أكد المبعدون عن المسجد الأقصى المبارك أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منعهم من دخول المسجد خلال شهر رمضان المبارك، مطالبين بالضغط على الاحتلال لرفع الظلم الواقع عليهم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده المبعدون عن المسجد الأقصى ظهر اليوم السبت، في ساحة الغزالي المتاخمة لباب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى، وشرحوا فيه معاناتهم من قرار الإبعاد الذي اتخذته سلطات الاحتلال بحقهم.
مسؤول ملف المقدسات في حركة "فتح" إقليم القدس، عوض السلايمة، والمبعد عن الأقصى لستة شهور، أشار في كلمة له خلال المؤتمر، إلى معاناته مع زملائه المبعدين عن المسجد الأقصى حيث حرمهم الاحتلال من دخوله.
وقال السلايمة: "الاحتلال يمعن في التنكيل بنا بقراراته الجائرة هذه ويمنعنا من دخول مسجدنا في شهر رمضان الفضيل رغم أن مسافة أمتار قليلة فقط تفصلنا عن مسجدنا وعن الصلاة فيه".
وأكد السلايمة لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر الصحافي، "سنواصل اعتصاماتنا هنا قرب المسجد الأقصى وعند بواباته وسنقاوم هذه الإجراءات الظالمة التي لن تنتقص من حقنا الأساس في مسجدنا"، داعياً شعوب الأمتين العربية والإسلامية إلى زيارة القدس والأقصى، مكررا العبارة التي تقول إن "زيارة السجن لا تعني التطبيع مع السجان".
من جانبه، قال ممثل منظمة التعاون الإسلامي في فلسطين، المحامي أحمد رويضي: "لن يستطيع الاحتلال أن يفرض إرادته علينا رغم قوته وجبروته. المسجد الأقصى للمسلمين حصرياً وليس لغيرهم أية حقوق فيه".
واعتبر رويضي استهداف المواطنين المقدسيين بمن فيهم حراس المسجد الأقصى المبارك بالإبعاد عنه بأنه "اعتداء غاشم". وقال: "ليس من المعقول أن يسمح للمستوطنين بتدنيسه واقتحامه يوميا، بينما يحرم أهله من الصلاة والعبادة فيه".
وأضاف "القدس ستبقى عاصمة فلسطين، ولن يغيّر من هذه الحقيقة القرار الأميركي باعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، ونأمل من القمة الإسلامية التي ستعقد منتصف شهر رمضان الفضيل أن تكون على مستوى التحدي المفروض، وأن تشكل قراراتها أداة ضاغطة لإنهاء معاناة الأقصى وحراسه ومرابطيه".
أما المبعد عن الأقصى نظام أبو رموز، فأشار في كلمته بالمؤتمر، إلى أن هذه السنة هي الرابعة التي يتم فيها إبعاده عن الأقصى خلال شهر رمضان. وقال: "هناك أيضا أكثر من 140 مبعداً عن المسجد بينهم حراس وسدنة وموظفو أوقاف ورجال دين يمضون أوقاتهم في الصلاة والتعبد على أبوابه وفي ساحاته الخارجية، هذه المعاناة يجب أن تنتهي، ويجب أن يتوقف الاحتلال عن إجراءاته بحقنا".
ودعت الهيئة الإسلامية العليا وهيئة العلماء والدعاة بالقدس، إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة والرباط فيه، والحفاظ على حرمته وآدابه ونظافته، مذكرة بأن كل ما دار عليه السور هو من المسجد الأقصى وله الأحكام الخاصة بالمسجد الأقصى، وأن المسجد هو للصلاة والذكر وتلاوة القرآن الكريم والرباط فيه. وأكدتا أن الأقصى كله مصلى ويشمل الأماكن المسقوفة وغير المسقوفة.
وطالبت الهيئتان في بيان لهما اليوم السبت، بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل، المسلمين المرابطين في فلسطين والمسجد الأقصى خاصة، أن يحسنوا استقبال هذا الشهر بلزوم الطاعات واجتناب المعاصي والمنكرات، وهذا يعني أن يقبلوا في هذا الشهر المبارك خاصة على أداء الفرائض والإكثار من النوافل في أيام وليالي رمضان من الصلوات وأداء الزكاة وصلة الأرحام والصدقات وصلاة التراويح، وألا يضيعوا ليالي رمضان باللهو والاختلاط المحرم والغناء، خاصة في منطقة باب العمود بالقدس وغيرها من الأماكن.
كما دعتا المسلمين إلى الصبر وسعة الصدر وإظهار الأخلاق الحسنة مع بعضهم البعض من الكرم والجود وتحمل الأذى، وعدم الغضب و(النرفزة)، آملين عدم رؤية او سماع وقوع الشجارات بين (الصائمين) مهما كانت الأسباب فأنتم كما وصفكم الله (رحماء بينكم).
ودعا البيان كافة المسلمين إلى أن يجعلوا شهر رمضان فاتحة خير بينهم لإنهاء كل النزاعات والقطيعة بينهم على مستوى الأفراد والعائلات والدول العربية والإسلامية، فرمضان شهر الوحدة والتسامح والمحبة. فيما ذكر البيان المسلمين أن أفضل الصدقات التي يخص بها (القريب الفقير) "فهي صلة وصدقة في آن واحد، فاجعلوا الصدقات أولاً في الأقرباء".