في أحد شوارع منطقة فيصل بمحافظة الجيزة في مصر، يجلس الشاب مصطفى السيد خليفة، البالغ من العمر 31 عاماً على كرسيّ، ممسكاً بقطعة من الفحم يظلل بها وجهاً ينقله إلى الورق من صورة أمامه، وعيون جميع المارّة تتابعه بشغف.
أكثر من 11 عاماً قضاها مصطفى متنقلاً بين شوارع المحافظة، حتى استقر في شارع العريش، وبات له زبائن من مختلف المناطق عملوا على الدعاية له، من خلال إرسال صورهم الشخصية أو صور أقاربهم عبر الهاتف لرسمها والمرور لتسلمها.
بدأت رحلة الشاب مصطفى، كما جاءت على لسانه عندما كان يمر في أحد الشوارع ووجد رساماً يعرض رسوماته، وكان من بينها صورة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، لكنها لم تعجبه لأنه من محبيه، فطلب من الرسام الأدوات وقام برسمها من جديد، واستغرقت نحو 15 دقيقة، فأبهر الرسام وعرض عليه العمل معه، رفض في بادئ الأمر، وبعد ذلك وافق.
ويكمل مصطفى: "تطورت الموهبة تدريجياً، وأذكر أنني خلال حضوري لحفل زفاف صديق، قمت برسم حيوانات على الأرض بالرمال، وكان ذلك فاتحة خير عليّ، فرسمت بعدها بالرمل في الأفراح لأكثر من محافظة بينها المنوفية والإسكندرية، وكفر الشيخ، وتطور الأمر عندما استدعاني أحد أصدقائي لرسم صالة لألعاب البلياردو..".
ويتابع حكايته قائلاً: "وجدت الرسم هوايتي، بل طريقي لطرد الطاقة السلبية، واستطعت تطوير نفسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والانضمام إلى مجموعات تهتم بالرسم، فتعلمت الرسم الإلكتروني، والرسم بالفحم وكذلك عجينة التماثيل، وكنت أقضي وقتي منعزلاً عن الجميع لأيام عديدة لتطوير موهبتي وتعلم الأساليب الجديدة".
ويضيف: "بفضل الاشتغال على موهبتي، صار سعر رسم اللوحة من 50 إلى 100 جنيه، كما أقوم بعرض الصور والرسومات على السيارات، وحلمي أن أعرضها في شوارع روما في إيطاليا".
ورسم مصطفى طيلة السنوات الماضية، مئات من الأشخاص داخل وخارج البلاد، وكانت الدهشة الأولى للجميع عندما أنهى رسم أي وجه في دقائق وذلك لسنوات الخبرة التي اكتسبها.