اقرأ أيضاً: الانتفاضة بعيون إسرائيلية... النيران لن تخمد قريباً
وازداد الخطر الذي يواجهه الفلسطينيون في الداخل، خصوصاً الفتيات اللواتي يلبسن لباساً عربياً تقليدياً أو الجلباب، بعد التصريحات التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين بدءاً من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو بشأن تغيير أوامر إطلاق النار واستهداف راشقي الحجارة، ودعوات كل من وزير الأمن، جلعاد أردان، وقائد شرطة أشدود، نوعام شيكل، ورئيس بلدية القدس المحتلة، نير بركات، الإسرائيليين إلى حمل السلاح وإعطاء الحرية الكاملة والتأييد لعناصر الأمن للتدخل وإطلاق الرصاص على كل من يشتبهون بأنه يسعى لتنفيذ عملية.
وغذت هذه التصريحات الإسرائيلية الرسمية موجات العداء ضدّ العرب في الداخل الفلسطيني، الذين تضطرهم ظروفهم التاريخية وبقاؤهم في الوطن بعد النكبة، إلى السفر عبر المواصلات الإسرائيلية أو العمل والدراسة في المدن الفلسطينية المحتلة. وشكلت عملية إطلاق الرصاص أمس على إسراء عابد نقطة تحول خطيرة، يرى كثيرون أنه سيكون لها دلالات على الوضع العام في الداخل الفلسطيني.
وقال المحامي علاء محاجنة، الذي يترافع عن المعتقلين في مدينة اللد بعد موجة الاعتقالات الأخيرة، لـ"العربي الجديد"، إن "قرارات المحاكم الإسرائيلية في الأيام الأخيرة تثبت بما لا يدع للشك بأنها تجندت بالكامل من أجل تحقيق السياسة الإسرائيلية، والتي أعلن عنها نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد قبل يومين؛ قرارات المحاكم جميعها جاءت لصالح الشرطة، إذ إنها استجابت لطلبات الشرطة في تمديد حبس المعتقلين في جميع مناطق 48".
وأشار إلى أنه "حتى في حالات معينة، ورغم تفنيد ادّعاءات الشرطة، من خلال تسجيلات مصورة من التظاهرات، وجدت المحكمة الإسرائيلية سبيلاً لتمديد الاعتقال، وبالتالي فهي شريكة فعلية لسياسة حكومة نتنياهو".
وأضاف أن "تعامل شرطة الاحتلال مع الوجود الفلسطيني ينمّ عن أننا خطر عليهم، وهذا تمثل في حادثتين بمقتل الشهيد علون في القدس، وأخرى بإطلاق الرصاص في مدينة العفولة بالداخل".
بدورها، قالت المحامية سوسن زهر من مركز "عدالة"، لـ"العربي الجديد": "نحن وصلنا إلى مرحلة وضعنا كأهداف، والنظرة نحونا هي نظرة إلى عدو وتهديد. هذا الشيء ليس مفاجئاً. التوتر يتصاعد بشدّة. وفي جميع الأحوال، كنا شهدنا هذه الحال في أكتوبر/تشرين الأول 2000. ومذاك، هناك تراجع في مكانة الفلسطنيين بالداخل. نشهد ذلك من خلال القوانين وقرارات محكمة العليا والسياسة العنصرية"، مضيفة "نحن مستهدفون للأسف".
وفي الإطار، قال المحامي من مؤسسة "الميزان"، عمر خمايس، إن الشرطي الإسرائيلي يتعامل مع الفلسطيني كعدو له، مضيفاً أنّ هذا الأمر يُترجم من خلال الاغتيالات والإعدامات الميدانية. لكنه قال إن هذا الاستهداف تطور، بحيث دخل عليه عنصر جديد، يتعلق بإعطاء تصاريح للإسرائيليين بقتل الفلسطينيين، بشكل مبطن.
وفي الإطار، قال النائب عن القائمة المشتركة، يوسف جبارين، وهو أستاذ في القانون الدستوري، لـ"العربي الجديد"، إن "تحريض نتنياهو ووزارئه خلال الفترة الأخيرة على قيادات الجماهير العربية، تُرجم من خلال الاعتداءات الجسدية والاستهتار بحياة المواطنين العرب. ما رأيناه أمس في الاعتداء على العرب في ديمونا، وفي محاولة إعدام الشابة العربية في العفولة والقدس دليل على ذلك. نتنياهو يحرض بشكل دائم على قيادة الحركة الإسلامية وعلى المصلين في المسجد الأقصى، وعلى أعضاء الكنيست العرب، وبالتالي هو يحرّض على استعداء فلسطينيي الداخل. إضافة إلى أن الدعوات إلى المواطنين اليهود لحمل السلاح بشكل دائم تحمل تشجيعاً وتحريضاً على استعمال السلاح والقتل".
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال النائب جمال زحالقة من "التجمع الوطني الديمقراطي"، إن "إسرائيل تعيش حالة هيستيريا. الأسواق خالية من الناس والمجمعات التجارية كذلك. الشرطة تتصرف وكأن كل عربي مشتبه به. نتنياهو ووزارؤه أوجدوا أجواء تستبيح دم العربي وتحرض على الانتقام منه. وهذه الأجواء انتقلت أولاً الى أفراد الشرطة، الذين يطلقون النار على مواطنين عزل".
وأضاف "لو كان أفراد الشرطة يدركون بأنه سيعاقبون إذا أطلقوا النار دون أن تتعرض حياتهم للخطر. عندها لن يقدموا على ذلك. لكن نتنياهو خلق حرب أهلية بين المواطنين العرب واليهود. هذا تطور في غاية الخطورة. نحن نحذر الحكومة الإسرائيلية من أن استمرار سياستها هذه ستؤدي إلى نتائج وخيمة". وخلص إلى القول "يبدو أننا وصلنا إلى نقطة حيث نحتاج فيها إلى حماية دولية من هذا الانفلات الإسرائيلي القاتل".
وعن الحراك الشبابي، قال الناشط خالد عنبتاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "ما شهدناه خلال اليومين الأخيرين من مواجهات امتدت لأكثر من سبع بلدات خير دليل على أهمية هذا الحراك، الذي تجاوز المؤسسات التقليدية كلجنة المتابعة والقطرية".
اقرأ أيضاً: نتنياهو يتهم حماس والسلطة والحركة الإسلامية بالتحريض