وعلى غير العادة، أصبحت الكمّامة والمعقّمات إحدى أبرز الأدوات لطلبة الثانوية العامة الفلسطينيين، الذين تقدّموا للامتحان الأول اليوم السبت، في الضفة الغربية بما فيها القدس، وكذلك في قطاع غزة، والمدارس الفلسطينية في الخارج.
ويخضع امتحان الثانوية العامة في فلسطين، بكلّ مفاصله، إلى معايير الجودة المعتمدة، وفق تصريحات لوزير التربية والتعليم الفلسطيني مروان عورتاني، الذي أكّد أنّ تنظيم الامتحان يتمّ في إطار بروتوكول صحي خاص، يراعي معايير التباعد الاجتماعي، والوقاية والسلامة للطلبة ولجميع طواقم الامتحان، على حد سواء.
ويؤكد مدير عام القياس والتقويم والامتحانات في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية محمد عواد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّه تمّ تشكيل لجنة وزارية، انبثقت عنها لجنة فنية، بدأت بتنفيذ خطة لضمان إجراء الامتحانات في ظلّ إجراءات مكافحة وباء كورونا.
وشدّد عواد على أنّ انعقاد الامتحانات هذا العام، هو بمثابة تحدٍ، خاصة أنّ فلسطين هي الدولة الوحيدة بين دول الإقليم التي تعقد امتحاناً وجاهياً.
وقامت وزارة التربية والتعليم، وفق عواد، بإجراءات استثنائية تمثّلت بزيادة عدد القاعات، وتوفير قاعات في مناطق نائية، وزيادة عدد المراقبين، والعمل على خلق مسافات بين الطلبة، علاوة على مضاعفة مراكز التصحيح بهدف تقليل المسافات، وسحب أسئلة الامتحان مركزياً.
وأشار عواد في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنّه جرى التوافق على مجموعة من الإجراءات الأخرى، مثل البروتوكول الصحي الذي ينظم حركة الطالب وطريقة التقدّم للامتحان، وكذلك استخدام الكمّامة والمعقّمات، "فالتعليمات الصحية ملزمة للطلبة والعاملين".
وتابع: "جرى تعقيم القاعات وتأمين وصول رؤسائها، وكذلك اتخذنا إجراءات في القدس والخارج، كما في غزة، لضمان عقد الامتحانات". وأشار إلى أنّ عقد الامتحانات سيحترم معايير الجودة، "لكن يهمنا من الإجراءات الصحية، أن يكون الطالب قد تقدم للامتحان في ظروف آمنة وسليمة، من دون أن يساهم بنشر العدوى أو يلتقطها من أي زميل أو مصاب".
وحول حرمان بعض الطلبة من تقديم الامتحانات، في مناطق وصفت بالموبوءة، قال عواد: "تم الاتفاق في البروتوكول الصحي على أنه لن يتقدم الطلبة بأي منطقة موبوءة بفيروس كورونا للامتحان، وسيتأجّل تقديم امتحانهم إلى الشهر المقبل، حتى نضمن حقوقهم". وأشار إلى أنه لا توجد منطقة موبوءة حالياً، سوى قرية عزون العتمة، في محافظة قلقيلية، بعد اكتشاف 11 إصابة بالفيروس فيها، قبل يومين. ولم يُسمح لـ30 طالبًا من القرية بالتقدم للامتحان، وسيتمّ تأجيل امتحانهم إلى وقت لاحق، بينما لا يشارك في الامتحانات، أيضاً، الطلبة في تركيا، نظراً للإجراءات المتبّعة هناك.
وتم وضع بروتوكول صحي خاص يحكم كافة مفاصل الامتحان، حيث تتولى وزارة الصحة في هذا الإطار مهمة متابعة وضع انتشار فيروس كورونا، وانعكاسات ذلك على الطلبة، بينما تقوم وزارة التربية والتعليم بتقدير الموقف بشكل مستمر، وتقديم البيانات والرأي الخبير بشأن الطلبة المصابين أو المخالطين أو المحجورين والإجراءات التي ينبغي اتخاذها في كل حالة.
وزير التربية والتعليم الفلسطيني مروان عورتاني أكّد، في تصريحات له، أنّ عدم تمكّن أي طالب من التقدم للامتحان، أو من استكماله على خلفية كورونا، لا يمسّ بأي حال من الأحوال حقّه في الحصول على فرصته كغيره، في امتحان الثانوية العامة. إذ ستقوم الوزارة بتنظيم دورة خاصة لهذه الفئة من الطلبة، في أواخر يونيو/ حزيران، كما سيتاح، لمن يرغب منهم، الخضوع للدورة الثانية في شهر أغسطس/آب، مثلهم مثل باقي الطلبة (ينعقد امتحان الثانوية العامة الفلسطيني على أربع دورات خلال العام، بدايتها في نهاية شهر مايو/ أيار وتنتهي مع نهاية العام).
وشدّد وزير التربية مروان عورتاني على أنّ "عدم السماح لأي طالب بالخضوع للامتحان حالياً، هو فقط بدافع حمايته وحماية أقرانه من مخاطر لا تحمد عقباها، وينبغي ألا يرى ذلك مسّا بحقه في التعليم، بل هو حفاظ على حقه وحق عشرات الآلاف من أقرانه في الصحة والسلامة والأمان".