فلسطينيو الداخل يتظاهرون دعماً لغزة ويدعون لإنجاح الإضراب غداً

خرجت جماهير واسعة من فلسطينيي الداخل، في الجليل والمثلث والنقب، من شمال فلسطين التاريخية إلى جنوبها، مساء اليوم الثلاثاء، في ثلاث مظاهرات قُطرية، في قرية مجد الكروم الجليلية، ومدينة أم الفحم بمنطقة المثلث، ومدينة رهط في النقب، دعماً لغزة، واستنكاراً للمجازر الإسرائيلية في القطاع، لا سيما بعد سقوط أكثر من 60 شهيداً في أحداث الإثنين، وإصابة الآلاف بنيران الاحتلال الإسرائيلي. 

وقد توحدت الحناجر التي لبت دعوة لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48 إلى التظاهر في هتافها لغزة، ومن بين تلك الهتافات "غزة هاشم ما بترك للدبابة والمدفع". 

كذلك رفع المتظاهرون شعارات تستنكر "التخاذل العربي"، ورد الفعل الدولي الذي "لم يرتق إلى مستوى الحدث"، كما طالبوا بمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم التي ارتكبوها ويرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني، وبتوفير الحماية للفلسطينيين من آلة القتل الإسرائيلية. 

وتسبق المظاهرات الثلاث، التي نُظمت اليوم، الإضراب العام والشامل الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 غداً الأربعاء، بقرار من لجنة المتابعة العليا أيضاً. 

ودعت لجنة المتابعة، في ختام اجتماعها الطارئ، الذي عقدته قبيل منتصف ليلة الإثنين - الثلاثاء، إلى "إنجاح الإضراب العام يوم غد، في جميع مدننا وبلداتنا في الداخل، رداً على المجزرة الإرهابية التي ارتكبتها حكومة الاحتلال عن سابق تخطيط، وبدعم إجرامي مباشر من البيت الأبيض بزعامة ترامب". 

وأكدت اللجنة أن "الواجب الوطني والأخلاقي لجماهيرنا أن تكون على قدر الرد، خاصة أن جماهير واسعة انطلقت فوراً في تظاهرات مع انتشار أنباء المجزرة وهولها". 

من جانبه، قال سليم صليبي، رئيس مجلس مجد الكروم المحلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المظاهرة تأتي في مجد الكروم لأهالي الشاغور والجليل بقرار من لجنة المتابعة العليا، دعماً لأهالي قطاع غزة"، مضيفاً: "ندعو أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني إلى الالتزام بالإضراب العام والشامل غداً الأربعاء، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لإخواننا في غزة. هذا أقل شيء نكافئ به أهلنا في غزة على ثورتهم. لنكن يداً واحدة، ولنكن أشاوس كما أهالي غزة. نأمل أن تنجح جميع المظاهرات، وأن ينجح الإضراب، وأن تهب الجماهير العربية في أراضي 48 دعماً لأهلنا في غزة والقطاع". 

أما امطانس شحادة، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، فقال لـ"العربي الجديد"، إن "المظاهرات القُطرية والمحلية في معظم البلدات العربية اليوم هي جزء من قرارات لجنة المتابعة. نحن نقف صفاً واحداً مع أهلنا في غزة والضفة الغربية ضد سياسات وجرائم المؤسسة الإسرائيلية، وضد أي تهديد لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهذا أضعف الإيمان. نحن نقوم بواجبنا الوطني والأخلاقي. كل فئات الشعب الفلسطيني يجب أن تناضل، لنرسل رسالة قوية إلى الحكومة الإسرائيلية الاستعلائية التي تحاول قمع الحلم بالحرية وإقامة الدولة الفلسطينية".

من جهته، قال مازن غنايم، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المظاهرة تؤكد أننا جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني في كل أماكن وجوده في الضفة والقطاع والداخل والمخيمات والشتات. لا يمكن أن يكون أي سلام من دون عودة اللاجئين". 

وأضاف غنايم: "من المخجل أن يرفع العلم الأميركي على السفارة في القدس، وأن يستشهد العشرات من أبناء شعبنا ويُجرح الآلاف، ولا نسمع تنديداً من العالم العربي. هذا الأمر مؤلم جداً. أما المؤسسة الإسرائيلية فإنها تخسر الرهان في كل مرة، فصغارنا يتمسكون بهويتهم الوطنية الفلسطينية وهويتهم القومية مهما فعل الاحتلال".






ودعا غنايم إلى "الالتزام غداً بالإضراب، وأن نحيي ذكرى شهدائنا بما يليق بهم، وبالهدف الذي استشهدوا من أجله، وهو الحفاظ على الأرض والعلم".

اعتقال ناشطين

وعلى صعيد متصل، شارك المئات من المتظاهرين، مساء اليوم، في حي الألمانية بالبلدة التحتى عند مفرق الشهيد باسل الأعرج (ملتقى شارع أللنبي وحي الألمانية).

وقامت الشرطة الإسرائيلية باعتقال خمسة ناشطين في مدينة حيفا، منهم قصي أبو الفول وهيثم مغربي، وحاولت تفرقة المظاهرة بالقوة، فيما رفع قطعان اليمين علم الاحتلال الإسرائيلي، مستفزين المتظاهرين الفلسطينيين بالتظاهر قبالتهم. 

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا "من غزة طلع القرار.. انتفاضة وانتصار"، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"يا غزة صمود صمود.. من عندك طلع الأسود".

وقالت سناء سلامة دقة، المشاركة في المظاهرة: "هذه المظاهرة تأتي احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليوم… هذه دولة فاشية، ونحن لن ننكسر ولن نستسلم، نحن مع شعبنا في غزة، وسوف نستمر في النضال معاً مع غزة والضفة. نحن ندعو القيادة الفلسطينية إلى أن تنهي واقع الانقسام وأن تحترم دماء الشهداء".

وقال طارق خطيب: "نتظاهر اليوم من حيفا لليوم الثاني نصرة لأهلنا في غزة، الذين يصرون على استمرار النضال حتى الخامس من حزيران/ يونيو. مسيرة العودة الكبرى مستمرة، وحق العودة مقدس، وهو ما يزعج إسرائيل".