27 سبتمبر 2018
فلسطين: غزة ورام الله وبالعكس
أظهر حراك مسيرة العودة حالة فلسطينية جديدة، ووضعاً فلسطينياً بدا أنه يقدّم صورة مختلفة، حيث ظهر شكلٌ من النضال جديدٌ، وظهر نشاط شبابي ملفت، لكن أيضاً ظهر تضامن شبابي كبير، كان حراك حيفا لافتاً فيه، وهو الذي فرض التظاهر دعماً لغزة، وضد حصارها، وأكثر من ذلك توضيحاً أن الشعب الفلسطيني واحدٌ، وأن حيفا في فلسطين. ليتبيّن أن فلسطين واحدة، وأن التقسيم الذي طاول الشعب الفلسطيني بعد طرح مسألة "الدولة المستقلة" في الضفة الغربية وقطاع غزة (22% من فلسطين)، والذي "شطب" الأرض المحتلة سنة 1948، وجعل فلسطينييها "إسرائيليين"، ومن ثم الانقسام الذي فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، والذي جرى الظن أنه تكرّس، بات إلى زوال.
ظهرت صورة فلسطينية جديدة، و"نشأ" شعب جديد جرت كل المحاولات منذ عقود لتفتيته، ودفعه إلى التلاشي. ربما هذا ما يمكن أن يقال الآن، وهو ما يمكن أن يؤسس لمرحلة جديدة بالضرورة، مرحلة أخرى من النضال الفلسطيني. بقوى ورؤى جديدة، وعلى أرضية صراعٍ جديدة، فقد اهترأت الفصائل التي خاضت النضال الفلسطيني، وظهر أنها أفشل من أن تحقق ما طرحته، وأنها باتت قوى هزيلة، وأكبرها تحوَّل الى سلطة فاسدة.
طرح هذا الحراك ما يجب أن يعالج فلسطينياً، وهو حصار غزة، المنطقة التي تخنقها الدولة الصهيونية والنظام المصري، وكذلك السلطة الفلسطينية، وأصولية حركة حماس، ما فرض طرح التحرّك في رام الله للضغط من أجل أن تنتهي مهزلة حصار السلطة قطاع غزة، حيث بات الشعب في وضعٍ صعب جداً، وانهار الوضع المعيشي، بالتالي لا بدّ من أن تبدأ السلطة بإعادة الرواتب، وحل مشكلة الانقسام. لهذا سار الشغل على تحريك الضفة الغربية، من أجل الضغط على السلطة، لكي تنهي حصارها، وتعيد رواتب الموظفين. هذا مطلب بسيط، أن يقف الشباب الفلسطيني مع شعبه المحاصر، وأن يضغط من أجل فك الحصار من سلطةٍ تتسمى أنها فلسطينية، وأنها معنيةٌ بموظفيها في قطاع غزة، فالحالة التي أوجدتها مسيرة العودة فرضت أن يكون على الشعب الفلسطيني دورٌ في إعادة ترتيب الوضع، وكسر الحصار على غزة، ومن ثم إنهاء الانقسام. هذه مسائل لا بدّ منها، ونحن نقاوم الاحتلال، ونذكّر بالعودة، وبالنضال من أجل تأكيد أن الشعب الفلسطيني واحد. بمعنى أنه، لكي نتقدم في النضال من أجل فلسطين والعودة، لا بدّ من ترتيب وضعنا، ولنبدأ من مشكلاتنا. ربما هذه بديهياتٌ فرضتها الحالة التي انتعشت، وأعطت صورة جديدة لشعبٍ لا يزال يريد المقاومة من أجل التحرر.
طبعاً، غير المفاجئ لبعضهم، أو حتى لكثيرين، أن السلطة الفلسطينية قرّرت سحق المتظاهرين، ومنع التظاهر، ومارست العنف الشديد ضد من خرج يتضامن مع غزة، واعتقلت العشرات، وسحلت. أظهرت أنها لا تريد للشعب الفلسطيني أن يتضامن، وأن يدافع عن نفسه، وبالأساس أنها لا تريد أن يتحرّك الشعب، بل يجب أن يخضع لأجهزة أمنية صنعتها المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وقامت عقيدتها على "محاربة الإرهاب"، الإرهاب الذي يعني مقاومة الاحتلال. وبالتالي، أُنشئت لكي تحل محل سلطة الاحتلال، وتمارس مهمات سلطة الاحتلال. والاحتلال لا يريد ربط الضفة الغربية وقطاع غزة، لأنه يريد أن يبتلع كلاً منهما على حدة، وبشكل مختلف.
في المقابل، واجهت حركة حماس، عبر بلطجية، تظاهرة في غزة تريد إنهاء الانقسام، وكانت عنيفة في تصدّيها، ومزقت العلم الفلسطيني. وكأنها هي كذلك تقبل بالمنظور الصهيوني الذي يريد بقاء الانقسام، فرِحَة بسلطتها التي تكمل حصار غزة من خلال القمع والأصولية التي تفرضها، والتحكم بالاقتصاد. وكذلك المراوغة في المصالحة كما تفعل السلطة ذاتها.
إذن، لم يبقَ سوى الانتفاض ضد السلطتين، وربما كانت مظاهرة رام الله، وتحرّك غزة، بداية لهذه المواجهة التي عمل الشباب الفلسطيني على تجنبها طوال عقود سابقة.
ظهرت صورة فلسطينية جديدة، و"نشأ" شعب جديد جرت كل المحاولات منذ عقود لتفتيته، ودفعه إلى التلاشي. ربما هذا ما يمكن أن يقال الآن، وهو ما يمكن أن يؤسس لمرحلة جديدة بالضرورة، مرحلة أخرى من النضال الفلسطيني. بقوى ورؤى جديدة، وعلى أرضية صراعٍ جديدة، فقد اهترأت الفصائل التي خاضت النضال الفلسطيني، وظهر أنها أفشل من أن تحقق ما طرحته، وأنها باتت قوى هزيلة، وأكبرها تحوَّل الى سلطة فاسدة.
طرح هذا الحراك ما يجب أن يعالج فلسطينياً، وهو حصار غزة، المنطقة التي تخنقها الدولة الصهيونية والنظام المصري، وكذلك السلطة الفلسطينية، وأصولية حركة حماس، ما فرض طرح التحرّك في رام الله للضغط من أجل أن تنتهي مهزلة حصار السلطة قطاع غزة، حيث بات الشعب في وضعٍ صعب جداً، وانهار الوضع المعيشي، بالتالي لا بدّ من أن تبدأ السلطة بإعادة الرواتب، وحل مشكلة الانقسام. لهذا سار الشغل على تحريك الضفة الغربية، من أجل الضغط على السلطة، لكي تنهي حصارها، وتعيد رواتب الموظفين. هذا مطلب بسيط، أن يقف الشباب الفلسطيني مع شعبه المحاصر، وأن يضغط من أجل فك الحصار من سلطةٍ تتسمى أنها فلسطينية، وأنها معنيةٌ بموظفيها في قطاع غزة، فالحالة التي أوجدتها مسيرة العودة فرضت أن يكون على الشعب الفلسطيني دورٌ في إعادة ترتيب الوضع، وكسر الحصار على غزة، ومن ثم إنهاء الانقسام. هذه مسائل لا بدّ منها، ونحن نقاوم الاحتلال، ونذكّر بالعودة، وبالنضال من أجل تأكيد أن الشعب الفلسطيني واحد. بمعنى أنه، لكي نتقدم في النضال من أجل فلسطين والعودة، لا بدّ من ترتيب وضعنا، ولنبدأ من مشكلاتنا. ربما هذه بديهياتٌ فرضتها الحالة التي انتعشت، وأعطت صورة جديدة لشعبٍ لا يزال يريد المقاومة من أجل التحرر.
طبعاً، غير المفاجئ لبعضهم، أو حتى لكثيرين، أن السلطة الفلسطينية قرّرت سحق المتظاهرين، ومنع التظاهر، ومارست العنف الشديد ضد من خرج يتضامن مع غزة، واعتقلت العشرات، وسحلت. أظهرت أنها لا تريد للشعب الفلسطيني أن يتضامن، وأن يدافع عن نفسه، وبالأساس أنها لا تريد أن يتحرّك الشعب، بل يجب أن يخضع لأجهزة أمنية صنعتها المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وقامت عقيدتها على "محاربة الإرهاب"، الإرهاب الذي يعني مقاومة الاحتلال. وبالتالي، أُنشئت لكي تحل محل سلطة الاحتلال، وتمارس مهمات سلطة الاحتلال. والاحتلال لا يريد ربط الضفة الغربية وقطاع غزة، لأنه يريد أن يبتلع كلاً منهما على حدة، وبشكل مختلف.
في المقابل، واجهت حركة حماس، عبر بلطجية، تظاهرة في غزة تريد إنهاء الانقسام، وكانت عنيفة في تصدّيها، ومزقت العلم الفلسطيني. وكأنها هي كذلك تقبل بالمنظور الصهيوني الذي يريد بقاء الانقسام، فرِحَة بسلطتها التي تكمل حصار غزة من خلال القمع والأصولية التي تفرضها، والتحكم بالاقتصاد. وكذلك المراوغة في المصالحة كما تفعل السلطة ذاتها.
إذن، لم يبقَ سوى الانتفاض ضد السلطتين، وربما كانت مظاهرة رام الله، وتحرّك غزة، بداية لهذه المواجهة التي عمل الشباب الفلسطيني على تجنبها طوال عقود سابقة.