لا تزال الطالبة الجامعية منى مطر (18 عامًا) من سكان مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، ووالدتها سراء مطر (42 عامًا) مستمرتين ببحثهما لتطوير ابتكارهما من الحبر الآمن المصنوع من الأعشاب الطبيعية الخالصة. وتواصل منى قراءتها واطلاعها على الكتب العلمية وبعض مواقع الإنترنت، وتساعدها والدتها بالتحضيرات اللازمة، لكي تضفي على هذا المشروع مزيدًا من الإبداع.
وقد دفعت إصابة إحدى زميلات المعلمة سراء مطر بالحساسية والدوار نتيجة استخدامها لأقلام الحبر المخصصة للكتابة على السبورة في المدارس، إلى ابتكار هذا النوع من الحبر قبل عام ونصف العام بمساعدة ابنتها منى، في محاولة للتخلص من استخدام المواد الكيماوية.
اقرأ أيضاً: تلميذات فلسطينيات يبتكرن شاحناً بلا كهرباء
وتقول منى مطر لـ"العربي الجديد"، والتي تدرس الطب في سنتها الأولى بجامعة النجاح الوطنية، إن "الحبر الذي نفضل أن نطلق عليه لقب الحبر الآمن لخلوه من المواد الكيماوية لا يضر بالأطفال والمرضى، الذين يعانون من الحساسية في حال استنشاقه أو ابتلاعه".
ولجأت منى حينما كانت في صفها الحادي عشر، إلى الأعشاب الطبيعية كالكركديه للحصول على اللون الأحمر، وعجم الزيتون بعد حرقه للحصول على اللون الأسود، وكذلك الكركم للحصول على اللون الأصفر، في ما تحاول هي ووالدتها الحصول على ألوان أخرى من بعض الأعشاب في رحلة بحث قد تطول.
ويستخدم الصمغ العربي مع تلك الأعشاب، بعد تجفيفها وطحنها ثم وضع مقادير مخصصة من الماء عليها لإيجاد انسيابية للحبر الطبيعي، ثم يضاف ملح الطعام من أجل حفظه وعدم تلفه، وتغلى المقادير جميعها، وتصفى من الشوائب ويصبح الحبر بعدها جاهزًا للاستخدام.
اقرأ أيضاً: فلسطينيون يبتكرون جهازاً لإنتاج الغاز من مخلفات الطعام
وعن الكتابة بتلك الأحبار، توضح منى أن استخدام تلك الأحبار في الكتابة مضمون وناجح وله ديمومة، كما تستخدم أخشابًا تنحت على شكل أقلام كمداد للكتابة، لكن المشكلة التي تسعى الأم وابنتها لحلها هي إيجاد شركة تحتضن ابتكارهما، وتعبئة تلك الأحبار في أقلام خاصة تصلح للاستخدام وتكون في متناول الجميع.
وتبلغ التكلفة الإنتاجية لكل لتر واحد من الحبر الطبيعي الآمن نحو 5 دولارات فقط، ما يجعل استخدامه ممكنًا، في ما تأمل منى خلال حديثها مع "العربي الجديد"، أن تستخدم تلك الأحبار مع ألعاب الأطفال التعليمية كـ"المعجونة"، من أجل توفير الأمان لهم، أو قد تستخدم تلك الأصباغ الطبيعية في أصباغ الطعام.
هذا وحصل الابتكار على المرتبة الخامسة على مستوى فلسطين في "معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا". وشاركت الأم وابنتها به في "المعرض الدولي للعلوم والهندسة" في قطر، وكذلك في "المنتدى الوطني الأول للمبدعين الفلسطينيين"، الذي افتتح يوم السبت، في وقت بدأتا بإجراءات الحصول على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: طالبات فلسطينيات يبتكرن سترة منزلية لغسل الكلى