في المنطاد الأركيولوجي: لدى الكولونيل ما يصوّره

28 يونيو 2016
(من صور المعرض)
+ الخط -

يقيم "متحف سرسق" في بيروت، حالياً، معرضاً بعنوان "عبر الغيوم: مختارات من مشاهدات جوية"، والذي يضمّ صوراً فوتوغرافية نادرة وقديمة تعود إلى مجموعة فؤاد دباس، ويتواصل عرضها حتى الأول من آب/ أغسطس المقبل.

ويعرض المتحف، منذ بداية موسمه الثقافي الحالي، مجموعات نادرة من صور دباس (1930 - 2001)، أحد جامعي الصور، الذي بدأ في مرحلة مبكرة التوثيق الفوتوغرافي لجوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في لبنان والمنطقة، وأيضاً أسفاره إلى أوروبا، إضافة إلى صور التقطها بنفسه احتوت مقتنياته صوراً نادرة لمصوّريين وجهات رسمية وفرق حربية أيضاً.

يُخصّص المتحف هذه المجموعة، بالتحديد، للصور التي التُقطت من الجو عبر الطيران الشراعي أو المناطيد الهوائية، والتي بدأت تُستخدم في التصوير مع العام 1855 بمبادرة من مصوّر فرنسي عام 1860، وكان التقط عدّة صور من منطاده، وأحدثت صوره آنذاك نقلة في زوايا التقاط الصورة وإمكانياتها.

لكن التصوير الجوي اكتسب جانباً أكثر أهمية مع الحرب العالمية الأولى وبعداً سياسياً، وانتشر مع فترات الاستعمار في بلاد الشام، إذ سهّل عمليات المراقبة ورسم الخرائط وتحديد شبكات الطرق.

مجموعة دباس من الصور الجوية المعروضة الآن وهنا، تضمّ سلسلة فوتوغرافية فريدة التقطتها فوج سلاح طيران "39" الحربي، التابع لما كان يسمى"جيش المشرق" الفرنسي، الذي كان متمترساً في منطقة الرياق في لبنان، وكان الهدف من هذه الصور رسم خرائط للبلدات والقرى والجسور والبنى التحتية والموانئ والقلاع القديمة وحصونها والأماكن الأثرية وحركة البدو في الصحراء السورية، حيث نجد أن أغلب الصور موقعة بعدسة كولونيلات وضبّاط في "سلاح الجو".

بالتزامن مع هذا المعرض، يتيح المتحف، في الثلاثين من الشهر الجاري، فرصة للتحاور مع الأركيولوجي لفيون نوردغيان حول تاريخ التصوير الجوي، والتحديات التي واجهت عشّاق هذا الفن من المصوّرين في القرن العشرين على مراحل مختلفة.

كما يناقش الأكاديمي اللبناني علاقة السياقات السياسية بتطوّر هذا النوع من التصوير في المنطقة العربية، وخصوصاً بلاد الشام، فالباحث متخصّص بدراسات تتعلّق بالتصوير الجوي للكنائس والآثار في لبنان ما بين الفترة 1878 وحتى 1955، وقد أصدر عدّة دراسات تتطرّق للموضوع، باعتباره مغامرة أركيولوجية جوية.

دلالات
المساهمون