شارك آلاف الفلسطينيين من الداخل الفلسطيني في المهرجان المركزي ليوم الأرض في النقب، على أراضي قرية أم الحيران، والتي تمهد الحكومة الإسرائيلية لإزالتها وإقامة مستوطنة يهودية على أراضيها تحت اسم حيران.
فقد لبى آلاف الفلسطينيين من الجليل والمثلث نداء لجنة المتابعة العليا لينضموا إلى آلاف من الفلسطينيين في النقب في المهرجان الذي جاء ليكرس الحق الفلسطيني في أراضي النقب، والتأكيد على عدم الرضوخ لمخطط الحكومة الإسرائيلية باقتلاع قريتي عتير وأم حيران.
وشارك في المسيرة المركزية في النقب ممثلون عن القيادات الفلسطينية في الداخل أعضاء كنيست ورؤساء سلطات محلية مختلفة.
وأعلن الناشط السياسي، وعضو لجنة التوجيه في النقب، سعيد المخرومي، في كلمة باسم لجنة المتابعة العليا أنه "ينبغي التأكيد بأن أم الحيران ستبقى ثابتة وصامدة في مكانها".
أما رئيس الحركة الإسلامية الشمالية، المحظورة بأمر من الحكومة الإسرائيلية، الشيخ رائد صلاح، فقد قال: "نؤكد أننا باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، مضيفاً أن "معادلتنا كلماتها قصيرة وهي إما أن نعيش على أرضنا بكرامة أو ندفن فيها شهداء".
واعتبر رئيس القائمة المشتركة للأحزاب العربية في الكنيست، النائب أيمن عودة، في كلمته أمام المهرجان أن "يوم الأرض تحقق بعد الإعلان عن مصادرة 20 ألف دونم، وفي هذه الأيام تعتزم السلطة مصادرة 800 ألف دونم في النقب. وهذا يتطلب منا رداً قوياً في مركزه النضال الشعبي المنظّم".
وكان الإضراب العام قد أعلن اليوم في أراضي 48 بقرار من لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل، لمناسبة الذكرى الأربعين ليوم الأرض.
وشهد المجتمع الفلسطيني في الداخل التزاماً شبه تام بقرار الإضراب، حيث أغلقت المحال التجارية والمؤسسات الرسمية في البلدات والقرى العربية في الجليل والمثلث والنقب.
كذلك، أحيا آلاف الفلسطينيين في مدينة عرابة، الذكرى، بتظاهرات دعت إليها لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل.
ودعت اللجنة أيضاً إلى إضراب عام في كافة مناطق التواجد الفلسطيني في الداخل.
وخرجت التظاهرة من بلدة سخنين بعد زيارة أضرحة الشهداء وانطلقت سيراً على الأقدام باتجاه بلدة عرابة، فيما خرجت مظاهرة من قرية دير حنا والتحمت في مسيرة عرابة المركزية في الشارع الرئيسي.
وشارك في التظاهرة جميع الأحزاب والتيارات الوطنية ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتف المتظاهرون "نموت وتحيا فلسطين"، "ما منهاب إسرائيل أم الإرهاب"، "أرض المل لأصحابها مش لبيبي وكلابه".
وقال النائب باسل غطاس، عن التجمع الوطني الديمقراطي: "هذه ذكرى خاصة في يوم الأرض الخالد عرب 48 تحركوا في شكل جماعي، هذا اليوم يشكل محطة فارقة في تاريخنا، وكانت مطالبة بحقوق لها طابع قومي وليس خدماتي كما كان قبل ذلك".
وتابع: "هذا اليوم لا يزال يشكل، بخلق وبلورة وعينا الجماعي وذاكرتنا الجماعية، أداة مهمة في الاستمرار والتشبث بالأرض، وربما يجب أن نؤكد المؤكد لا يوجد فرق بين الحقوق المدنية والقومية، كل تمييز هو على أساس قومي. وكل عملية محاولة الفصل بين المدني والقومي هي مفتعلة".
من جهته، أوضح عضو لجنة شعبية من سخنين، إياد خلايلة: أن "إحياء المظاهرة الأربعين ليوم الأرض يأتي والهجمة السلطوية اتجاه أراضينا مستمرة، بشكل خاص في النقب، وتحديداً في أم الحيران. يقولون بصراحة يريدون إخلاء المواطنين العرب لإسكان يهود مكانهم وسيسمون المستوطنة حيران".
وأضاف: "في الجليل والشمال أيضاً ما زالت أراضينا مستهدفة من خلال المجالس الإقليمية والتضييق على القرى العربية".
وقدمّ الجريح في يوم الأرض، علي شلاعطة، شهادة جاء فيها: "جرحت يوم 29 آذار/ مارس في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وأصبت في رجلي. علينا أن نكون موحدين يداً واحدة لنحافظ على أرضنا ووطنا، ويجب أن نحافظ على الأرض للجيل القادم".
أحد المشاركين في التظاهرة، ويدعى بهاء أبو حسن (16 سنة) من أم الفحم، قال: "أشارك اليوم في لباس قميص جندي إسرائيلي فأنا جزء من مجموعة (بلدنا ضد التجنيد)، موجود اليوم، كخطوة احتجاجية ضد التجنيد والخدمة المدنية".