رغم أنها تهوى الغناء، إلا أن الشابة الفلسطينية فيروز سلامة (26 عاماً) من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، لم تكن تتوقع أن يحظى مقطع الفيديو الذي صورته بطريقة "سيلفي" بكل هذا الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي، وهي تغني مقطعاً من أغنية "قمرة يا قمرة" للسيدة فيروز، بعد أن استبدلت بعضاً من كلماتها لتحذر الناس من فيروس كورونا، وترشدهم إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات لمنع إصابتهم بالفيروس.
سلامة التي تعمل في صالون تجميل نسائي في مدينة نابلس قالت لـ"العربي الجديد": "جعلت من صفحتي الشخصية على "إنستغرام" منصَّة للترفيه لمتابعيها، وغالبيتهم العظمى من النساء والفتيات، وذلك بنشر مقاطع وصور تحمل خفّة الظل وتدخل الابتسامة إلى نفوسهم، لمساعدتهم في الخروج من الحالة النفسية السيئة جراء الأخبار المتلاحقة عن الكورونا". وتتابع: "صفحتي مخصصة للحديث عن عالم التجميل والعناية بالبشرة والشعر وزينة العرائس. لكن منذ إعلان حالة الطوارئ وإغلاق قاعات الأفراح، لم يعد لدي عمل، لذلك وظَّفتها للتوعية وإرشاد المتابعين بمخاطر اللامبالاة وعدم الالتزام بإجراءات الحماية والوقاية".
وعن المقطع الذي انتشر لها، تقول فيروز: "أنا من عشاق فيروز، ووالدي أيضاً، ولدرجة تعلقه بها أطلق عليّ الاسم ذاته، وأنا أحفظ معظم أغانيها، وفي ذلك اليوم الذي نشرت فيه المقطع، كنت أجلس مع شقيقتي في صالون التجميل، فتواصلت معنا زبونة كانت على موعد للحضور لأن موعد حفل زفافها قد اقترب، وكانت حزينة لأنه تأجل نظراً لأنَّ صالات الأفراح مغلقة، لكنها لم تكن مقتنعة بذلك. فقررت مع شقيقتي أن نخرج بهذا المقطع بعد تعديل كلماته، لنبين لها أهمية القرار وخطورة الاختلاط الذي قد يؤدي لانتشار العدوى". وتقول الأغنية التي ألفتها فيروز سلامة: "قمرة يا قمرة هالكورونا مش مسخرة.. والكمامة غالية و(هايجينك) بالشنطة ورا يا قمرة.. اشتية (محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني) وصاكي تا تضلي في البيت.. ومين ما حاكاكي ما تتركي البيت. ما بدو تشوفي حدا ولا تسلمي على حدا. خلي إيديكي مطهرة. هيك الحجر يا قمرة".
فيروز الفلسطينية كانت أحد أفراد جوقة جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، عندما كانت طالبة في تخصص إدارة الأعمال فيها، لكنها فور تخرجها، وظفت موهبتها في المكياج والتجميل لتعمل في هذا المجال. وبعد أن لقي مقطع الفيديو انتشاراً كبيراً لم تكن تتوقعه، تواصلت فيروز مع عدد من المؤثّرين على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك لإنتاج مواد توعوية بطريقة شيقة، فيما تؤكد قائلة: "طبيعة الناس لا تتفاعل كثيراً مع التوجيهات المباشرة. في المقابل، الأساليب العفوية تلقى قبولاً أكبر، ويكون لها تأثير أوسع". وتؤكد فيروز أن أي شخصٍ في تخصصه وبين جمهوره يمكنه أن يكون مؤثراً وناصحاً، وتقول: "لذا أدعو كل من لديه موهبة أو فكرة مفيدة إلى أن يسارع في إخراجها، حتى ننقذ مجتمعنا من الوباء".