فرق الفلكلور المغربية، التي تظهر في التلفزيون وفي المهرجانات والتظاهرات الكبرى، تتكوّن على الأغلب من أناسٍ بسطاء، مزارعين وحرفيين، وأحياناً من عاطلين عن العمل.
يغنّي هؤلاء بمقابلٍ ماديّ بخسٍّ، من دون رتوشاتٍ وتعديلاتٍ، إذ لا ماكساج للصوت، ولا اكسسوارات ومكياج للصورة، كما أنهم لا يمتلكون وكلاء ودعاية وإنتاج.
تقودنا إلى الحديث عن هؤلاء الفنانين، الدورة الأخيرة من "مهرجان الفنون الشعبية في مراكش"، التي اختتمت قبل أيام، حيث تشكّل هذه المجموعات الفلكلورية عماد هذا المهرجان وسبب نجاحه منذ دورته الأولى التي انطلقت سنة 1960.
كيف يرقصون ويغنّون ويضحكون على الخشبة أو في "الحلقة"، ويؤدون أدوارهم بانسجامٍ وبتفانٍ، طوال الليل أو النهار، إلى أن يلمع "عرق الجبين"، ثم يعودون إلى حرفهم وحقولهم بدراهمَ معدودة؟
المئات من الفرق الغنائية في المغرب تعوّل، في الجانب المادي، على الأعراس ومواسم الخيالة والمناسبات الاجتماعية البسيطة.
بل أحياناً تمارس بعضها ما يشبه التسوّل المقنّع، كما نرى في ساحة "جامع الفنا" التراثي، حيث تكلّف فرقة ما أحد أعضائها بالتقدّم نحو الجمهور المتحلّق حولها لجمع بعض الدراهم، بعد انتهاء العرض.
يسيء هذا إلى الفن الشعبي في المغرب الغني بشتى أنواع الفولكلور.
هؤلاء المبدعون، الذين يعطون بتواضع جم، يحتاجون إلى من يفكر فيهم ويدعمهم مادياً، لأنهم لن يستطيعوا أن يرفعوا على أكتافهم التراث الفني الهائل لهذه البلاد بجيوب فارغة.