وانطلقت المسيرة التي جابت شوارع مدينة رام الله، من أمام المنزل الذي استشهد فيه باسل الأعرج، حيث رفع المشاركون صور الشهيد باسل الأعرج، وهتفوا ضد التنسيق الأمني، ودعوا لضرورة وقفه، هاتفين: "التنسيق الأمني ليش ليش واحنا تحت رصاص الجيش"، ودعوا بهتافات تمجد المقاومة: "الكفاح مش فنادق خطف جنود وبنادق".
وهتفوا كذلك بهتافات تمجد الشهيد، حيث قالوا: "يا باسل يا شجاع يا محطم أمن الدفاع"، "خلي الشهيد بدمه ألف تحية لامه"، "يا باسل ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفاح"، "أوسلو ولى وراح واحنا ارجعنا للكفاح".
وطالب منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش مسيرة شارك فيها المئات، وسط مدينة رام الله، السلطة الفلسطينية باتخاذ مجموعة من الخطوات، ردا على هذه "العربدة والجريمة الإسرائيلية"، منها وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والذهاب باتجاه محاكمة دولة الاحتلال، ووقف كل أشكال اللقاءات والعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد بكر على أن دولة الاحتلال تضرب بكل الأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط، وأنه آن الأوان للمجتمع الدولي أن يسارع لمحاكمتها، وأضاف أن "الشعب الفلسطيني سيواصل معركة الكفاح الوطني حتى استرداد حقوقه، ولن تثنيه هذه الجرائم عن مواصلة طريق الكفاح والمقاومة بكل أشكالها حتى كنس الاحتلال".
أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان فقال لـ"العربي الجديد"، "اليوم باسل الأعرج مثل كل شاب فلسطيني يحلم بزوال الاحتلال، ومطاردته من قبل السلطة تبين لنا كل ما يجري من اعتقالات سياسية، واكتوينا من التنسيق مع هذا الاحتلال، واستشهاد باسل يحرك كل الشعب الفلسطيني لطريق أكبر من البعد الفصائلي ففلسطين أجمل بمقاومتنا".
وأضاف عدنان "لا نرجو خيرا لمن باع نفسه للتنسيق الأمني، لكننا نقول هلا تخرجكم هذه الدماء عن صمتكم، ونكون أكثر التصاقا بالمقاوم الجدي الذي آمن به باسل الأعرج".
وتواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد باسل الأعرج، حيث اختطفت جثمانه بعدما قتلته، فجر اليوم، بعد عدة شهور من المطاردة، حيث دار اشتباك مسلح بين باسل وقوات الاحتلال في منزل تحصن فيه باسل بمدينة البيرة القريبة من رام الله وسط الضفة الغربية، واستهدفت بعدها قوات الاحتلال المنزل بقنبلة حارقة.وفي حيفا شارك العشرات من النشطاء والفاعلين السياسيين في وقفة تأبينية للشهيد باسل الأعرج
ونظم الوقفة مجموعة "حراك حيفا" وجاء في الدعوة: "فلسطين تتوحد خلف نعش الشهيد باسل الأعرج. المنافي، خلف الجدار وأمام الجدار على الأرض المحتلة. حيفا تودّع باسل الأعرج هذا المساء".
وهتف المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا شهيد، يا شهيد ارتاح ونحن ونكمل الكفاح، وهيك علمنا الحكيم على نهج الثوري السليم، هيك علمنا باسل كيف نقاوم وناضل، ومن حيفا أعلنها باسل نجمة بسماها، دم الشهيد بنادي توحد يا شعب بلادي". ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية.
كما دعا المتظاهرون إلى وقف التنسيق الأمني ونددوا بالممارسات القمعية للسلطة الفلسطينية.
وقرأ الناشط علي مواسي وصية الشهيد باسل الأعرج أمام الحضور.
وفي حديث معه قال: "كانت أمامنا يا باسل اشتباكات فكريّة وقيميّة كثيرة، عميقة وحقيقيّة، نحتاج إليها لنشكّل مصير وطننا وإنساننا، لكنّ غدر المستعمر كان سريعًا. أمّا أنت، فكنت الأسرع والأدقّ في الالتفاف واختيار حقيقتك وحقيقتنا، وصياغة قدر غير الذي أرادوه لك ولنا. ستترك وجعًا كثيرًا وأسئلة.
ضيّقنا على المثقّف حتّى حبسناه في الصفّ الدراسيّ الجامعيّ، ومؤسّسة المجتمع المدنيّ، والقاعة والمسرح، ومركز الأبحاث، بين الجدران. وها هو باسل، من حيث لا ندري، يعيد للمثقّف مكانته وهيبته".
وتحدث الناشط أحمد خليفة في نهاية الوقفة:" في قرار عدم الإفراج عن الجثة إلا بخضوع العائلة لشروط معينة في التشييع مثل ما عودت إسرائيل أهالي الشهداء. ممكن أن نستغل قضية باسل وإرجاع قضية جثامين الشهداء المحجوزة مرة أخرى إلى السطح. مهم الهتافات والتعبير ونستثمر خطوات إلى الأمام، ستكون مبادرات قريبة، اليوم كان نشاطات في غزة ولبنان وحيفا ورام الله".