تهتمّ ابتسام الصفاّر برسم البورتريه على نحو تجريدي، ألوانها الحارّة والعاصفة تحاول تمويه الوجوه والعبث في حقيقتها وملامحها الأساسية، تجربة رسم البورتريه على هذا النحو تأتي من رؤية الفنانة كما قدّمها بيان المعرض، إذ ترى أن "في عدم استواء الجسد البشري وتماهيه ولينه علاقة أصلية بالماء".
يضمّ المعرض أعمالاً من مجموعة "ما تبقى في الوجوه" وهي الأحدث في تجربة الصفّار. وكان الفوتوغرافي والكاتب البحريني حسين المحروس قد كتب عن تجربتها راصداً تحولاتها؛ يقول "في الفترة الأخيرة مزجت بين ثلاث حالات فنّية مرّت بها تجربتها: الأولى وحدة الوجوه في طبيعتها، الثانية خروج الوجوه على تلك الوحدة، والثالثة: تأرجحها بين وحدتها والخروج عليها؛ وذلك بغلبة عدم الثبات وتمكّن التبديد في كلّ شي".
يضيف المحروس أن "الصفار ترى في الوجه أكثر الأجزاء قدرة على بيان ما في النفس البشرية من تحوّلات وأمنيات وذكريات تخمّرت فيها التجربة البشرية. وترى أنّ التعبيرات البصرية عن الوجه والعينين والعنق لا تنتهي؛ لأنّ الطاقة التعبيرية فيها سافرة للنظر وغير محدودة".
بالنسبة إلى الفنانة موضي الهاجري، فإنها تتناول في تعليقها على رؤيتها المتضمنة في العمل الفني، اللحظة الراهنة في واقعنا العربي من الحروب واللجوء، أعمالها مبنية على الفوتوغراف والغرافيك والرسم، تقول "لا تزال الحرب تتأجج فيحرق لهيبها أحلام الأطفال وأيامهم ويخطف الموت أعمارهم قبل أن يدركوا أسبابها".
وتبين الهاجري أن الصور التي اشتغلت عليها "تمثّل اليمن وما يجري فيه كحالة معبرة عن مأساة الأطفال في الحروب".
بدورها تقدّم أمل العاثم أعمالاً جديدة تصفها بأنها "تتفاعل فيها أسئلة الذات والكون في حوارية جمالية تستلهم كنوزنا الشعورية بأفق تجريدي حداثي".
وترى العاثم أن المرأة وتجربتها الإنسانية هي من أغنى الموضوعات والثيمات التي تُطرح في الفن، بل وربما تكون أكثرها جدلاً. وتقدّم وجهة نظرها حول "المقاومة بالجمال لتحقيق الذات".
وتضيف "لقد ظلّ البحث عن معادل جمالي لكنوز الشعور الإنساني شاغلاً في تجربتي، يتطوّر بتطور أسئلتي ورؤيتي للإنسان والكون وحقائق الوجود... وفي هذه الأعمال اتجه إلى أفق يعزّز هويتي الفنية حيث أواصل فيه تعميق قيمة اللون في أعمالي ودلالته الفنية والمعنوية كما أسعى لاستنطاق مخزوني البصري، باستخراج أسراره الجمالية عبر اللون".