في منتصف الفيلم، في مشهد قد يبدو غير مهم، أصبح Split فيلمًا أخلاقيًا ضد ترامب. لئن يناقش الفيلم العنف الذي يرتكبه الرجل في حق الحيوانات والنساء، فقد وَصَم نوعًا معيّنًا من الرجال وخصّهم بهذا الفعل: زبون Hooters، وهي سلسلة مطاعم تشتهر بنادلاتها ذوات الملابس القصيرة، والزبائن الذكور فقط.
في مشهد قصير ظهر فيه المخرج بنفسه، يجسّد فيه رجلًا يتغنّى بمزايا Hooters، حيث اشترى توًّا دجاجة ليأكلها. ثم تردّ عليه الدكتورة فلتشر، التي تتابع حالة كيفين، بجمل عنيفة ناقدة حاجة زبائن هذا المطعم المثير للجدل إلى اللحم الحيواني والنسائي.
لم تكن هناك قط أية علاقة بين ترامب وHooters، رغم الشائعات التي تقول إن ترامب تجمعه علاقة صداقة مع واحد من المؤسّسين الستة لأوّل مطعم، إد دروستي. ورغم ذلك، فـSplit هو تشبيه لهؤلاء الذكور الأميركيين الذين على استعداد لالتهام النساء والحيوانات.
إن ملخّص فيلم Split يخبرنا أن المختطف يُعاني من "اضطراب الشخصية الانفصامية"، بداخل عقله 23 هوية مختلفة. يرى جيمي كيميل في هذا الفيلم ترامب. في الفيلم، تتصارع الشخصيات المختلفة دون علم كيفين، الهوية الأصلية النائمة. الوحش الذي يهاجم الضحايا هو إذن وحش لا يعرف نفسه.
إن اضطراب الهوية الذي يعاني منه كيفين يرمز إلى صراع داخلي، وهذه "البهيمة" التي قد تستيقظ في داخلنا تريد أن تشبع رغباتها. إنها "الهيدرا ذات المئة رأس" الموجودة داخل كل كائن حي، والتي تحدّث عنها أفلاطون، والتي لخصّها الفيلسوف آلان Alain في بعض كلمات: "الحكيم، الأسد، الهيدرا ذات المائة رأس، معًا في حقيبة واحدة، هذا هو الإنسان". الهيدرا لا تشبع أبدًا من الأكل والشرب، فأكبر الحكماء يجلس إلى مائدة الطعام ثلاث مرّات يوميًا، وإذا لم يحضر له آخرون الطعام، سيتعيّن عليه البحث عن الطعام بنفسه، ناسيًا أي شيء آخر، مثل "فأر بلاعات". مختبئًا في بيته تحت الأرض، كيفين يجسّد بشكل ملموس أكثر من مجرّد زبون لـHooters، فهو يجسّد الصراع بين الذات والذات، ولكن الفكرة لا تزال نفسها، وهي الاستسلام وترك الأمر للكائن الأكثر شراهةً.
عندما يفرض بعد ذلك شيامالان تراتبية بين مختلف هويّات كيفين، مفترضًا أن اعتقاد الشخصية في تفتّتها يمكن أن يتجسّد بشكل ملموس، فهو يخلص إلى فكرة تطوّر الجسد كتابع للعقل. وهنا نرى مبدأ "المرحلة الأخيرة من التطوّر"، كما ترى الدكتورة فلتشر، والتي من الممكن مقارنتها بمبدأ "الإنسان الأعلى".
من الإشارة النيتشوية، وقد شبّهت الصحافة ترامب كثيرًا بالإنسان الأعلى، فنحن على بُعد خطوة من النظام النازي الذي فسّر فلسفة نيتشه كما يشاء لتلائم أهواءه وكي يُجري أبحاثه حول اليوجينيا، هذه الرغبة في تعديل الإنسان جينيًا ليصل إلى المثال المرغوب. وهذا قاد بعض الصحف إلى تشبيه ترامب بهتلر، سواء أثناء حملته الانتخابية أو هذه الأيّام.