فلسطيني يبدع في الرسم على ألواح الصبار

30 مارس 2016
تحدي الاحتلال في لوحات على الصبار (العربي الجديد)
+ الخط -
نشأ الشاب الفلسطيني، أحمد ياسين، في الريف، وتحديدا في بلدة عصيرة الشمالية إلى الشمال من مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، حيث الطبيعة الخلابة، والأجواء الريفية الهادئة، وحيث يحافظ الأهالي هناك على أرضهم وحدائقهم المنزلية.

في تلك الحدائق، استلهم ياسين فكرة رسم جديدة، جعلت اسمه يلمع وتهتم به مواقع الأخبار، حيث نشرت تقارير عدة عن إبداعه بالرسم على ألواح نبات التين الشوكي أو الصبار، متحديا شوكها القاسي. وقوبلت فكرته باستحسان كبير من الفلسطينيين الذين يعتبرون الصبار مصدر قوة وعزيمة، يعكس حالة صمودهم ضد الاحتلال التي يعيشونها منذ عقود.

يقول ياسين لـ"العربي الجديد": "كنت أبحث عن فكرة رسم تعبر عن الصمود والتحدي تجسيدا للفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال ويتحدى قمعه وغطرسته في الأراضي الفلسطينية، وكنت أنوي رسم لوح صبار على قطعة قماش، لكن الفكرة ولدت بينما كنت أتجول في أرضنا، قررت أن أرسم على لوح الصبار ذاته، دون أن أتكلف برسمه ومن ثم رسم اللوحة داخله".

رسم ياسين على شجرة الصبار سبع لوحات، كل لوحة حكت قصة كاملة، منها صورة رجل عجوز مجعد الوجه يأبى أن ينكسر، بجانب لوح رسم عليه مفاتيح العودة، معبرا عن إصرار الفلسطيني مهما طال الزمن على العودة إلى أرضه التي هجر منها.

يرفض ياسين أن يشرح لوحاته التي رسمها على ألواح الصبار، معللا ذلك بأن كل شخص يستطيع قراءتها من زاوية مختلفة، مشيرا إلى أن عالم الرسم فضاء كبير لا يمكن قصره على معانٍ محدود، لكنه يلفت انتباه أي زائر لاسم إحدى اللوحات التي رسم عليها صورة طفل حديث الولادة، والتي أطلق عليها اسم "مستقبل"، وهي ما يعتبرها أجمل اللوحات التي رسمها ياسين ويعطيها قيمة كبيرة في قلبه.




على موقع "فيسبوك" يشارك ياسين من خلال صفحته رسوماته ولوحاته الجديدة، ويتفاعل معه المتابعون.
"وأنا في الصف العاشر بالمدرسة، قررت أن ألتحق بكلية الفنون بعد إنهاء الثانوية العامة" يقول ياسين، وهذا ما حققه، هو الآن طالب في سنته الرابعة بكلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية، مذكرا بدعم عائلته التي تابعت موهبته في الرسم منذ نعومة أظافره، حيث وفرت له المواد التي يحتاجها للرسم، والتشجيع المستمر لمواصلة الرسم وعدم إهماله.

لم تخلُ ردود أفعال المتابعين ومن شاهدوا الرسومات من بعض الانتقادات التي ردت عليها شجرة الصبار ذاتها، كما يقول ياسين، ويضيف: بعض الانتقادات كانت تقول هذه الرسومات ستؤدي إلى إتلاف لوح الصبار، والحد من نموه، لكن المفاجئ أنه وبعد فترة من الرسم، بدأت زهور الصبار تنمو بشكلها الطبيعي.

يطمح ياسين إلى الاستمرار في مجاله الذي يحبه، وتوسيع مشاركته في المعارض العربية والعالمية، إضافة إلى أنه يسعى لإكمال دراسته في تخصص الفن، وإيصال الصورة الفلسطينية وما يجري من أحداث داخل الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال، بطريقته وضمن أسلوبه الذي يبدع فيه، مشيرا إلى أن الرسم لغة عالمية يفهمها جميع الناس ويستطيعون قراءتها والوصول إلى مغزاها.

المساهمون