تنشغل العاصمة اللبنانية بيروت، بانتخابات بلدية واختيارية. ورغم الخلاف السياسي الكبير بين اللبنانيين، تبدو معركة المجلس البلدي للعاصمة بيروت (موعدها 8 أيار/مايو) المعركة الأقوى والأكثر احتداماً نظرا لمكانة العاصمة وما تعانيه من تقصير في الوجهة البنيوية لها، وغلبة المصالح السياسية، ودخول حيتان المال على الخط نفسه من أجل مصالحهم.
أول من أمس، الجمعة، تمّ الإعلان عن لائحة "بيروت مدينتي" وهي اللائحة الثانية المُنافسة للائحة المدعومة سياسيًا من "تيار المستقبل" (يرأسه سعد الدين الحريري). اللافت في لائحة "بيروت مدينتي" المؤلفة من 24 عضوا، ضمها لعدد من الفنانين البيروتيين، بينهم الفنان أحمد قعبور والمخرجة نادين لبكي، والفنانة التشكيلية ندى صحناوي المرشحون للتغيير وفق كل البيانات والتصاريح الصادرة عنهم، وعن اللائحة.
أحمد قعبور
الفنان اللبناني الذي اكتسب شهرة واسعة خلال الحرب الأهلية اللبنانية بسبب وقوفه في صف اليسار اللبناني والمقاومة الفلسطينية، مرشّح لعضوية بلدية بيروت. اسم قعبور طرح إشكالية معينّة، إذ إن صاحب "أناديكم" ارتبط اسمه بشكل وثيق بآل الحريري، بعد عمله في تلفزيون "المستقبل" وتأليفه لكل أغاني القناة التي روّجت بطريقة أو بأخرى لسياسة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، ولعل أشهرها: "لعيونك"، و"البلد ماشي... ولا يهمك"... لكن يبدو هذه المرة أن قعبور اتخذ خياره البلدي، من خلال الوقوف في وجه اللائحة التي يدعمها الحريري، بهدف إنماء وتحسين بيروت، المدينة التي عاش فيها ولم يتركها لا خلال الحرب ولا خلال الاجتياح الإسرائيلي لها عام 1982. في حديث مع "العربي الجديد"، يوضح قعبور: "بيروت مدينتي" هي حركة من المواطنين العاديين الذين خلعوا معاطف الطائفية و"المحادل" الانتخابية وكل ما يمت بصلة للأحزاب، بيروت مدينتي هي مجموعة من الشباب و"الصبايا" أصحاب كفاءات وشهادات وخبرة في الحياة وخدمة الناس، وثقافة الناس، وهدفنا اليوم تقديم اقتراحات قابلة للتنفيذ لإبراز المشاكل التي استعصت على البعض منها أزمة النفايات، وإحياء الحدائق العامة والأرصفة، والأماكن الثقافية الحضارية، والمحافظة على تراث هذه المدينة الذي يتآكل يوما بعد يوم، اقتراحات نريد تحقيقها على قاعدة العمل الديمقراطي الحقيقي الذي تفرضه الانتخابات، فلا ديمقراطية في اعتقادي من دون منافسة". يتابع قعبور لـ"العربي الجديد": "تضُم اللائحة ثلاثة فنانين وهم أحمد قعبور والمخرجة نادين لبكي وندى صحناوي، وكما قلت يوم الجمعة في المؤتمر للإعلان عن اللائحة نحن مؤتمنون على روح هذه العاصمة وقيمتها الثقافية والفنية، والإنسانية والعمل على تفعيل دورها الثقافي والحضاري في معركة نعتبرها معركة كل مواطن شريف يسعى ليوميات وعيش كريم وأفضل".
اقــرأ أيضاً
وحول "إشكالية" ترشحه وان كانت تتعارض مع عمله في تلفزيون "المستقبل" لسنوات ومناصرته لتيار المستقبل، يقول لست موظفًا في تلفزيون "المستقبل" لأنني موظف حكومي، لكن قناعتي بخط ونهج الرئيس الراحل رفيق الحريري باقية، وهذا لا يتناقض مع ترشحي في لائحة "بيروت مدينتي"، وسأعمل من خلالها على متابعة ما قدمه رفيق الحريري لبيروت خلال سنوات طويلة، والعمل بجهد على قاعدة الحرية التي لا بد وأن يكفلها الجميع".
وفي حال فوز اللائحة أو فشلها ينهي قعبور حديثه لـ"العربي الجديد" بالقول: "عندما قررنا الترشّح كان همنا الأوحد بيروت فقط والمصلحة العامة للبيروتيين، فبيروت مدينتي باقية كحركة شعبية مدنية سنحاول من خلالها محاسبة ومساءلة كل المسؤولين عن التقصير في خدمة وأمن مصالح الناس وآمل أن يتم ذلك من خلال العمل البلدي، لو حالفنا الحظ وتولينا مهام مجلس بلدية بيروت".
اقــرأ أيضاً
يذكر أنه في منتصف مارس/آذار الماضي أطلق أحمد قعبور أغنية "بيروت زهرة" كتبها ولحنّها وغنّاها بنفسه في حفل كبير أقيم في قصر الأونيسكو في بيروت، يومها أعلن من على المسرح أن مدينته عصيّة على الموت، وما الأغنية إلاّ تعبير عن هذا الشعور الذي يراه واقعا سكنه أكثر من أربعين عامًا.
نادين لبكي
درست نادين لبكي الإخراج في بيروت، واستطاعت خلال سنوات أن تتقدم بسرعة في مجال الإخراج التلفزيوني، لعل مكتشفها الأول المتعهد الفني جيجي لامارا الذي منحها فرصة كبيرة في كليب "اخاصمك آه" للفنانة نانسي عجرم. لبكي التي عرفت طعم الشهرة للمرة الأولى بعد هذا الكليب العام 2001 بدأت تكوين صورة عن أهدافها بعد الدراسة، واستطاعت في وقت قصير أن تحقق نجاحًا كبيراً في مجال السينما، أولاً مع فيلم "سكر بنات/كاراميل" ثمّ فيلم "وهلق لوين؟".
إذاً من الخلفية الثقافية أو الفنية، خرجت لبكي لتدلي بدلوها وتنقل الواقع اللبناني بكل تشعباته من خلال سيناريوهات الافلام التي قدمتها، فاتخذت من الواقع الاجتماعي اليومي نافذة لانتفاضة بسيطة على جزء كبير من العادات الاجتماعية الرثة، وبعدها اتجهت إلى واقع مرير يعيشه لبنان في "طوائفه" والشرخ الحاصل بين أبناء البلد الواحد في فيلم "وهلق لوين" إنتاج العام 2011. تؤكد نادين لبكي على صفحتها الخاصة على "فيسبوك" أنها تؤمن بحياة أفضل من خلال ترشحها ضمن لائحة "بيروت مدينتي" محاولة منها للعبور من واقع احتماعي تغزوه الطائفية إلى حياة مدنية ثقافية تفصلها في الاقتراحات المعروضة لمواجهة الخطر المحدق ليس فقط في العاصمة وحدها بل في لبنان.
أول من أمس، الجمعة، تمّ الإعلان عن لائحة "بيروت مدينتي" وهي اللائحة الثانية المُنافسة للائحة المدعومة سياسيًا من "تيار المستقبل" (يرأسه سعد الدين الحريري). اللافت في لائحة "بيروت مدينتي" المؤلفة من 24 عضوا، ضمها لعدد من الفنانين البيروتيين، بينهم الفنان أحمد قعبور والمخرجة نادين لبكي، والفنانة التشكيلية ندى صحناوي المرشحون للتغيير وفق كل البيانات والتصاريح الصادرة عنهم، وعن اللائحة.
أحمد قعبور
الفنان اللبناني الذي اكتسب شهرة واسعة خلال الحرب الأهلية اللبنانية بسبب وقوفه في صف اليسار اللبناني والمقاومة الفلسطينية، مرشّح لعضوية بلدية بيروت. اسم قعبور طرح إشكالية معينّة، إذ إن صاحب "أناديكم" ارتبط اسمه بشكل وثيق بآل الحريري، بعد عمله في تلفزيون "المستقبل" وتأليفه لكل أغاني القناة التي روّجت بطريقة أو بأخرى لسياسة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، ولعل أشهرها: "لعيونك"، و"البلد ماشي... ولا يهمك"... لكن يبدو هذه المرة أن قعبور اتخذ خياره البلدي، من خلال الوقوف في وجه اللائحة التي يدعمها الحريري، بهدف إنماء وتحسين بيروت، المدينة التي عاش فيها ولم يتركها لا خلال الحرب ولا خلال الاجتياح الإسرائيلي لها عام 1982. في حديث مع "العربي الجديد"، يوضح قعبور: "بيروت مدينتي" هي حركة من المواطنين العاديين الذين خلعوا معاطف الطائفية و"المحادل" الانتخابية وكل ما يمت بصلة للأحزاب، بيروت مدينتي هي مجموعة من الشباب و"الصبايا" أصحاب كفاءات وشهادات وخبرة في الحياة وخدمة الناس، وثقافة الناس، وهدفنا اليوم تقديم اقتراحات قابلة للتنفيذ لإبراز المشاكل التي استعصت على البعض منها أزمة النفايات، وإحياء الحدائق العامة والأرصفة، والأماكن الثقافية الحضارية، والمحافظة على تراث هذه المدينة الذي يتآكل يوما بعد يوم، اقتراحات نريد تحقيقها على قاعدة العمل الديمقراطي الحقيقي الذي تفرضه الانتخابات، فلا ديمقراطية في اعتقادي من دون منافسة". يتابع قعبور لـ"العربي الجديد": "تضُم اللائحة ثلاثة فنانين وهم أحمد قعبور والمخرجة نادين لبكي وندى صحناوي، وكما قلت يوم الجمعة في المؤتمر للإعلان عن اللائحة نحن مؤتمنون على روح هذه العاصمة وقيمتها الثقافية والفنية، والإنسانية والعمل على تفعيل دورها الثقافي والحضاري في معركة نعتبرها معركة كل مواطن شريف يسعى ليوميات وعيش كريم وأفضل".
وحول "إشكالية" ترشحه وان كانت تتعارض مع عمله في تلفزيون "المستقبل" لسنوات ومناصرته لتيار المستقبل، يقول لست موظفًا في تلفزيون "المستقبل" لأنني موظف حكومي، لكن قناعتي بخط ونهج الرئيس الراحل رفيق الحريري باقية، وهذا لا يتناقض مع ترشحي في لائحة "بيروت مدينتي"، وسأعمل من خلالها على متابعة ما قدمه رفيق الحريري لبيروت خلال سنوات طويلة، والعمل بجهد على قاعدة الحرية التي لا بد وأن يكفلها الجميع".
وفي حال فوز اللائحة أو فشلها ينهي قعبور حديثه لـ"العربي الجديد" بالقول: "عندما قررنا الترشّح كان همنا الأوحد بيروت فقط والمصلحة العامة للبيروتيين، فبيروت مدينتي باقية كحركة شعبية مدنية سنحاول من خلالها محاسبة ومساءلة كل المسؤولين عن التقصير في خدمة وأمن مصالح الناس وآمل أن يتم ذلك من خلال العمل البلدي، لو حالفنا الحظ وتولينا مهام مجلس بلدية بيروت".
يذكر أنه في منتصف مارس/آذار الماضي أطلق أحمد قعبور أغنية "بيروت زهرة" كتبها ولحنّها وغنّاها بنفسه في حفل كبير أقيم في قصر الأونيسكو في بيروت، يومها أعلن من على المسرح أن مدينته عصيّة على الموت، وما الأغنية إلاّ تعبير عن هذا الشعور الذي يراه واقعا سكنه أكثر من أربعين عامًا.
نادين لبكي
درست نادين لبكي الإخراج في بيروت، واستطاعت خلال سنوات أن تتقدم بسرعة في مجال الإخراج التلفزيوني، لعل مكتشفها الأول المتعهد الفني جيجي لامارا الذي منحها فرصة كبيرة في كليب "اخاصمك آه" للفنانة نانسي عجرم. لبكي التي عرفت طعم الشهرة للمرة الأولى بعد هذا الكليب العام 2001 بدأت تكوين صورة عن أهدافها بعد الدراسة، واستطاعت في وقت قصير أن تحقق نجاحًا كبيراً في مجال السينما، أولاً مع فيلم "سكر بنات/كاراميل" ثمّ فيلم "وهلق لوين؟".
إذاً من الخلفية الثقافية أو الفنية، خرجت لبكي لتدلي بدلوها وتنقل الواقع اللبناني بكل تشعباته من خلال سيناريوهات الافلام التي قدمتها، فاتخذت من الواقع الاجتماعي اليومي نافذة لانتفاضة بسيطة على جزء كبير من العادات الاجتماعية الرثة، وبعدها اتجهت إلى واقع مرير يعيشه لبنان في "طوائفه" والشرخ الحاصل بين أبناء البلد الواحد في فيلم "وهلق لوين" إنتاج العام 2011. تؤكد نادين لبكي على صفحتها الخاصة على "فيسبوك" أنها تؤمن بحياة أفضل من خلال ترشحها ضمن لائحة "بيروت مدينتي" محاولة منها للعبور من واقع احتماعي تغزوه الطائفية إلى حياة مدنية ثقافية تفصلها في الاقتراحات المعروضة لمواجهة الخطر المحدق ليس فقط في العاصمة وحدها بل في لبنان.