويفسر الكرايتيريا التي تم وسيتمّ اعتمادها لتغطية رسومات الغرافيتي "السياسية"، فكيف تُمثل عبارة "أن تكون حراً أو لا تكون" شعاراً سياسياً؟ تناقض الإجابات كان مضحكاً ومحيّراً، فمصدر في بلدية بيروت طلب منّا التواصل مع محافظ بيروت للاستعلام عن القرار الذي صدر عن وزراة الداخلية التي بدورها أكدت لـ"العربي الجديد" أن الشعار سياسي بامتياز و"بشع"، دون الغوص بالتفاصيل.



بدورها، أكّدت جمعية "مارش"، التي أشرفت على الغرافيتي يوم تصميمه ورسمه، بأنها استحصلت على إذن من البلدية ومن مالك المبنى قبل الشروع بتنفيذ الغرافيتي الذي لاقى استحسان الجميع عام 2012.

فهل ستُحكم حيطان مدينتنا بيروت مجدداً بمزاجية القرارات التي تستهدف الشعارات السياسية؟ وما هو مصير الرسوم الأخرى التي تبعثُ في حيطان مدينتنا الرمادية الكثير من الألوان والفرح؟
دلالات
المساهمون