فوزي الجنيدي.. فلسطين في صورة لفتى وسط جنود الاحتلال

09 ديسمبر 2017
يرفع الطفل رأسه وسط كتيبة جنود (عبد الحفيظ الهشلمون/فيسبوك)
+ الخط -

مع كل انتفاضة أو هبّة شعبية يشعلها الشبان الفلسطينيون ضد المحتل الإسرائيلي، تُلتقط صور لمظاهر الانتفاضة، توثق المواجهات مع جنود الاحتلال، وتتحول هذه الصور إلى لوحات تُحفظ في أرشيف الثورة الفلسطينية الكبير.

ومنذ إعلان الإدارة الأميركية نيّتها نقل سفارتها من مدينة تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، أشعل هذا القرار الشارع الفلسطيني وبدأت الجماهير هبّتها الشعبية، واندلعت مواجهات عنيفة في عدة نقاط تماس في الضفة والقطاع.

كانت الصورة الأبرز لهذه الهبّة، لفتى فلسطيني يرفع رأسه وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين، وتحيطه كتيبة جنود إسرائيليين بكامل عتادهم العسكري ومدججين بالسلاح، لحظة اعتقاله من منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهي الصورة التي التقطها المصور الصحافي عبد الحفيظ الهشلمون، والتي لفتت الأنظار نحو هذا المشهد.

الفتى الفلسطيني الذي ظهر في الصورة، هو فوزي محمد الجنيدي، يبلغ من العمر 16 عاما من مدينة الخليل، كان في طريقه لشراء بعض الحاجيات للبيت في الفترة التي كانت تندلع فيها مواجهات مع قوات الاحتلال في المنطقة، هاجمه جنود الاحتلال واعتدوا عليه بالضرب، وتم اعتقاله بالطريقة التي توضحها الصورة، وفق ما قاله عمه رشاد الجنيدي، في حديث لـ"العربي الجديد".

وأضاف: "علمنا بخبر اعتقال فوزي بعد مشاهدة الصورة، وكان وقع الصورة علينا كبيرا، عندما رأينا ابننا محاطا بهذه الكتيبة الكبيرة من الجنود، وتظهر على وجهه آثار الضرب والاعتداء عليه، كان المشهد مؤلما ومتعبا جدا بالنسبة لي ولوالديه وإخوته".



اضطر فوزي إلى ترك المدرسة مؤقتا، وهو يعمل الآن من أجل توفير لقمة العيش لعائلته، علما أنه الابن البكر وله أخ واحد وثلاث شقيقات، والده مصاب بكسر في رجله ولا يستطيع العمل، وعائلته بحالة صعبة، فهو كان المعيل الرئيسي للعائلة، لكن جنود الاحتلال اعتقلوه، وفق ما يقوله عمه رشاد.

على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت الصورة بشكل كبير، ونشرها الناشطون والصحافيون والمتضامنون الأجانب والداعمون للقضية الفلسطينية، ليظهروا جيش الاحتلال الإسرائيلي والكتيبة التي اعتقلت طفلا لم يتجاوز السن القانوني بعد، ولفتوا من خلال الصورة إلى شجاعة الطفل الذي يرفع رأسه وسط 23 جنديا للاحتلال، كما أنهم خطوا عليها عبارات وكتابات وطنية، تحيّي الطفل وتلعن الاحتلال الإسرائيلي، فيما أطلق عليه البعض لقب أيقونة الانتفاضة.

ويقول زياد الجنيدي: "لا يوجد أحد لديه مشاعر الأبوة والأخوة رأى الصورة إلا وتأثر بها بشكل كبير جدا، أنا لم أستطع تحمل الصورة، وهو أصعب مشهد رأيته في حياتي أن أرى ابن أخي محاطا بهذا العدد من الجنود ويقاد إلى الأسر".

ويشير إلى أن جنود الاحتلال نقلوا الطفل إلى مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل، ومن ثم أبلغهم الاحتلال بنقله إلى مركز توقيف "غوش عتصيون" الاحتلالي، حيث سيتم عقد محاكمة للطفل يوم غد الأحد.

وطالب الجنيدي بأن تتدخل المؤسسات القانونية والإنسانية في اعتقال هذا الطفل، داعيا إلى حماية الأطفال وحقهم في عيش طفولتهم، ويجب مراعاة هذه الحقوق والمحافظة عليها.