وحذّر غوايدو الذي يستعدّ للعودة، اليوم الإثنين، إلى كاراكاس بعد جولة مصغّرة له في أميركا الجنوبيّة، ليل الأحد، من أنّه إذا حاول نظام مادورو خطفه "فإنّ هذا سيكون واحدًا من الأخطاء الأخيرة" لهذا النظام.
وقال غوايدو الذي اعترفت به نحو 50 دولة رئيساً بالوكالة لفنزويلا، في كلمة وجّهها إلى مؤيّديه عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، إنّ "محاولة خطفي ستكون بلا أدنى شكّ واحدةً من الأخطاء الأخيرة التي قد يرتكبها" نظام مادورو.
ودعا غوايدو إلى تظاهرات حاشدة، الإثنين، ضدّ مادورو، وكتب في رسالة، الأحد، عبر "تويتر" "أعلن عودتي إلى البلاد. أدعو الشعب الفنزويلي إلى التجمّع في كلّ أنحاء البلاد غداً (الإثنين) الساعة 11,00 (15,00 توقيت غرينتش)".
وفي رسالته عبر "تويتر"، دعا غوايدو مناصريه إلى ترقّب الرسائل من أجل معرفة أين ستُنظّم تظاهرات الإثنين. وقال غوايدو "هيّا يا فنزويلا".
Twitter Post
|
ويريد غوايدو إطاحة مادورو وتأليف حكومة انتقاليّة لإجراء انتخابات مبكرة. وكان قد قام بجولة في كولومبيا ثم البرازيل وباراغواي رغم قرار بمنع خروجه من البلاد.
وتشكّل عودة غوايدو تحدياً للرئيس مادورو الذي عليه أن يقرر ما اذا كان سيوقفه مع مخاطر رد فعل دولي خصوصاً من واشنطن، أو السماح له بالعودة بلا مشاكل ما يشكّل صفعة لسلطته.
وكان مادورو قال، هذا الأسبوع، إنّ غوايدو بصفته رئيساً للبرلمان عليه واجب "احترام القانون"، وتوعّده بأنّه إذا عاد إلى البلاد فسيكون عليه أن يخضع "لمحاسبة القضاء".
وفي 23 فبراير/شباط الماضي، توجّه غوايدو إلى كولومبيا، ضمن مساعي المعارضة الفنزويلية إدخال مساعدات إنسانية إلى البلاد، أرسلتها الولايات المتحدة. وكان الجيش الفنزويلي منع دخول تلك المساعدات، وأغلق الحدود مع كولومبيا.
وبعد وصوله إلى كولومبيا، سافر غوايدو إلى كل من البرازيل والباراغواي والأرجنتين والإكوادور.
وتعد المساعدات الخارجية أحد الملفات الخلافية بين مادورو والمعارضة في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد. إذ يقول مادورو إنّ تلك المساعدات "جزء من استراتيجية الولايات المتحدة لاحتلال فنزويلا"، متوعداً بأنّه "لن يسمح بهذا الاستعراض"، فيما تقول المعارضة إنّ 300 ألف شخص بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة.
ومنذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي، تشهد فنزويلا توتراً متصاعداً بعد أن أعلن غوايدو نفسه "رئيساً مؤقتاً" للبلاد إلى حين إجراء انتخابات جديدة.
وتعدّى عدد الجنود المنشقين من الجيش الفنزويلي الذين فرّوا إلى كولومبيا الـ700، حسب إدارة الهجرة الكولومبية. فيما طردت الحكومة الفنزويلية، السبت، 116 عسكرياً من الجيش، بينهم قياديون بتهم من بينها "خيانة الوطن".
واشنطن تحذّر
في غضون ذلك، حذّر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، من أنّ أي تهديدات ضد عودة غوايدو "الآمنة" إلى فنزويلا، ستقابل بـ"رد قوي" من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وقال بولتون، في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم الإثنين، "أعلن الرئيس الفنزويلي المؤقت خوان غويدو عن عودته المزمعة إلى فنزويلا. إنّ أي تهديدات أو تحرّكات ضد عودته الآمنة، ستُقابل برد قوي ومعتبر من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
Twitter Post
|
وكان بولتون، قد أكد في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، الأحد، وفق ما نقلت "الأناضول"، أنّ الولايات المتحدة تسعى لإنشاء تحالف واسع تستطيع من خلاله تغيير السلطة في فنزويلا، وقال "إننا نحاول حشد الدعم من أجل انتقال سلمي للسلطة من مادورو إلى غوايدو الذي اعترفنا به رئيساً".
وأضاف: "أود أن أرى ائتلافاً واسعاً يمكننا من خلاله تبديل مادورو، وتبديل النظام الفاسد كله، وهذا ما نحاول القيام به".
وفي معرض رده على سؤال ما إذا كان يعتقد أنّ الدعم الأميركي للديكتاتوريين الآخرين حول العالم يقوض مصداقية حديثه، قال بولتون: "لا أعتقد ذلك".
وفي المواقف الدولية، شددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، السبت، على ضرورة حل الأزمة في فنزويلا عبر الوسائل السلمية والديمقراطية والسياسية.
وذكرت موغيريني، في بيان، وفق ما أوردت "الأناضول"، أنّ "الاتحاد الأوروبي يتابع مع الشركاء الإقليميين والدوليين الأوضاع في فنزويلا عن كثب".
وحذرت من أنّ "تهديد سلامة رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، "سيزيد من التوتر في فنزويلا".
(العربي الجديد)