فقراء مصر يدفعون ثمن "شنطة رمضان" بسبب ارتفاع الأسعار
القاهرة
العربي الجديد
لم يرحم ارتفاع الأسعار فقراء مصر خلال شهر رمضان هذا العام، إذ أدّى ذلك إلى خفض كميات "شنط رمضان" التي اعتادوا الحصول عليها في شوارع المحافظات وميادينها من قبل فاعلي الخير. كذلك عمد بعض هؤلاء إلى تقليص محتويات تلك الشنط إلى أقل من 50 في المائة من السلع الغذائية وغيرها التي تعينهم خلال شهر الصوم.
وتسبّب الغلاء في رفع أسعار السلع في المجمّعات الاستهلاكية الحكومية بنسبة 50 في المائة بالمقارنة مع العام الماضي، وهي المجمّعات التي يلجأ إليها رجال الأعمال والمقتدرون في كل عام لتجهيز "شنط رمضان" وتوزيعها على الفقراء. ويوضح مدير أحد فروع المجمّعات الاستهلاكية الذي تحفّظ عن ذكر اسمه، أنّ "الشنطة كانت تحتوي على كيس من السكر وآخر من الأرزّ وآخر من المعكرونة، بالإضافة إلى زجاجة زيت وعلبة صلصة وبعض أكياس بقوليات من فول وعدس". يضيف أنّ "شنطة العام الماضي كان يصل ثمنها إلى 60 جنيهاً أما شنطة هذا العام فتجاوزت 120 جنيهاً. لذا لجأ بعضهم إلى الحدّ من محتويات تلك الشنطة، وهو ما أثّر سلباً على الفقراء الذين ينتظرونها سنوياً".
من جهته، يقول صاحب سلسلة من المجمّعات التجارية الكبرى تحفّظ عن ذكر هويته، إنّه اعتاد في كل عام تجهيز كميات كبيرة من "شنطة رمضان"، موضحاً أنّ "ذلك كان يبدأ منذ شهر شعبان، وتُحفَظ في المخازن استعداداً لطلبها من قبل المقتدرين بهدف توزيعها على الفقراء في شهر رمضان". ويلفت إلى أنّ "كل السلاسل التجارية خفضت كميات الشنط وكذلك محتوياتها، تحسباً لقلة الإقبال عليها وتوزيعها على الفقراء أو عرضها للبيع لمتوسطي الحال أو تقديمها من قبل البعض كصدقات أو زكاة". يضيف أنّ "ما حسبنا حسابه حصل، إذ قلّ عدد أصحاب المال الذين اعتادوا شراء تلك الشنط بخلاف السنوات الماضية".
ووفق ناشطين ومراقبين فإنّه في حال وزّع البعض شنطة رمضان هذا العام، فإنّها لن تحوي السلع الكافية نظراً إلى الارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية. وهذا ما يجبرهم على تخفيض كميّة المساعدات التي يوزّعونها على الفقراء إلى النصف تقريباً.
يُذكر أنّ سعر كيلوغرام السكر الواحد يصل إلى 10.50 جنيهات، والسمن إلى 15 جنيهاً، والزيت إلى 20 جنيهاً، والمعكرونة إلى ثمانية جنيهات، واللوبيا إلى 23 جنيهاً، والعدس إلى 17 جنيهاً، والفول إلى ثمانية جنيهات، والصلصة إلى خمسة جنيهات. أمّا كيلوغرام المشمشية الواحد فيصل إلى 96 جنيهاً والزبيب إلى 50 جنيهاً، فيما يتراوح البلح ما بين 18 و45 جنيهاً وقمر الدين ما بين 35 و45 جنيهاً. بالتالي، أصبح العبء كبيراً.
في السياق، يقول مؤمن كامل إنّه اعتاد تجهيز "شنطة رمضان منذ أربعة أعوام لتوزيعها على الأشخاص الأكثر حاجة، كنوع من التكافل الاجتماعي والمودة في الشهر الكريم. لكنّ تكلفة تلك الشنطة ارتفعت هذا العام بصورة مبالغ فيها". يضيف أنّه بعدما اعتاد "توزيع نحو 600 شنطة سنوياً، جرى تقليصها إلى النصف بسبب ارتفاع الأسعار".