وسيلة جديدة لجأت إليها أخيراً القنوات التليفزيونية المصرية التي يتبع غالبيتها ما تسمى بـ"الشركة المتحدة" التي تعود ملكيتها لجهاز المخابرات العامة؛ وهي حذف مشاهد الفنانين المحسوبين على ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
والسائد الآن في تلك القنوات أن هناك "كوداً" خاصاً بكل فنان من "غير المرغوب فيهم من قبل النظام"، فأصبح مصطلح "عليه كود" معروفاً لدى العاملين في تلك القنوات، ومعروفا أيضاً في وسائل الإعلام الأخرى التابعة للجهاز من الصحف والمواقع الإلكترونية والإذاعات. إذ يكفي ذكر أن "فلان كود" ليتم منع جميع أخباره أو تصريحاته أو صوره من النشر، ليس ذلك فقط، بل حذف أي مشاهد كانت لذلك الشخص في أي من الأعمال الفنية السابقة، وهو ما حدث بالفعل مع الفنانين عمرو واكد وخالد أبو النجا من قبل.
في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي أذاعت قناة "دي إم سي" الفضائية المصرية المملوكة للمخابرات مسلسل "حديث الصباح والمساء" المأخوذ عن قصة للأديب العالمي نجيب محفوظ بالاسم نفسه، مع حذف مشاهد شارك فيها الممثل المصري عمرو واكد، وبينما قال مدير القناة في تصريحات صحافية إنه "تم اختصار التتر، المقدمة الغنائية للمسلسل، لإتاحة الفرصة لعرض المزيد من الإعلانات"، أكدت مصادر من داخل القناة، بأنَّه صدرت تعليمات للعاملين داخل القناة، بضرورة عدم عرض أي أعمال درامية تضم بعض الأسماء المحسوبة على المعارضة، والتي تهاجم نظام الرئيس الانقلابي عبد الفتاح السيسي. وعلى رأس تلك الأسماء الفنانان: عمرو واكد وخالد أبو النجا. كما أن كل من تابع حلقات المسلسل لاحظ حذف اسم الممثل المصري عمرو واكد من تتر المسلسل بالإضافة إلى مشاهده بالمسلسل ذاته.
وأكد المصدر الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن الأمر لم يقتصر على عدم عرض الأعمال التي تكون من بطولة هذه الأسماء. ولكن أيضاً حذف مشاهدهم القليلة في الأعمال الأخرى التي ظهروا بها. وأضاف المصدر أن الخوف من أن يتمَّ حذف تلك المشاهد من النسخ الأصلية للأعمال، وعدم الاكتفاء بالمونتاج للنسخة التي تعرض فقط على الشاشة حالياً، ما يهدّد بتدمير النسخ الأصلية.
والمعروف أن الممثل المصري عمرو واكد، المقيم خارج مصر حالياً، يتبنى مواقف سياسية معارضة لحكومة السيسي، كما أعلن من قبل رفضه للتعديلات الدستورية التي أجراها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتسمح ببقائه في السلطة حتى 2030. وفي الوقت نفسه يواجه عمرو واكد بلاغات من محامين مصريين بتهم التحريض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها، كما أنه في مارس/ آذار الماضي، ألغت نقابة المهن التمثيلية المصرية عضويته عقب وجوده في جلسة للكونغرس الأميركي في واشنطن لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
عمرو واكد لم يكن الممثل الوحيد الذي تم حذف مشاهده من مسلسل "حديث الصباح والمساء"، إذ إنه تم حذف مشاهد الفنانة إيمان فريد التي جسدت دور ابنة الفنانة عبلة كامل، والنجم الراحل محمود الجندي. والمعروف أيضاً أن فريد تتبنى آراء معارضة ضد السلطة وضد الانقلاب، وتعيش في أميركا بعد اعتزالها الفن منذ فترة، وأحياناً ما تظهر على وسائل إعلام دولية تنتقد النظام المصري. ولم تكتف وسائل الإعلام التابعة للنظام في مصر بحذف مشاهد الفنانة إيمان فريد، بل أنها أطلقت حملة تشويه ضدها، تمثلت في تقرير نشره موقع "صوت الأمة" الذي يتبع المخابرات أيضاً، يتهمها بالمشاركة في أفلام "مقاولات" بالتعبير المصري، وتعني "هابطة"، وأنها ظهرت مع الممثل هشام عبد الحميد في "أحد أفلام المقاولات"، وأن الرقابة "منعته بسبب مشاهد العري التي ظهرت في الفيلم".
الغريب أنه في نفس التقرير الذي اتهم فريد بأداء مشاهد "عري" جاء أيضاً أنها "إخوانية" وأنها "مع قيام ثورة 25 يناير، حاولت الخروج مع صديقاتها الإخوانيات لتأييد الثورة من أميركا، لكن حدث التحول الكبير في طريقها، بعد فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية 2012، وانضمت إلى صفوف الجماعة".
وقال التقرير إنه "فور اندلاع ثورة 30 يونيو/حزيران، انضمت إيمان فريد إلى أنصار الشرعية في الولايات المتحدة الأميركية، وسعت بكل جهد لإثبات نفسها بين هذا الوسط المتشدد، فكانت من أوائل الموقعين على بيان "أنصار الشرعية".
اقــرأ أيضاً
وبالإضافة إلى القائمة السوداء التي تحمل أسماء العديد من الفنانين المصريين الذين يرفضون الممارسات القمعية لسلطة الانقلاب، تخطت المسألة النجوم الذين يجاهرون بآرائهم، والذين باتوا ممنوعين من دخول مصر نهائياً، مثل عمرو واكد وخالد أبو النجا، واللذان تم شطبهما من عضوية نقابة المهن التمثيلية المصرية، وحذف مشاهديهما، ووصل الأمر إلى أن هناك بعض الفنانين الذين يقومون بالتسجيل لزملاء آخرين لهم ممن ينتقدون النظام في أي شيء بجلساتهم الخاصة، والقيام بإرسال تلك التسجيلات إلى الأجهزة الأمنية، وبناء عليه يتم إقرار من يعمل ومن يتم استبعاده من الظهور في إنتاجات الشركة "المتحدة للإعلام" و"سينرجي"، وأيضاً على الشاشات الخاصة بالنظام.
ومن هذه الأسماء النجمة منة شلبي التي اتجهت بناء على ذلك للعمل مع منصة "شاهد نت" التابعة لمجموعة "إم بي سي" السعودية، وبحسب مصادر مقربة من منة شلبي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الفنانة الشابة تبحث الآن عن "واسطة" عند أحد الضباط المسؤولين لتعود للعمل من جديد، وهو نفس المشهد الذي تكرر مع عائلة آل العدل الذين تم استبعادهم من العمل لسنتين متتاليتين، إلى أن تدخل مسؤول كبير بوساطته.
تلك الحالة التي باتت تحكم المشهد الفني المصري تعيد إلى الأذهان ما حدث في أميركا منذ سبعة عقود، عندما شنت حملة منظمة ضد الكثيرين من نجوم هوليوود، والذين تم اتهامهم بالولاء والانتماء للشيوعية وعلى إثر تلك الاتهامات تم وضع قائمة سوداء لهوليوود، وكان على رأس المتهمين بالإبلاغ عن زملائه المخرج إيليا كازان، حيث ظلت تلك التهمة المشينة تلاحقه حتى وفاته.
هناك أيضاً أكثر من فنان دفع ثمن مواقفه من الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013، ويأتي على رأسهم المخرج المخضرم داود عبد السيد، والذي بات ممنوعاً عن العمل بسبب آرائه السياسية؛ حيث اتهم وقتها "بالتحريض على قلب نظام الحكم والإضرار بالاقتصاد والأمن القومي المصري". وشنّت ضده حملة هجوم واسعة من الصحف ومن قبل بعض الممثلين، ليبتعد عن الساحة الفنية.
والسائد الآن في تلك القنوات أن هناك "كوداً" خاصاً بكل فنان من "غير المرغوب فيهم من قبل النظام"، فأصبح مصطلح "عليه كود" معروفاً لدى العاملين في تلك القنوات، ومعروفا أيضاً في وسائل الإعلام الأخرى التابعة للجهاز من الصحف والمواقع الإلكترونية والإذاعات. إذ يكفي ذكر أن "فلان كود" ليتم منع جميع أخباره أو تصريحاته أو صوره من النشر، ليس ذلك فقط، بل حذف أي مشاهد كانت لذلك الشخص في أي من الأعمال الفنية السابقة، وهو ما حدث بالفعل مع الفنانين عمرو واكد وخالد أبو النجا من قبل.
في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي أذاعت قناة "دي إم سي" الفضائية المصرية المملوكة للمخابرات مسلسل "حديث الصباح والمساء" المأخوذ عن قصة للأديب العالمي نجيب محفوظ بالاسم نفسه، مع حذف مشاهد شارك فيها الممثل المصري عمرو واكد، وبينما قال مدير القناة في تصريحات صحافية إنه "تم اختصار التتر، المقدمة الغنائية للمسلسل، لإتاحة الفرصة لعرض المزيد من الإعلانات"، أكدت مصادر من داخل القناة، بأنَّه صدرت تعليمات للعاملين داخل القناة، بضرورة عدم عرض أي أعمال درامية تضم بعض الأسماء المحسوبة على المعارضة، والتي تهاجم نظام الرئيس الانقلابي عبد الفتاح السيسي. وعلى رأس تلك الأسماء الفنانان: عمرو واكد وخالد أبو النجا. كما أن كل من تابع حلقات المسلسل لاحظ حذف اسم الممثل المصري عمرو واكد من تتر المسلسل بالإضافة إلى مشاهده بالمسلسل ذاته.
وأكد المصدر الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن الأمر لم يقتصر على عدم عرض الأعمال التي تكون من بطولة هذه الأسماء. ولكن أيضاً حذف مشاهدهم القليلة في الأعمال الأخرى التي ظهروا بها. وأضاف المصدر أن الخوف من أن يتمَّ حذف تلك المشاهد من النسخ الأصلية للأعمال، وعدم الاكتفاء بالمونتاج للنسخة التي تعرض فقط على الشاشة حالياً، ما يهدّد بتدمير النسخ الأصلية.
والمعروف أن الممثل المصري عمرو واكد، المقيم خارج مصر حالياً، يتبنى مواقف سياسية معارضة لحكومة السيسي، كما أعلن من قبل رفضه للتعديلات الدستورية التي أجراها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتسمح ببقائه في السلطة حتى 2030. وفي الوقت نفسه يواجه عمرو واكد بلاغات من محامين مصريين بتهم التحريض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها، كما أنه في مارس/ آذار الماضي، ألغت نقابة المهن التمثيلية المصرية عضويته عقب وجوده في جلسة للكونغرس الأميركي في واشنطن لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
عمرو واكد لم يكن الممثل الوحيد الذي تم حذف مشاهده من مسلسل "حديث الصباح والمساء"، إذ إنه تم حذف مشاهد الفنانة إيمان فريد التي جسدت دور ابنة الفنانة عبلة كامل، والنجم الراحل محمود الجندي. والمعروف أيضاً أن فريد تتبنى آراء معارضة ضد السلطة وضد الانقلاب، وتعيش في أميركا بعد اعتزالها الفن منذ فترة، وأحياناً ما تظهر على وسائل إعلام دولية تنتقد النظام المصري. ولم تكتف وسائل الإعلام التابعة للنظام في مصر بحذف مشاهد الفنانة إيمان فريد، بل أنها أطلقت حملة تشويه ضدها، تمثلت في تقرير نشره موقع "صوت الأمة" الذي يتبع المخابرات أيضاً، يتهمها بالمشاركة في أفلام "مقاولات" بالتعبير المصري، وتعني "هابطة"، وأنها ظهرت مع الممثل هشام عبد الحميد في "أحد أفلام المقاولات"، وأن الرقابة "منعته بسبب مشاهد العري التي ظهرت في الفيلم".
الغريب أنه في نفس التقرير الذي اتهم فريد بأداء مشاهد "عري" جاء أيضاً أنها "إخوانية" وأنها "مع قيام ثورة 25 يناير، حاولت الخروج مع صديقاتها الإخوانيات لتأييد الثورة من أميركا، لكن حدث التحول الكبير في طريقها، بعد فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية 2012، وانضمت إلى صفوف الجماعة".
وقال التقرير إنه "فور اندلاع ثورة 30 يونيو/حزيران، انضمت إيمان فريد إلى أنصار الشرعية في الولايات المتحدة الأميركية، وسعت بكل جهد لإثبات نفسها بين هذا الوسط المتشدد، فكانت من أوائل الموقعين على بيان "أنصار الشرعية".
ومن الفنانين الذين تم حذف مشاهدهم في الأعمال التي تعرض على شاشات قنوات المخابرات في مصر الفنان محمد شومان، والذي كان من أوائل من أعلنوا معارضتهم للانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، والفنان هشام عبد الله الذي يقدم حالياً برنامج "ابن البلد" على قناة "الشرق" التي تبث من تركيا، والفنان هشام عبد الحميد.
وبالإضافة إلى القائمة السوداء التي تحمل أسماء العديد من الفنانين المصريين الذين يرفضون الممارسات القمعية لسلطة الانقلاب، تخطت المسألة النجوم الذين يجاهرون بآرائهم، والذين باتوا ممنوعين من دخول مصر نهائياً، مثل عمرو واكد وخالد أبو النجا، واللذان تم شطبهما من عضوية نقابة المهن التمثيلية المصرية، وحذف مشاهديهما، ووصل الأمر إلى أن هناك بعض الفنانين الذين يقومون بالتسجيل لزملاء آخرين لهم ممن ينتقدون النظام في أي شيء بجلساتهم الخاصة، والقيام بإرسال تلك التسجيلات إلى الأجهزة الأمنية، وبناء عليه يتم إقرار من يعمل ومن يتم استبعاده من الظهور في إنتاجات الشركة "المتحدة للإعلام" و"سينرجي"، وأيضاً على الشاشات الخاصة بالنظام.
ومن هذه الأسماء النجمة منة شلبي التي اتجهت بناء على ذلك للعمل مع منصة "شاهد نت" التابعة لمجموعة "إم بي سي" السعودية، وبحسب مصادر مقربة من منة شلبي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الفنانة الشابة تبحث الآن عن "واسطة" عند أحد الضباط المسؤولين لتعود للعمل من جديد، وهو نفس المشهد الذي تكرر مع عائلة آل العدل الذين تم استبعادهم من العمل لسنتين متتاليتين، إلى أن تدخل مسؤول كبير بوساطته.
تلك الحالة التي باتت تحكم المشهد الفني المصري تعيد إلى الأذهان ما حدث في أميركا منذ سبعة عقود، عندما شنت حملة منظمة ضد الكثيرين من نجوم هوليوود، والذين تم اتهامهم بالولاء والانتماء للشيوعية وعلى إثر تلك الاتهامات تم وضع قائمة سوداء لهوليوود، وكان على رأس المتهمين بالإبلاغ عن زملائه المخرج إيليا كازان، حيث ظلت تلك التهمة المشينة تلاحقه حتى وفاته.
هناك أيضاً أكثر من فنان دفع ثمن مواقفه من الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013، ويأتي على رأسهم المخرج المخضرم داود عبد السيد، والذي بات ممنوعاً عن العمل بسبب آرائه السياسية؛ حيث اتهم وقتها "بالتحريض على قلب نظام الحكم والإضرار بالاقتصاد والأمن القومي المصري". وشنّت ضده حملة هجوم واسعة من الصحف ومن قبل بعض الممثلين، ليبتعد عن الساحة الفنية.