فوانيس رمضان

القاهرة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
20 يونيو 2015
+ الخط -
تعد الفوانيس من أشهر مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم في مصر، حيث نرى الأحجام الكبيرة منها معلقة على واجهات المحلات التجارية والفنادق. واستخدم الفانوس، على مر العصور، لإضاءة الطرقات المؤدية إلى المساجد أو منازل العائلة والأصدقاء.

أمّا أصل كلمة الفانوس فهو إغريقي، وتشير إلى إحدى وسائل الإضاءة. فتكثر القصص عن أصل الفانوس، إحداها تقول إن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، فكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، وهم يغنون أغاني مرتبطة بالمناسبة.

وتبقى للفانوس رمزية خاصة خلال شهر رمضان في مصر. فقد تناقلت الأجيال التقليد، حيث يعدّ شراء الفانوس من ضرورات التحضير للشهر الفضيل، كما أن تعليق الفوانيس الكبيرة الملونة في الشوارع وأمام البيوت والشقق، وحتى على الشجر، باتت عادةً راسخة.
انتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية، وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان، لا سيما في دمشق وحلب والقدس المحتلة وغزة وبعض الشوارع في بيروت وغيرها من الدول المحيطة.




وتعد القاهرة من أهم المدن التي تزدهر فيها صناعة الفوانيس. مناطق معينة، مثل منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر، والغورية، ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب، تعتبر من أهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس. وتعلّق الفوانيس في كل حي وبيت، مسلما كان أم مسيحيا، هنا لا فرق. كما أن عادة إهداء الحبيبة فانوساً رمضانيا، روتين لا بد منه.

وتسبب قرار الحكومة المصرية بمنع استيراد المنتجات ذات الطابع التراثي في زيادة إنتاج الفوانيس المحلية مع اقتراب شهر رمضان. وتطوّرت صناعة الفوانيس عبر العصور حتى ظهر الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطاريات واللمبة، بدلاً من الشمعة.

وقد تطورت هذه الصناعة بشكل كبير، فبعد أن كان الفانوس عبارة عن مجرد علبة من الصفيح، تمّ العمل على فوانيس زجاجية بألوان مختلفة، حيث تغيّرت وتعددت الأشكال وكذلك ألوان الزجاج، وأُضيفت بعض النقوش والأشكال وكتابات من بعض الآيات القرآنية. وكان العمل على الفوانيس يدوياً يتطلّب المهارة والوقت.

وهذه السنة يكتسب فانوس رمضان بعداً سياسياً وحقوقياً أيضاً، إذ تنظّم ناشطات مصريات وقفة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين بعنوان: "رمضان من غيرهم ما يكملش"، وستحمل النساء خلال الوقفة فوانيس رمضانية، مع صور المعتقلين والمختطفين.





إقرأ أيضاً: كتارا في رمضان.. كنز وفن وزينة
المساهمون