أحيا أهالي شفاعمرو بالداخل الفلسطيني، مساء الثلاثاء، الذكرى السنوية الخامسة عشرة للمجزرة التي ارتكبها، نتنان زادة، في عام 2005. وأسفرت عن استشهاد أربعة من أهالي شفاعمرو، وهم دينا وهزار تركي وميشيل بحوث ونادر حايك.
ووضع أهالي الشهداء مع أعضاء اللجنة الشعبية أكاليل الورود على النصب التذكاري لأضرحة الشهداء.
وجاء في دعوة اللجنة الشعبية في شفاعمرو:"لن نغفر ولن ننسى، نحيي الذكرى مع أهالي الشهداء فقط عند النصب التذكاري بوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء حسب تعليمات وزارة الصحة، في إطار التدابير المتعلقة بوباء كورونا. "لن ننسى شهداءنا الأبرار وذكراهم محفورة في قلوبنا وفي قلوب كل الشفاعمريين والجماهير العربية الفلسطينية في الداخل. ذكراكم ستبقى خالدة إلى الأبد".
وقال أحمد حمدي رئيس اللجنة الشعبية في شفاعمرو: "هذه السنة نحن في وضع خاص يتعلق بمرض كورونا بالبلاد وكل العالم، لذلك قررنا إحياء الذكرى مع أهالي الشهداء فقط، ووضعنا أكاليل الزهور على الأضرحة"، وأضاف " من خلال هذه الوقفة تكون صرختنا إلى المؤسسة الحاكمة الأمنية الصهيونية بأن نتان زادة الذي اقترف هذه الجريمة جاء بعد أن قطع مئات الكيلو مترات حاملا سلاحا أوتوماتيكيا وذخيرة تكفي لقتل العشرات من العرب بعد أن دربوه على كره العرب والفلسطينيين".
وفي السياق قال مراد حداد عضو اللجنة الشعبية في شفاعمرو: "تمر الذكرى الخامسة عشرة وجماهيرنا العربية تشهد أشرس حملة حكومة ضدها من يمين فاشي ومتطرف، كان هناك أمل ووهم عند البعض بأن يكون هناك يسار أو يمين مهادن، لكن استنتجنا في نهاية المطاف أن قوانين العنصرية على رأسنا من فوق".
من جهته قال نزيه حايك شقيق الشهيد نادر حايك:"15 عاما وكأنها اليوم، هذه ليست فقط مجزرة شفاعمرو ، بل إنها مست كل فلسطيني لم يترك بلاده، ونتان زادة الذي نفذها لم يختر ضحاياها بشكل شخصي، بل جاء ليقتل العرب دون تفرقة بين دينهم ولا قوميتهم ولا لونهم، لن ننسى نحن ولا أولادنا ولا أحفادنا ما وقع ما دمنا نعيش في هذا البلد".
وأضاف " نادر رحمه الله كان إنسانا متواضعا لم يؤذ بحياته أحدا، مؤسف أن تكون نهايته بهذا الشكل الذي لا يستحقه".
من جهتها، قالت فايزة تركي والدة الشهيدتين دينا وهزار تركي: "لم أشعر بمرور 15 عاما على المجزرة، وكـأن ما وقع كان اليوم، حزني يتجدد وقلبي مازال يحترق".
ووقعت المجزرة التي ارتكبها زادة في الرابع من أغسطس/آب 2005، بينما كانت حافلة تحمل الرقم 165 محملة بركاب فلسطينيي 48، وتسير في مدينة شفا عمرو، وكان من بين الركاب جندي في الجيش الإسرائيلي، يدعى نتان زادة بدأ بإطلاق النار على ركاب الحافلة، ما أدى إلى مقتل 4 فلسطينيين من مدينة شفا عمرو، وهم: ميشيل بحوث، نادر حايك ودينا وهزار تركي، وإصابة 15 آخرين.
وعندما نفدت ذخيرة الجندي، قامت مجموعة من الشبان الفلسطينيين بمهاجمته، وانهالوا عليه بالضرب المبرح دفاعاً عن أنفسهم، مما تسبب في مقتل الجندي.
واعتقلت السلطات الإسرائيلية 12 شاباً خمسة تم اتهامهم بالاعتداء على الشرطة، وسبعة كانوا متهمين بمقتل زادة وقبعوا في السجون لمدة تتراوح بين سنة ونصف السنة وسنتين.