وقال مسؤول عسكري تركي، لوكالة "رويترز"، إنّ "طائرات تركية من طراز إف-16 أسقطت مقاتلة بعدما انتهكت المجال الجوي"، مؤكّداً أنّه جرى تحذير الطائرة قبل إسقاطها.
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية، أن تكون طائرتها التي تحطمت، قد خرقت الأجواء التركية.
ولفتت الوزارة، إلى أنّ "الطائرة كانت تحلق على ارتفاع ستة آلاف متر، ويجري التأكد من مصير الطيارين".
وبحسب بيانات أولية، فإن الطيارين تمكنا من قذف نفسيهما من الطائرة، فيما يجري التحقيق في ملابسات الحادث وفقاً لوزارة.
وفي السياق ذاته، أعلنت شبكة "سي إن إن تورك"، أن أحد طياري الطائرة الروسية التي أسقطت، تم أسره من قبل مسلحي المعارضة السورية.
وأضافت أن معارضين سوريين تركمان أسروا الطيار في الجبال القريبة من الحدود مع تركيا بمواجهة محافظة هاتاي، فيما تداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فيديو لجثة يحيط بها مقاتلون سوريون وتركمان، يقال أنها لأحد الطيارين الروسيين الذين أسقطت طائرتهما، بحسب ما نشر موقع "شبكة الثورة السورية".
ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التأكد من محتوى هذا المقطع ولا يتحمل مسؤولية ما ورد فيه.
من جهتها، قالت وكالة "دوغان" التركية للأنباء، إن طائرات هليكوبتر عسكرية روسية تبحث عن الطيارين، فيما أفادت معلومات أن مقاتلي المعارضة السورية يمنعون طائرات الهليكوبتر من الاقتراب من المنطقة.
وتشهد منطقة جبل التركمان السورية، المحاذية للحدود التركية حيث أسقطت الطائرة، اشتباكات عنيفة منذ أيام بين النظام السوري مدعوما بالمليشيات والطيران الروسي من جهة، وقوات المعارضة السورية من جهة أخرى.
وفي تأكيد للرواية التركية، قال الناشط الإعلامي، أحمد حاج بكري، إنّ "الطائرة دخلت الأجواء التركية وكانت تنوي قصف مكان الاشتباكات في برج الزاهية القريب من الحدود، قبل أن تستهدفها طائرة تركية مقاتلة من طراز إف-16 بصاروخ"، مشيراً إلى أن "الطائرة سقطت في قرية عطيرة، فيما نجح الطيارون في الهبوط بالمظلات في منطقة ضمن الغابات".
بدوره، أكّد الناشط الإعلامي أحمد اللاذقاني هذه الأنباء، قائلاً لـ"العربي الجديد"، أن "الطائرات التركية أسقطت طائرة حربية روسية واحدة ضمن سرب كان يستهدف محاور جبل التركمان"، لافتاً إلى أن هذه "ليست المرة الأولى التي يخترق فيها الطيران الروسي الأجواء".
وكانت قوات النظام السوري قد سيطرت، بدعم روسي، على جبل زاهية الاستراتيجي قبل يومين، الذي يعتبر من القمم الاستراتيجية، نظراً لارتفاعه وقربه من الحدود التركية بمسافة (5 كيلومترات).
وفي سياق متصل، أكّد مكتب رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، في بيان، أنّ "داود أوغلو أعطى تعليماته لوزارة الخارجية بالتشاور مع حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة ودول معنية، بشأن التطورات الأخيرة على الحدود السورية".
إلى ذلك، وصف متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، إسقاط الطائرة بأنها "واقعة بالغة الخطورة"، ولكنه أضاف أن الوقت ما زال مبكراً لاستنباط نتائج.
وأضاف ديمتري بيسكوف للصحافيين: "يستحيل أن نقول شيئا دون معلومات كاملة".
الجدير بالذكر، أن الخارجية التركية استدعت، يوم الجمعة الماضية، السفير الروسي في أنقرة للطالبة بتوقف روسيا عن شن عمليات في سورية تستهدف قرى تركمانية، قائلة إن التصرفات الروسية لا "تمثل قتالاً ضد الإرهاب" بل قصفا للمدنيين. وتلقى السفير أندري كارلوف تحذيراً أثناء اللقاء بأن العمليات الروسية ربما تؤدي إلى عواقب وخيمة، وفق الوزارة.
اقرأ أيضاً: تركيا تسقط طائرة عسكرية قرب حدودها مع سورية