واستهل فيسك مقاله، الذي نشره بصحيفة "ذي اندبندنت"، بالقول إن "مسؤول العلاقات العامة دايف (ديفيد كاميرون) هو رئيس الوزراء البريطاني المفضل لدي، لأنه لن تستطيع بأي حال توقع الكبوة الموالية التي سيسقط بها بالشرق الأوسط"، مضيفا أن كاميرون طلب العام الماضي إنجاز تقرير حول الإخوان المسلمين بمصر، آملا في أن تتوصل خلاصاته لوضع الجماعة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وأوضح فيسك أن كاميرون كان على علم مسبق بأن الرئيس محمد مرسي، الذي فاز بأول انتخابات ديمقراطية بمصر، تم عزله من خلال الانقلاب العسكري الذي قاده الماريشال عبد الفتاح السيسي، وهو الانقلاب الذي تسبب في حمام دم ارتكبته القوات الأمنية التي كانت تحت إمرة السيسي.
كما أضاف أن كاميرون كان على علم كذلك بالجهات الخارجية التي كانت تكره جماعة الإخوان المسلمين، وكانت ستسعد إن تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل بريطانيا، غير أن نتائج التحقيق كانت مفاجئة لكاميرون.
وحسب فيسك فإن التقرير، الذي وصفه القائمون عليه بـ "العمل المهم جدا"، لم يقم في نهاية المطاف بوصف جماعة الإخوان المسلمين، التي يصل عمرها لزهاء 87 سنة، بالتنظيم "الإرهابي".
وبسخريته اللاذعة، تساءل فيسك عما في وسع رجل علاقات عامة القيام به عندما يأتي ما كان يشتهيه عكس ما رغب في الحصول عليه؟ وقال في هذا الصدد إن كاميرون قام بكل بساطة في شهر مارس/ أيار بـ "تأجيل" نشر خلاصات التقرير لآجل غير مسمى، وهو ما يعني، حسب فيسك، أنه لن ينشر أبدا.
كما انتقل الكاتب البريطاني إلى الحديث عن قرار كاميرون دعوة السيسي إلى القيام بزيارة رسمية إلى لندن، وذلك بعد مرور يوم واحد على إصدار حكم الإعدام في حق الرئيس المعزول مرسي، موضحا أن رئيس الوزراء البريطاني يتعين عليه بدل استعمال العبارات الفضفاضة، التطرق مع السيسي للمذبحة التي أودت بحياة 817 من النساء والرجال من أنصار الإخوان المسلمين بميدان رابعة في العام 2013، وغيرها من المجازر التي ارتكبت في حق الإخوان.
فيسك أوضح أن مباحثات كاميرون مع السيسي ستنصب على الصفقة التي وقعتها شركة "بريتيش بيتروليوم" مع مصر، والتي تصل قيمتها إلى 7,58 مليارات جنيه إسترليني، وجرى توقيعها لإنقاذ مصر من أزمة الطاقة. كما أضاف أن المحادثات قد تتطرق لقناة السويس "الجديدة"، التي تم افتتاحها بكثير من التطبيل والتهليل الأسبوع الماضي.
فيسك شدد على أن كاميرون قد يدرك النجاح الذي يحققه في العلاقات العامة باللجوء إلى استخدام عبارة "جديدة"، لا سيما أن الأمر برمته يتعلق فقط بتفريعة تمتد لعشرين ميلا للسماح للسفن بالمرور في كلا الاتجاهين.
اقرأ أيضا: ردود أفعال غاضبة ضد دعوة بريطانيا السيسي لزيارة لندن