في المغرب... نعم نحن مقاطعون!

29 ابريل 2018
+ الخط -
وطني الحبيب ماذا تنتظر من هؤلاء "الخونة والجهلة"، الذين أمنتهم عن شعبك وعن ثرواتك، خانوا ثقتك واختلسوا أموالك بالباطل، وجففوا الصناديق المخصصة للدعم، وجوعوا المسكين، وأثروا الغني، أرسلوا أبناءهم لمتابعة دراستهم في الجامعات الأوروبية وغيرها، أما أبناء شعبك فتركوهم يسبحون في منظومة يعمها الجهل والخراب والفساد، إذ إنها لا تنتج العلم ولا المعرفة.. بل على عكس ذلك، تسوق عقولاً كـ"البطاطس"، لا تعرف القراءة ولا الكتابة.

استبعدوا أصحاب الشهادات العليا من أبنائك الطلبة الباحثين، وفسحوا المجال للحاصلين على الشهادة الابتدائية، فأصبحوا هم من يتخذون القرار ويصنعونه، وهم من يتحكمون في الأوضاع الداخلية والخارجية، لم لا وهم يتمتعون بامتيازات عديدة كالإعفاءات الضريبية والتسهيلات والحصانة، بالإضافة إلى أجور شهرية أبدية، في حين أن مواطنيك البسطاء المغضوب عليهم استفادوا من تعبئة مضاعفة في أسعار موادهم الغذائية وغيرها، علاوة على الضرائب التي تنزل عليهم كالصاعقة الواحدة تلو الأخرى.


كيف تسمح لهؤلاء أن يتركوا أبناء أمتك يموتون أمام المستشفيات ولا أحد يكترث لأمرهم، في المقابل تجد هؤلاء الخونة يتلقون العلاج في أفخم المستشفيات خارج الوطن، تحت رعاية طبية كبيرة، لأن حياتهم مهمة وحياة الأبرياء لا قيمة لها.

كيف تسمح لهؤلاء الجبناء أن يمثلوك في قبة عنوانها النوم والخمول والكسل، حتى أصبح "نوامنا" الأبطال رمز الانحطاط والفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن التكتل والاحتكار والهيمنة، كيف لا وهم يترأسون كبريات الشركات ذات القطبية الواحدة، ويترأسون في الوقت ذاته المناصب العليا، ويختلسون المال العام بدون رقيب ولا حسيب، بعد تبييضها وتهريبها ووضعها في رفوف البنوك العالمية، بهدف التهرب الضريبي، ولكم في "أوراق باناما" خير عبرة.

هل رأيت يا وطني من هم أعداؤك؟ وكيف خانوك؟ وكيف وصلت بهم جرأتهم إلى أن يتطاولوا على شعبك ويتهموه بأنه خائن للوطن وبأن المغاربة "مداويخ"؟.

لماذا؟ هل لأنه أراد أن يقول بصوت عالٍ "اللهم إن هذا لمنكر"، فجعلوه نقطة سخرية وتهكم، أم لأنه حاول مقاطعة منتوجات تحمل اسم شركات احتكارية، نافذة ومتحكمة. أم أنه في الحقيقة خوف وضعف صار يلاحق هؤلاء "المداويخ"، الناتج عن صوت الشعب الناضج والمسؤول.

لقد صدق أبو القاسم الشابي (شاعر الخضراء) حين قال:
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاةَ .. فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَدَر

نعم يا سادة، إنه صوت الشعب، شعاره الله، الوطن، الملك.

سأقول لكم يا كبار "المداويخ"، إن وقت النوم قد ولى وحان وقت التغيير، لأن أوراقكم قد انكشفت، ومسرحيتكم قد انتهت، وجاء دورنا الآن لكتابة السيناريو من جديد، بأسلوب دبلوماسي راقٍ وجميل، عنوانه "مقاطعون"، ومحتواه "نسم التغيير بلا حدود".. نعم.. #أنا_مقاطع!.
FC26D2B8-3ED2-4B20-9A6A-1B402428DBA4
المهدي بنجلون

طالب صحافة مغربي وباحث في ميدان الإعلام والاتصال.