فلسطين في قلب الحدث

25 يونيو 2017
من تظاهرة تضامن مع قطر في غزة(علي جاد الله/الأناضول)
+ الخط -
لا تغيب فلسطين وقضيتها عن الساحة العربية، لا في الاتفاق ولا بالخلاف، هي حاضرة دوماً، متأثرة ومؤثرة، حتى وإن كان الخلاف أن الاتفاق لا ناقة لها فيه ولا جمل. ولعل الأزمة الخليجية الأخيرة والحملة على قطر، خير مثال على الدخول الفلسطيني الدائم في قلب الحدث. إذ أصبحت حركة "حماس"، بوصفها حركة مقاومة فلسطينية، أحد عناوين الحملة على قطر باعتبارها حركة "إرهابية"، بحسب تعبير وزير الخارجية السعودي، عبد الله الجبير، الذي سطّر سابقة خليجية في تصنيف الحركة الإسلامية إرهابية، على عكس ما اعتادت عليه سائر الدول الخليجية.

التصنيف السعودي، الإماراتي - المصري بالضرورة، ليس اعتباطياً، وليس مجرد زج لفلسطين في دائرة الخلاف الخليجي، بل قد يكون أحد الأسباب الرئيسية للحملة، ولا سيما أننا نرى أن قضايا المنطقة عموماً، وفلسطين خصوصاً، مقبلة على مشاريع تسويات مشبوهة تم طبخها في أروقة قمة الرياض بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. تسويات تتصدرها القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى، والأزمة الخليجية قد تكون إحدى حلقاتها، إذ إن المطلوب اليوم إسكات أي صوت خارج عن "السرب الترامبي" أو يحمل صفة شبه مستقلة عن السياسات العامة التي تسير بشكل أعمى في الركب الأميركي.

على هذا الأساس، فإن فلسطين حاضرة في الأزمة الخليجية، تماماً كما كانت حاضرة في أكثر من خلاف عربي على مر العقود الماضية، إذ كانت دائماً محور الاستقطاب، ليس لاعتبارات وطنية لدى الأنظمة العربية، بقدر ما كانت لافتة استغلالية لأنظمة ديكتاتورية. والمشكلة أن الفلسطينيين، قيادة وفصائل، كانوا يدخلون دائماً في لعبة الاستقطاب هذه التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى ما وصلت إليه اليوم، عبر العديد من المحطات المفصلية، بدءاً من معارك سبتمبر/ أيلول 1970، مروراً بالانقسام العربي بين معسكري التسوية ورافضيها، وصولاً إلى احتلال العراق للكويت، والذي كانت له نتائج كارثية على القضية، إذ مثل بداية الطريق إلى اتفاقيات أوسلو.

اليوم، وفي ظل الأزمة الخليجية، يحاول الفلسطينيون، قدر الإمكان، عدم الانخراط فيها بقوة، رغم الزج بهم في عناوينها المعلنة والسرية، غير أن اشتداد الحملة، والكشف عن المزيد من الأوراق، الإماراتية تحديداً، في ما يخص القضية الفلسطينية، قد لا يدع مجالاً للحياد، لتدخل فلسطين مجدداً في قلب الحدث.

المساهمون