أكثر من ثلاثين ألف صورة التقطت ما بين 1830 و1965 هي مجموعة مقتنيات اللبناني فؤاد دباس (1930 – 2001)، وهو صاحب أكبر مجموعة شخصية لصور لبنان والمنطقة في العالم، وفقاً لموقعه الشخصي.
من بين هذه المجموعة الضخمة، انتقى "متحف سرسق" في بيروت الصور التي تظهر الموسيقى والرقص في البلاد العربية، خصوصاً مصر، ليقدّمها في معرض تحت عنوان "السماع من خلال العدسة" الذي يتواصل حتى 18 نيسان/ أبريل المقبل.
تُظهر الصور النادرة كيف قُدّم أول عرض رقص شرقي في معرض عالمي في باريس سنة 1889، وقد كان أول لقاء بين الجمهور الأوروبي و"العوالم" في مدينة أوروبية.
من المعروف أن المستشرقين كانوا يقدّمون صورة الراقصة الشرقية والمرأة العربية بشكلٍ معين، مُوْحٍ جنسياً، غذّتها صور التقطها الرحالة بعد أن قاموا بتنفيذها كمشهد سينمائي أو مسرحي للجمهور الأوروبي الذي كان يعتقد أنها واقعية وليست تمثيلاً.
من بين الكتب التي كانت الراقصات الشرقيات بطلاتها، "رحلة إلى الشرق" لنيرفال (1851)، إضافة إلى اللوحات الاستشراقية لجان ليون جيروم وبول بوشار في 1893.
في هذه الفترة أيضاً، بدأت استوديوهات التصوير في الظهور، ووجد المصورون تجارة رائجة في فبركة أوهام الغرب عن الشرق والمرأة على وجه الخصوص، فأصبحت تؤدَّى المشاهد مع مغنيات وراقصات وعازفين من مصر، لقاء مقابل مادي.
وكما تُظهر مجموعة دباس المعروضة، فإن الآلات الموسيقة هي الشعبية فقط، وعازفيها يرتدون أزياء شعبية أو فلكلورية، ولا يمثلون التخت الشرقي رغم أن كثيراً من الصور ملتقطة في العقود الأولى من القرن العشرين.
من جهة أخرى، تُظهر بعض الصور كيف كانت الموسيقى وسيلة للتعبير عن الإيمان والتدين والتأمّل.