بعد رحلة بحث خاصة سنعرف أسبابها، دامت نحو خمس ساعات في الأراضي الزراعية التي تقع على تخوم قطاع غزّة، والتي تفصله عن الأراضي التي لم تزل واقعة تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي، بعد تلك الرحلة التي وصلت حتى إلى التنقيب بين ركام المنازل المدمّرة، بعدما تساقطت عليها القذائف خلال العدوان الأخير على قطاع غزّة، عاد الشاب الغزّاوي حسام الضابوس إلى منزله في مخيم جباليا، شمالي القطاع، حاملاً بين يديه صندوقاً خشبياً ممتلئاً بقذائف فارغة، كان الاحتلال قد استخدمها ضد الفلسطينيين.
وضع حسام الضابوس، البالغ من العمر 33 عاماً، مجموعة القذائف التي عثر عليها بين ركام المنازل التي زارها وبحث تحت أنقاضها. بدت مختلفة الأشكال والأحجام، وضعها بحذر وهدوء على طاولةٍ بيضاء اللون تتوسّط إحدى غرف منزله، ثم بادر إلى طمأنة أفراد عائلته كي لا يقلقوا من مظهر تلك القذائف التي كانت قبل أيام سبباً في قتل أهلهم وتشريدهم، وقال لهم: "تلك القذائف قتلت ودمّرت طوال 51 يوماً من العدوان، وأصبحت بلا جدوى الآن، ولكني سأبعث فيها الحياة مجدداً، عندما أرسم على هياكلها الحديدية بالألوان الزاهية".
كان ذلك القرار المفاجئ سبباً لعمل فني وابتكار لافت سيدفعان صديق حسام إلى الانضمام إليه في ما بعد، ما يجعلهما يواصلان البحث عن طرق فنية تحوّل أدوات الدمار والقتل الإسرائيلية إلى أدوات للزينة والسلام والاستعمال المنزلي.
يستعين الضابوس ببعض أدوات الرسم البسيطة، إضافة إلى الإكسسوارات، لتحويل مخلّفات العدوان، من قذائف الهاون والدبابات وصواريخ طائرات الاستطلاع والقنابل الصغيرة، إلى تحفٍ فنية. وقد تولّدت الفكرة لديه عندما عاد إلى بيته بقذيفةٍ صغيرةِ الحجم فور انتهاء العدوان، كانت قد أصابت أحد البيوت في الحي. للوهلة الأولى أبدى أطفاله خوفهم منها، ولكن خوفهم تلاشى عندما نقش عليها بعض الرسومات،ِ كأشجار الزيتون ومفتاح العودة.
باشر الضابوس عمله بإزالة الصدأ عن بعض القذائف، كما أزال الكلمات المكتوبة باللغة العبرية المطبوعة عليها، بينما وضع إلى جانبه علبة من اللون الأحمر وأخرى زرقاء، وأضاف قائلاً، لـ"العربي الجديد": "هذه القذائف التي يستخدمها الاحتلال لتدمير بيوتنا وقتل أطفالنا.. نأخذها ونستخدمها زينة في بيوتنا، لكي نخلق من الموت حياة، وننشر السلام والسعادة على وجوه الناس"، مشيراً إلى أن فترة تحويل القذيفة إلى تحفة فنية تستمر لمدة يومين.
وتمكّن حسام، بمساعدة صديقه الفنان التشكيليّ خالد عبيد، من لفت الأنظار إلى أعمالهما عبر نشر صور لأربع قذائف مزينة بالألوان والرسومات المتنوعة على حسابه الشخصي على "الفيس بوك" ما نال إعجاب أصدقائه، بينما طلب آخرون تجهيز بعض القذائف كتحف فنية.
ويذكر حسام أنه، أثناء العدوان على غزة، شاهد صوراً لفنان إسرائيلي وهو يحوّل بقايا صواريخ المقاومة إلى أشكال فنية، فقال: "نحن الضحية والضعفاء، ويجب أن تظهر الحقيقة من بين أيدينا".
ويقول عبيد، الذي يعمل بالفن منذ 14 عاماً، لمراسل "العربي الجديد": "سأكتب على كل قذيفةٍ حكايتها، وزنها، وأين سقطت، ومَن قتلت وكم دمّرت. نحن لا نُجمِّل آلات الموت، بل نؤكد على حب الفلسطيني للحياة، ونرسم عليها معالم الصمود على هذه الأرض وحبّها"، موضحاً أنهما اتخذا كافة إجراءات السلامة من خلال تفريع القذيفة من محتواها إنْ وجد.
ويبدي حسام وخالد رغبتهما الشديدة بإقامة معرض فني خاص في مدينة غزّة، يضمّ أعمالهما بعدما حصلا على موافقة رسمية من الجهات المعنية، ليرسلا من خلاله إشارة إلى العالم تحمل معاني الحب وعشق الحياة، من بين شظايا قذائف الاحتلال التي قتلت الأبرياء المدنيين، وهدّمت لا البيوت فحسب، بل أحرقت حتى الأشجار.
كان ذلك القرار المفاجئ سبباً لعمل فني وابتكار لافت سيدفعان صديق حسام إلى الانضمام إليه في ما بعد، ما يجعلهما يواصلان البحث عن طرق فنية تحوّل أدوات الدمار والقتل الإسرائيلية إلى أدوات للزينة والسلام والاستعمال المنزلي.
يستعين الضابوس ببعض أدوات الرسم البسيطة، إضافة إلى الإكسسوارات، لتحويل مخلّفات العدوان، من قذائف الهاون والدبابات وصواريخ طائرات الاستطلاع والقنابل الصغيرة، إلى تحفٍ فنية. وقد تولّدت الفكرة لديه عندما عاد إلى بيته بقذيفةٍ صغيرةِ الحجم فور انتهاء العدوان، كانت قد أصابت أحد البيوت في الحي. للوهلة الأولى أبدى أطفاله خوفهم منها، ولكن خوفهم تلاشى عندما نقش عليها بعض الرسومات،ِ كأشجار الزيتون ومفتاح العودة.
باشر الضابوس عمله بإزالة الصدأ عن بعض القذائف، كما أزال الكلمات المكتوبة باللغة العبرية المطبوعة عليها، بينما وضع إلى جانبه علبة من اللون الأحمر وأخرى زرقاء، وأضاف قائلاً، لـ"العربي الجديد": "هذه القذائف التي يستخدمها الاحتلال لتدمير بيوتنا وقتل أطفالنا.. نأخذها ونستخدمها زينة في بيوتنا، لكي نخلق من الموت حياة، وننشر السلام والسعادة على وجوه الناس"، مشيراً إلى أن فترة تحويل القذيفة إلى تحفة فنية تستمر لمدة يومين.
وتمكّن حسام، بمساعدة صديقه الفنان التشكيليّ خالد عبيد، من لفت الأنظار إلى أعمالهما عبر نشر صور لأربع قذائف مزينة بالألوان والرسومات المتنوعة على حسابه الشخصي على "الفيس بوك" ما نال إعجاب أصدقائه، بينما طلب آخرون تجهيز بعض القذائف كتحف فنية.
ويذكر حسام أنه، أثناء العدوان على غزة، شاهد صوراً لفنان إسرائيلي وهو يحوّل بقايا صواريخ المقاومة إلى أشكال فنية، فقال: "نحن الضحية والضعفاء، ويجب أن تظهر الحقيقة من بين أيدينا".
ويقول عبيد، الذي يعمل بالفن منذ 14 عاماً، لمراسل "العربي الجديد": "سأكتب على كل قذيفةٍ حكايتها، وزنها، وأين سقطت، ومَن قتلت وكم دمّرت. نحن لا نُجمِّل آلات الموت، بل نؤكد على حب الفلسطيني للحياة، ونرسم عليها معالم الصمود على هذه الأرض وحبّها"، موضحاً أنهما اتخذا كافة إجراءات السلامة من خلال تفريع القذيفة من محتواها إنْ وجد.
ويبدي حسام وخالد رغبتهما الشديدة بإقامة معرض فني خاص في مدينة غزّة، يضمّ أعمالهما بعدما حصلا على موافقة رسمية من الجهات المعنية، ليرسلا من خلاله إشارة إلى العالم تحمل معاني الحب وعشق الحياة، من بين شظايا قذائف الاحتلال التي قتلت الأبرياء المدنيين، وهدّمت لا البيوت فحسب، بل أحرقت حتى الأشجار.