وأعلن مندوب فلسطين في الأمم المتحدة السفير رياض منصور، عن اقتراب إنجاز مذكرة رسمية احتجاجية على تهديدات الاحتلال لعباس، واقتحام قبة الصخرة في القدس، والاعتداء على المؤسسات الوطنية، لا سيما وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، وفق تصريحات أدلى بها صباح اليوم لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية.
وأوضح منصور أن تلك المذكرة سيتم توجيهها إلى رئيس مجلس الأمن، ومن ثم إلى مجلس الأمن عبر الرئيس، ومنه إلى الأمين العام ورئيسة الجمعية العامة من قبل بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، لمطالبة المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته إزاء كل ذلك".
وكان مستوطنون من التنظيم الإرهابي "فتية التلال" وضعوا ملصقات على محاور الطرق المؤدية للمستوطنات في الضفة الغربية، خاصة في منطقة نابلس، على خلفية عملية عوفرا، تدعو إلى اغتيال الرئيس الفلسطيني.
الجاغوب: لن نترك عباس وحيداً
من جانبه، أكد رئيس المكتب الإعلامي لحركة "فتح"، منير الجاغوب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الحركة أخذت تلك التصريحات التي تتعلق باغتيال الرئيس على محمل الجد، لأن المستوطنين لا يتصرفون بذلك من رؤوسهم، بل بتوجيهات من حكومتهم العنصرية اليمينية المتطرفة".
وأوضح الجاغوب أن "حركة "فتح" ستبقى سندا ودرعا ضد هذه المحاولات تحديدا في الحالة الشعبية والمقاومة الشعبية"، وأن "فتح لن تترك الرئيس عباس وحيدا في هذه المعركة، وستكون هناك اجتماعات مكثفة للحركة لتدارس الرد الشعبي الفلسطيني وطريقة تصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، لأن تلك التهديدات تمهيد لاعتداء جسدي على الرئيس".
وشدد الجاغوب على أن هذا التحريض على اغتيال الرئيس عباس "يدلل على العقلية الإرهابية الإسرائيلية المتجذرة في هؤلاء المستوطنين"، فـ"ذات الموضوع مورس على الرئيس الراحل ياسر عرفات، واستمرت إسرائيل بالتحريض حتى تم اغتياله بالطريقة التي شاهدها كل العالم، وهم الآن يمارسون الأسلوب ذاته مع الرئيس عباس، ويضغطون عليه للموافقة على صفقة هزيلة لا تلبي الحد الأدنى من الطموح الفلسطيني".
المفتي حسين: هذا ما جرى مع عرفات قبل اغتياله
ووصف المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، التهديدات بأنها "خطيرة جدا ويجب أن تؤخذ على محمل الجد".
وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، حمل المفتي حسين حكومة الاحتلال ورئيسها المسؤولية عن هذا التحريض وما يمكن أن يحدث تبعا لذلك، مستذكرا الأجواء التي سادت عشية اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قبل سنوات، حيث كانت صدرت دعوات مماثلة عن أعلى المستويات السياسية والأمنية في حينه، إلى التخلص من عرفات.
وأضاف: "لم تأت ملصقات التهديد هذه من فراغ، فقد مهدت ولا تزال تمهد لها تصريحات نتنياهو ووزرائه ضد القيادة الفلسطينية ممثلة برأس الشرعية، وضد عموم الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن "الرئيس عباس يواجه بصلابة وقوة صفقة القرن المشبوهة، لذا تأتي حملة التحريض ضده في سياق مؤامرة كبرى تستهدف الشعب الفلسطيني".
حاتم عبد القادر: المستوطنون مدعومون
بدوره، حذّر القيادي في حركة فتح، حاتم عبد القادر، من أن تخرج هذه التهديدات إلى "مرحلة التنفيذ على ضوء ما يحظى به المستوطنون من دعم وإسناد من قبل المؤسستين العسكرية والسياسية".
وقال لـ"العربي الجديد": "استهداف حياة الرئيس عباس لن يمر مرور الكرام، وستكون له تداعيات خطيرة على مستوى المنطقة كلها، من أبرزها إلغاء العملية السياسية برمتها وما ترتب عليها من التزامات فلسطينية، ما يجعلنا كـ"فتح" وكسلطة أمام استحقاقات تفرض علينا حماية شعبنا من تغول الاحتلال ومستوطنيه".
وأكد عبد القادر أن "الاستباحة اليومية لمدن الضفة الغربية وبلوغ ذروتها خلال اليومين الماضيين لمدينة رام الله، واستمرار تدنيس الأقصى من قبل المستوطنين، أمور لا تقل خطورة عن التهديدات الموجهة إلى شخص الرئيس، ما يضع الكل الفلسطيني أمام تحديات مصيرية توجب تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام".
أبو يوسف: تصعيد إجرامي
من جانبه، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تلك التهديدات تندرج في إطار "محاولات الاحتلال لتثبيت وقائع على الأرض من خلال الاستيطان الاستعماري ومنع قيام دولة فلسطينية وشطب حق العودة"، مشيرا إلى أن "ما يجري من تصعيد إجرامي تعتقد حكومة الاحتلال أنها تستفيد من الموقف الأميركي المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني منذ إعلان القدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأميركية إلى القدس في إطار الحرب الشاملة للشعب الفلسطيني".
وقال إن "حكومة الاحتلال لا تمزح في الأمور الاستراتيجية، فهي تعتبر الضفة الغربية (يهودا والسامرة)، وتنفي قياد دولة فلسطينية، وتستفيد من الموقف الأميركي، وهي تحاول طمس كل القضية الفلسطينية مستفيدة من صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية بالتساوق مع أميركا".
وبما يتعلق بالمذكرة بإعلان مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة بتوجيه مذكرة احتجاجية إلى مجلس الأمن ضد تهديدات الاحتلال لشخص الرئيس محمود عباس، قال أبو يوسف: "نحن سنمضي قدما باتجاه فضح سياسات الاحتلال العدوانية الإجرامية، بما فيها التوجه إلى المؤسسات الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، تلك المؤسسات القانونية والدولية التي لا بد أن تطلع بدورها في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التي كلف الأمين العام بذلك، ولم يتم إلى الآن وضع آلية لكيفية حماية الشعب الفلسطيني من هذا الاستهداف والعدوان سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بكل ما من شأنه أن يكرس الاحتلال".