فلسطينيون "صم وبكم" يكسرون قيد الصمت بنغمات "الدبكة"

الأناضول

avata
الأناضول
15 يونيو 2015
6F81A717-5DB0-4819-B64A-A44B0A9CC762
+ الخط -



بحركات منسجمة مع إيقاع الأغاني الشعبية، كسرت الفلسطينية هناء المصري (21 عاماً)، قيد إعاقة السمع والنطق، وانطلقت إلى الشهرة، من خلال ممارسة الدبكة (رقصة فلكلورية فلسطينية)، حتى باتت وزملاؤها في فرقة "الإتصال التام" المكونة من راقصين "صم وبكم"، تنافس فرق "الدبكة" الأخرى.

المصري التي أنهت الثانوية العامة وتدرس حالياً فن التصوير في كلية فلسطين التقنية برام الله، تقول:  "في السابق كنت أشاهد فرق الدبكة، وأشعر باستمتاع الراقصين وإمتاعهم للجمهور، لكن لم أكن أتوقع أني سأكسر هذا الحاجز وأمارس الدور ذاته".

وفي قاعة خصصها لهم الهلال الأحمر الفلسطيني يقوم المدرب ماهر عياش بتدريب المصري وتسعة من زملائها الذين باتوا يتقنون فن الدبكة، ويقدمون عروضاً محلية وعربية، طامحين إلى تمثيل فلسطين في المنابر العالمية، متحدين إعاقتهم، مؤمنين أن "القلب من يسمع وليس الآذان".

تضيف المصري (بلغة الإشارة، بينما تترجم مختصة حديثها) "منذ خمس سنوات ونحن نعمل هنا، كسرنا الحاجز، قدمنا عروضاً محلية وأخرى عربية، باتت لدي الثقة بنفسي وأدائي، ونهدف إلى تطوير فرقتنا". "لا فرق بيني وبين الأشخاص الآخرين.. أحس بما أقدمه، وما أقدمه ليس حركات معدودة فقط، بل لكل منها معنى وشعور ورسالة"، تتابع الشابة الفلسطينية.

عدنان عبد الله (21 عاماً) أحد أعضاء الفرقة، يقول بدوره: "عند تقديمنا عرضاً، يظن الناس أننا لا نسمع الموسيقى والكلمات، لكننا نسمعها بقلوبنا ونشعر بذبذباتها"، مضيفاً: "نعمل بروح الفريق الواحد، وهدفنا تطوير هذه الفرقة". وعن شعوره عند تقديم العروض أمام الجماهير يوضح "ينصب فكري في الأداء والاستمتاع به، لا أجعل شيئاً يؤثر بي، عيوننا سر العمل من خلال النظر للمدرب".

وتستكمل لارا شومان (16 عاماً) اللوحة التي يخطها زملاؤها قائلة "الصم قادرون على الإبداع كغيرهم، ونحن أثبتنا ذلك، قلوبنا هي من تسمع وتدندن مع الأغاني". ويعمل ماهر عياش ( 26 عاماً)، منذ خمس سنوات على تدريب الفريق بحسب قوله، مردفاً: "الفكرة تكمن في أن نكسر حاجز الإعاقة، وأن يختلط الصم مع المجتمع، ولم تكن البداية سهلة، فكل عرض يحتاج إلى جهد، فقد بدأت التواصل معهم بلغة الإشارة، وشرح مفصل لكل أغنية، ومعاني كلماتها ورسالتها، حتى يصبح لديهم معرفة وإحساس بها".

ورغم ما واجهه عياش من صعوبات إلا أنه "مسرور" بما يقدمه الفريق، ويقول "الدبكة ليست حركات، بل إحساس بكل تفاصيل العرض والموسيقى والكلمات". وبعد نحو العام والنصف استطاع عياش تقديم أول عرض لفرقته برام الله، حتى حصل في عام 2013 على المرتبة الأولى على مستوى الوطن العربي، في المهرجان الثقافي الأول للصم في العاصمة الأردنية عمّان.

ويعمل عياش كمايسترو للفرقة، يوجههم بإشارة خاصة لكل عرض وحركة، ويضيف موضحاً: "بإشارة بسيطة يعرف كل منهم ما هي الرقصة والحركة التي سيؤديها، هناك انسجام تام بيني وبينهم، نعمل كما العائلة الواحدة، نحس بمشاعرنا وهمومنا ونضع كل شيء جانباً خلال الأداء". ويأمل عياش أن تحظى فرقته، والتي لا يقدم لها سوى الدعم المباشر من جمعية الهلال الأحمر، بالدعم المعنوي من قبل الجهات والمؤسسات الفلسطينية الأخرى.

ويطمح الرجل إلى أن يحلق بهم في مختلف دول العالم كاسراً حاجز الإعاقة، والتي لم تحد من إبداعاتهم، كما يأمل بتأسيس فرقة من الصم والبكم من صغار السن، بحسب قوله. وعياش يشعر بـ"شعور خاص تجاه الصم" كون والده وشقيقه "من الفئة ذاتها". 

من جانبها تقول منسقة الفرقة أسمهان عصفور "واجهنا صعوبات كبيرة خلال العمل، وبذل المدرب والفريق جهداً شاقاً للوصول إلى ما نحن عليه اليوم". وتشدد السيدة التي تعمل كمدرسة للصم في مدرسة "الاتصال التام" التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني "لم تكن الإعاقة يوماً حاجزاً للإبداع".

إقرأ أيضاً: ليالي أريج فلسطين للموسيقى.. المخيمات على مرمى الفرح

دلالات

ذات صلة

الصورة
نشامي فلسطين/فلكلور (عبد الحكيم أبو رياش)

منوعات

ينبعث عبق الأصالة والتراث الفلسطيني من "خيمة الشعر" التي أقامها أعضاء فرقة "نشامة البادية" للتراث البدوي الفلسطيني، لتقديم لوحات فنية فلكلورية متنوعة، تُظهر حفاظهم على الإرث التراثي لآبائهم وأجدادهم.
الصورة
(عبد الحكيم أبو رياش)

منوعات

شارك في المهرجان الذي تخللته مجموعة من الزوايا والمنتجات المحلية والتراثية الفلسطينية، أطفال روضة يا هلا التابعة للمعهد، وذووهم، وقد طافوا بين زوايا المعارض على وقع الأغاني الفلسطينية التراثية والفقرات الفلكلورية.
الصورة
الكاف تندب

منوعات

منعت احتجاجات ناشطين في الكاف إتمام فعالية اليوم الأول من مهرجان "الكاف تغني" والمستمرة من الثامن والعشرين من أبريل/نيسان الحالي وحتى أول مايو/أيار المقبل. واستمرت إدارة مهرجان الكاف في فعالياتها في اليوم الثاني.
الصورة
مهرجان تونسي

منوعات

يلتقي الزوار من داخل البلاد وخارجها في كانون الأول من كل عام وعلى مدى أسبوع، على أبواب صحراء تونس يستذكرون تقاليد تلك الربوع وثقافتها وكذلك مقاومتها من أجل الحرية.
المساهمون