فلسطينيون وليسوا إسرائيليين

13 فبراير 2016
فشلت السلطة الفلسطينية باستمالة فلسطينيي الداخل لصفها (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -
لا يخفى على أحد أن أغلبية فلسطينيي الداخل المحتل يعارضون اتفاقية أوسلو، ويعتبرونها كارثة ألمت بالمشروع الفلسطيني، ولا سيما بعد اغتيال الرئيس ياسر عرفات، وإعلان خلفه محمود عباس أنه ملتزم بالتنسيق الأمني مع إسرائيل بالمفاوضات خياراً وحيداً. 
حاولت السلطة الفلسطينية في رام الله، على مر السنوات الأخيرة، استمالة فلسطينيي الداخل لصفها وإلى جانبها، بحيث يقبل فلسطينيو الداخل بكل ما تقبل به القيادة الرسمية للسلطة الفلسطينية، وأن يؤيدوا كل موقف تتخذه بهذا الخصوص باعتبارها تمثل الشرعية الفلسطينية. فشلت السلطة الفلسطينية في مسعاها هذا بشكل دائم، لكنها لم تيأس من تكرار المحاولة.
قبل أشهر أطلقت السلطة الفلسطينية محطة تلفزيونية جديدة، تحت مسمى فلسطين 48 كان الهدف منه محاولة التأثير على مواقف الفلسطينيين في الداخل، عبر استخدام وتوظيف صحافيين من الداخل، وفق خط أوسلو، وسرعان ما تبدل اسم الفضائية الجديدة إلى تلفزيون مساواة، بحيث يحصر رسالته للفلسطينيين في الداخل المحتل بمطلب المساواة داخل إسرائيل وتأييد حل الدولتين، لكن دون أن تكون لهم كلمة في المسائل الرئيسية والمصيرية مثل: إعادة تفعيل منظمة التحرير أو إعادة بنائها، أو قضايا القدس والعودة والمصالحة.
وفي سياق هذا المسعى، ولا سيما في ظل الغضب في الداخل الفلسطيني من مواقف السلطة من الهبة الشعبية، وعدم إعلان تأييدها والتأكيد على أهمية التنسيق الأمني، سعى ديوان الرئيس الفلسطيني لدعوة صحافيين من الداخل، عبر "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي"، وهذا في حد ذاته دليل ومؤشر على نظرة السلطة لدور الفلسطينيين في الداخل، ودور صحافييه. ولم يخيب عباس "التوقعات" عندما دعا الصحافيين إلى العمل من أجل رفع نسبة التصويت للكنيست الإسرائيلي من جهة، ومخاطبة الصحافيين من الداخل باعتبار فلسطينيي الداخل جزءاً من مركبات المجتمع الإسرائيلي، وحثهم على رفع نسبة التصويت للكنيست.
كان حريّاً بعباس ومستشاريه، سواء كانوا من رام الله أم من الجليل، أن يوجهوا دعوتهم للصحافيين أو لأي قطاع من عرب الداخل من المنظور الفلسطيني الواسع، وليس من عنق لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، لأن اختيار هذه اللجنة عنواناً للتواصل يعني التسليم بالهوية التي تحاول إسرائيل إلصاقها بهم، "عرب إسرائيليون" لكنهم كانوا وظلوا وسيبقون فلسطينيين.
المساهمون