فلسطينيّو سورية الهاربون

28 اغسطس 2014
عائلة نازحة في غزة (أحمد حجازي/ باسيفيك برس/Getty)
+ الخط -

من مخيم البريج، في غزة، هربت عائلات بكل أفرادها، بعد تهديدات إسرائيلية بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها. ومن بين العائلات التي هربت، عائلة رواسي، التي باتت متمرسة في الفرار. فمن سورية إلى مصر ومن بعدها غزة، وجدت العائلة نفسها، مجدداً، في دائرة الحرب. وكثيرة هي العائلات الفلسطينية - السورية، التي وصلت إلى قطاع غزة، بعد هربها من حرب سورية. ولاقت العائلات، قبل العدوان الأخير على القطاع، ترحيباً كبيراً من أهله، وأماناً افتقدته في سورية. لكنّها عاشت حرباً أخرى.

من هؤلاء أيضاً أحمد حمدان، وهو فلسطيني من مخيم اليرموك في دمشق. يقيم منذ مجيئه من سورية، في مخيم جباليا. وفي بيت قديم، مكون من غرفتين صغيرتين، يعيش مع زوجته وأبنائه الثلاثة. إلى غزة، دخل حمدان وبحوزته أقل من 300 دولار، منذ عام تقريباً. كان يظن أنّه سيجد لنفسه، مهنة بسيطة، لكنه لم يجد. وتعتمد العائلة اليوم، غالباً، على المعونات التي تقدمها بعض الجمعيات.

ليست هذه مشكلة أحمد، فهو اليوم يشعر بالخوف الذي يهدد حياة عائلته مجدداً، بسبب الحرب، كما كان الوضع في سورية. وعن ذلك يقول لـ"العربي الجديد": "هربت إلى غزة الهادئة قبل عام، ففي سورية تستعر الحرب، وفي مصر أحوال لا تطمئن، وفي لبنان تفجيرات دورية". يتابع: "لم نجد امامنا سوى غزة، كون فلسطين بلدنا الأصلي، لكنّ الحرب على القطاع، ذهبت بالأمان الذي كنا نرجوه". في جباليا بقي أحمد وعائلته، لكنّ عائلات أخرى، لم تجد بداً من الفرار من منازلها في غزة بسبب القصف.

من هؤلاء محمد بدوي، وهو فلسطيني - سوري من مدينة حلب. لجأ مع عائلته المكونة من 8 أفراد، إلى غزة في يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد لجوئه قبلها إلى لبنان "غير المرحب". يقول لـ"العربي الجديد" عن تلك التجربة: "بعد نزوحنا من منطقة العزيزية في حلب، لجأنا إلى شمال لبنان، وهناك لقينا معاملة غير لائقة". ويتابع أنّ العائلة قررت التوجه إلى مصر، وهناك "كان التعامل معنا أسوأ مما كان في لبنان". عندها شدّت العائلة الرحال إلى غزة. يتابع محمد: "لكنّ الأمان الذي بحثنا عنه، فقد في ظل العدوان الإسرائيلي". فخلال فترة الحرب، اضطرت العائلة للفرار، بعد تهديدات إسرائيلية بقصف بيت لاهيا التي استأجرت فيها منزلاً. ونظراً لعدم وجود أيّ قرابات وصداقات مع عائلات غزية، لجأوا إلى عائلة فلسطينية - سورية صديقة، ريثما تهدأ الأوضاع.

بعد هروب عائلة رواسي من مخيم البريج لم تجد مكاناً لها في أيّ مدرسة. تحولت إلى مركز استقبال للنازحين، حتى فتح صديق منزله لها، في مدينة غزة. قبل وصول العائلة إلى غزة في سبتمبر/ أيلول 2013، مرت في مصر، وتعرض أفرادها للإهانة والتمييز، بحسب ما يقوله الوالد أبو شريف رواسي لـ"العربي الجديد". وبعد لجوئها إلى مخيم البريج، تأقلمت العائلة مع سكان المخيم، إلى أن جاءت الحرب الأخيرة، التي أجبرت الجميع على النزوح.

من جهته، يقول مدير لجنة متابعة شؤون اللاجئين من سورية إلى غزة، عاطف العيماوي، إنّ "اللجنة تتواصل مع العديد من الجهات، سواء كانت حكومية، أو غيرها، لتأمين الدعم المطلوب، لاستيعاب كل العائلات اللاجئة المحتاجة من سورية إلى غزة". لكنّه، في المقابل، يقول إنّه يعاني من "صعوبة التواصل مع أي جهة، يمكنها أن تستوعب حاجة 400 عائلة فلسطينية - سورية هاربة إلى غزة خلال العدوان الحالي".

ويضيف العيماوي لـ"العربي الجديد" أنّ هناك بعض العائلات، تتواجد اليوم عند أقاربها أو أصدقائها، من الفلسطينيين- السوريين، ولا تتمكن من تأمين احتياجاتها واحتياجات أطفالها. ويقول: "منذ وقت طويل نحاول التوصل إلى حل بخصوص هذه العائلات، لكن الوضعين الاقتصادي والسياسي سيئان للغاية".