فنلندا تعلّق تصدير الأسلحة للسعودية والإمارات بسبب مقتل خاشقجي واليمن

23 نوفمبر 2018
أصابع الاتهام تتجه لبن سلمان بمقتل خاشقجي (Getty)
+ الخط -
أعلنت فنلندا، في وقت متأخر الخميس، أنها ستفرض حظراً على إصدار أي تراخيص جديدة لبيع الأسلحة للسعودية والإمارات، مرجعة ذلك إلى قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ودورهما في الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن.

ويأتي الإعلان بعد قرارات مشابهة صدرت في وقت سابق عن الدنمارك والنروج وألمانيا بوقف بيع الأسلحة للرياض، في الوقت الحالي، على خلفية مقتل الصحافي السعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول ودور المملكة في الحرب اليمنية التي يواجه على أثرها 14 مليون شخص خطر المجاعة، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

وقال رئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا، لإذاعة "أوليسراديو" الحكومية، إن "الوضع في اليمن تسبب بهذا القرار، لكن بالطبع كانت (قضية مقتل خاشقجي) جزءاً من المبرر المنطقي العام".

ويخوض تحالف عسكري تقوده السعودية وتلعب الإمارات دوراً رئيسياً فيه حرباً دامية ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن ودعماً لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي منذ عام 2015. واتهم محققون أمميون البلدين الخليجيين بارتكاب جرائم حرب محتملة، تشمل قتل آلاف المدنيين وتعذيب الأسرى وتجنيد الأطفال.


وفي سبتمبر/أيلول، كشف موقع "نيوز ناو فنلندا" الإخباري أدلة مصورة تظهر استخدام مدرعات مصنوعة في فنلندا ثبّتت على بعضها أسلحة ثقيلة روسية من قبل القوات الإماراتية في غرب اليمن، المنطقة التي شهدت معارك شرسة بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين.

وأكدت فنلندا، في وقت سابق، أن جميع عمليات تصدير السلاح إلى المنطقة تتوافق مع قواعد الاتحاد الأوروبي.

وبلغت قيمة صادرات السلاح إلى السعودية 5.3 ملايين يورو في 2017، وهو رقم أقل بكثير من أسلحة بقيمة 51.4 مليون يورو تم بيعها للمملكة في 2014، بحسب مركز "سايفر غلوب" للأبحاث.

ووصف سيبيلا، الخميس، الوضع في اليمن بأنه "كارثي"، وقال إن "أي تراخيص موجودة أصلاً (لتصدير السلاح) هي قديمة، وفي ظل الظروف الحالية، لن نتمكن بالتأكيد من منح أي تراخيص جديدة".

وخلافاً لفنلندا، شمل قرار الحظر الألماني الذي أعلن عنه في أكتوبر/تشرين الأول سحب التراخيص الصادرة أصلاً للسعودية.


ودعت برلين حينها دول الاتحاد الأوروبي إلى أن تحذو حذوها، وهو ما رفضه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

والاثنين، قررت ألمانيا منع 18 سعودياً من دخول أراضيها ومنطقة شنغن للاشتباه بتورطهم في عملية قتل خاشقجي.

وقتل خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست" انتقد في بعضها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في قنصلية بلاده بإسطنبول بتاريخ 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وبعدما نفت الرياض أي علاقة لها باختفاء خاشقجي، أقرت لاحقاً بأنه قتل في قنصليتها واعتقلت 21 شخصاً مشتبهاً بهم. إلا أن تقييماً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تم تسريبه إلى وسائل الإعلام الأميركية، خلص إلى أن ولي العهد السعودي هو الذي أعطى الأوامر بالقتل.


(فرانس برس)