باتت حيلة الولادة داخل الأراضي الأميركية التي يلجأ إليها الفنانون المصريون لحصول أبنائهم على الجنسية الأميركية مهددة، في ظل مخطط الرئيس دونالد ترامب لإلغاء حق الجنسية بالولادة الذي يحصل فيه الطفل المولود تلقائياً على الجنسية.
وعالجت السينما المصرية حلم الجنسية الأميركية بالولادة في مناسبتين، الأولى في فيلم فبراير الأسود (2012) والثانية في فيلم طلق صناعي (2017). وفي الواقع، اعتاد كثرٌ من الفنانين والفنانات استثمار قدرتهم على استخراج تأشيرة إلى الولايات المتحدة وأوروبا، والسفر أثناء فترات الحمل، والمكوث إلى حين الولادة في إحدى المستشفيات هناك.
ومن الفنانين الذين اتخذوا هذا المسلك، الممثلة زينة، التي أنجبت توأميها عز الدين وزين الدين في مدينة بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا، ومنى زكي التي أنجبت ابنها سليم أثناء وجودها في الولايات المتحدة مع زوجها أحمد حلمي، الذي صرح بأن الأمر تم مصادفة لأنه كان بالولايات المتحدة من أجل استئصال أحد الأورام.
كما وُلدت الطفلة خديجة في كاليفورنيا، بعد أن سافر إلى هناك والدها الفنان خالد سليم وزوجته، وفي واشنطن وُلِدَت "لي لي" ابنة الفنانة مي سليم، وآسر ابن لقاء الخميسي واللاعب محمد عبد المنصف، أما الفنانة بشرى فكانت توجهت إلى إنكلترا لتلد طفلها البريطاني إسماعيل، والقائمة تطول وتضم أخريات مثل روبي وآيتين عامر... وغيرهما.
ويمثل السعي للحصول على الجنسية الأميركية والغرين كارد هدفاً عظيماً، يسعى إليه كل من يستطيع السعي، في ظل الأوضاع السياسية والحقوقية والاقتصادية البائسة التي تعيشها مصر والمنطقة العربية، التي صارت علامة مسجلة على القهر والفساد منذ صرخت والدة المغدور الإيطالي روجيني: "قتلوه كما لو كان مصرياً".
لكن بعض أولئك الفارين بأبنائهم من الجنسية المصرية لا يزالون يُستخدمون في مهمات رسمية، يدعون فيها الشعب لتحمل شظف العيش، مثل المطرب تامر حسني الذي قدم أخيراً أغنية "عيش بشوقك"، والتي يقول فيها للمواطن المطحون: "وان كنت مفلّس خالص خالص ومحيلتكش جنيه، قول ع الجزمة الباتة اللي انت لابسها انها سينيه، مثّل ع الدنيا في عز الفقر إنْ انت سعادة البيه، متخليش حد يقولك شايل طاجن ستك ليه".
ومعروف أن تامر حسني سافر إلى الولايات المتحدة لتنجب زوجته اثنين من أبنائه (بنت وولد)، بينما لم يكتب للطفل الأول "سيئ الحظ" إلا الجنسية المصرية. أما المطربة شيرين التي بدأت حياتها بأغنية "ما شربتش من نيلها"، فكانت تعتزم أن تنجب ابنتها مريم في الولايات المتحدة أو إنكلترا، لكن القدر لم يمهلها ودخلت غرفة الولادة قبل موعدها بـ 21 يوماً، لتضيع منها فرصة الجنسية الأميركية.