وجدَ أمجد (اسم مستعار)، وهو طفل سوري لاجئ، عملاً في إحدى ورش صيانة الدراجات النارية في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد أشهر من بيع علب المحارم في الشوارع. وكان شقيقه الأكبر قد تمكّن من تأمين عمل في مقابل 5 آلاف ليرة لبنانية في اليوم (أقل من أربعة دولارات أميركية)، يجنيها الطفل في مقابل تنظيف المحل، ومعاونة "المعلّم" في تغيير الزيوت وفك قطع الدراجات. وهي أعمال يجدها أمجد "سهلة" في ظل ما كان يعانيه من إهانات وشتائم وضرب في الشوارع أثناء محاولته بيع علب المحارم. وعلى أي حال، تبدو حظوظ أمجد في متابعة دراسته بعد عامين من التوقف نتيجة اللجوء بعيدة جداً، بحسب ما يؤكد هو وشقيقه الأكبر، الذي يرفض الحديث عن الأسباب التي دفعت والديه إلى الدفع بهما إلى العمل في سن مبكرة.
في السياق، يقول تقرير جديد أصدرته منظمتا "سايف ذا تشيلدرن" والأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن النزاع والأزمة الإنسانية في سورية يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال للوقوع فريسة الاستغلال في سوق العمل، وبالتالي هناك حاجة إلى الكثير من العمل للحد من هذه الظاهرة. ويشير إلى أن الأطفال داخل سورية يساهمون في تأمين دخل ثلاثة أرباع العائلات التي شملتها المسوحات.
أيضاً، يُبيّن مسح أجري في الأردن أن نصف أطفال اللاجئين السوريين يعتبرون المُعيل الرئيسي في العائلة، أو يساهمون في إعالتها بشكل أساسي. وبحسب التقرير، فإن أطفالاً يبلغون من العمر ست سنوات فقط يعملون في بعض المناطق في لبنان. وفي دراسة سابقة أعدتها "سايف ذا تشلدرن" بالتعاون مع وزارة العمل اللبنانية في فبراير/شباط الماضي، تبين أن 73في المائة من أطفال الشوارع في لبنان هم من اللاجئين السوريين، يمتهن 43 في المائة منهم التسول، يليهم باعة الشوارع بنسبة 37 في المائة.
وتؤكد الدراسة الجديدة أن عمر الأطفال العاملين في بعض المناطق اللبنانية لا يتجاوز الست سنوات. يعمل بعضهم في الزراعة والحصاد في سهل البقاع (شرق لبنان) طوال اليوم في مقابل أربعة دولارات فقط. ولا يتجاوز عمر الأطفال هناك العشر سنوات، ويعانون من أوجاع في الظهر نتيجة حمل أكياس البطاطا الثقيلة. ويتعرض الأطفال الذين يعملون في المزارع للعنف اللفظي والجسدي في كثير من الأحيان. أما في المدن، فيجد الأطفال فرص عمل في المحال التجارية والورش ومواقع البناء. يعمل الفتيان الصغار في إصلاح المركبات أو النجارة أو ملء أسطوانات الغاز المنزلي وغيرها، بدوامات كاملة تبدأ صباحاً ولا تنتهي قبل بعد الظهر. ويواجه الأطفال الذين يعيشون أو يعملون في الشوارع أخطاراً قد تكون الأكبر على الإطلاق.
وتشير الدراسة إلى أن أكثر من نصف الأطفال الذين يعملون أو يعيشون في الشوارع هم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و14 عاماً، وبدأ معظمهم العمل في سن السابعة، وقد أكد الأطفال العاملون في مدن وقرى شمال لبنان، الذين يبلغون من العمر حوالي 6 أو 7 سنوات، أنهم كانوا قد بدأوا العمل قبل ستة أشهر على الأقل.
أمام هذا الواقع الصعب، الذي تتشابك فيه المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المضيفة مع سوء أحوال اللاجئين، يدعو التقرير "إلى تحسين سبل عيش اللاجئين من خلال توفير المزيد من التمويل للمبادرات المُدرّة للدخل". ويخلص إلى أن "أطفال سورية يدفعون ثمناً باهظاً لفشل العالم في إنهاء النزاع".
في السياق، تُحذّر المسؤولة الإقليمية في برامج الحماية في "سايف ذا تشلدرن" جمانة زباني، من امتداد أثر المشاكل اللاحقة لعمالة الأطفال على حياة اللاجئين السوريين على المدى الطويل. وتؤكد لـ "العربي الجديد" تأثر الأطفال "صحياً ونفسياً وقانونياً وأكاديمياً نتيجة انخراطهم في سوق العمل في عمر مبكر، وتسربهم الحتمي من المدارس. كذلك، يؤدي تسرب الأطفال من المدرسة لعامين على التوالي إلى حرمانهم من فرص العودة إلى مقاعدة الدراسة بسبب القوانين المحلية في عدد من الدول العربية، ما يعني استمرار حلقة الفقر وغياب فرصهم في الحصول على عمل أفضل بسبب افتقارهم للتعليم والكفاءة".
على الصعيد الصحي، تُقسّم زباني المشاكل التي سيواجهها الأطفال إلى جسدية ونفسية. وتوضح أن عدداً من الأطفال الذين شملتهم الدراسة تحدّثوا عن أوجاعهم الجسدية وتعرضهم لمواد كيميائية خلال العمل، بالإضافة إلى خطر التعرّض لحوادث العمل والضرب من قبل المشغلين وأسرهم. أما على الصعيد النفسي، فقد عبر عدد من الأطفال عن تفكيرهم ورغبتهم بالانتحار نتيجة الضغط النفسي المرشح للتطور إلى أمراض نفسية تستلزم المتابعة لاحقا، بحسب زباني.
وإذا تمكّن بعض الأطفال من تجاوز واقعهم السيئ، فسيبقى الخطر القانوني نتيجة فقدان عدد كبير منهم أوراقهم الثبوتية ورفض البلدان المضيفة تسجيلهم. وتؤكد زباني أن التأخر في تسجيل الأطفال سيفاقم مشاكل إثبات جنسيتهم لدى عودتهم إلى سورية بعد انتهاء الأزمة". وتلفت إلى أمر آخر هو فقدان الأطفال حقهم في اللعب.
إقرأ أيضاً: أطفال سوريون يواجهون مشقات العمل في لبنان
في السياق، يقول تقرير جديد أصدرته منظمتا "سايف ذا تشيلدرن" والأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن النزاع والأزمة الإنسانية في سورية يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال للوقوع فريسة الاستغلال في سوق العمل، وبالتالي هناك حاجة إلى الكثير من العمل للحد من هذه الظاهرة. ويشير إلى أن الأطفال داخل سورية يساهمون في تأمين دخل ثلاثة أرباع العائلات التي شملتها المسوحات.
أيضاً، يُبيّن مسح أجري في الأردن أن نصف أطفال اللاجئين السوريين يعتبرون المُعيل الرئيسي في العائلة، أو يساهمون في إعالتها بشكل أساسي. وبحسب التقرير، فإن أطفالاً يبلغون من العمر ست سنوات فقط يعملون في بعض المناطق في لبنان. وفي دراسة سابقة أعدتها "سايف ذا تشلدرن" بالتعاون مع وزارة العمل اللبنانية في فبراير/شباط الماضي، تبين أن 73في المائة من أطفال الشوارع في لبنان هم من اللاجئين السوريين، يمتهن 43 في المائة منهم التسول، يليهم باعة الشوارع بنسبة 37 في المائة.
وتؤكد الدراسة الجديدة أن عمر الأطفال العاملين في بعض المناطق اللبنانية لا يتجاوز الست سنوات. يعمل بعضهم في الزراعة والحصاد في سهل البقاع (شرق لبنان) طوال اليوم في مقابل أربعة دولارات فقط. ولا يتجاوز عمر الأطفال هناك العشر سنوات، ويعانون من أوجاع في الظهر نتيجة حمل أكياس البطاطا الثقيلة. ويتعرض الأطفال الذين يعملون في المزارع للعنف اللفظي والجسدي في كثير من الأحيان. أما في المدن، فيجد الأطفال فرص عمل في المحال التجارية والورش ومواقع البناء. يعمل الفتيان الصغار في إصلاح المركبات أو النجارة أو ملء أسطوانات الغاز المنزلي وغيرها، بدوامات كاملة تبدأ صباحاً ولا تنتهي قبل بعد الظهر. ويواجه الأطفال الذين يعيشون أو يعملون في الشوارع أخطاراً قد تكون الأكبر على الإطلاق.
وتشير الدراسة إلى أن أكثر من نصف الأطفال الذين يعملون أو يعيشون في الشوارع هم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و14 عاماً، وبدأ معظمهم العمل في سن السابعة، وقد أكد الأطفال العاملون في مدن وقرى شمال لبنان، الذين يبلغون من العمر حوالي 6 أو 7 سنوات، أنهم كانوا قد بدأوا العمل قبل ستة أشهر على الأقل.
أمام هذا الواقع الصعب، الذي تتشابك فيه المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المضيفة مع سوء أحوال اللاجئين، يدعو التقرير "إلى تحسين سبل عيش اللاجئين من خلال توفير المزيد من التمويل للمبادرات المُدرّة للدخل". ويخلص إلى أن "أطفال سورية يدفعون ثمناً باهظاً لفشل العالم في إنهاء النزاع".
في السياق، تُحذّر المسؤولة الإقليمية في برامج الحماية في "سايف ذا تشلدرن" جمانة زباني، من امتداد أثر المشاكل اللاحقة لعمالة الأطفال على حياة اللاجئين السوريين على المدى الطويل. وتؤكد لـ "العربي الجديد" تأثر الأطفال "صحياً ونفسياً وقانونياً وأكاديمياً نتيجة انخراطهم في سوق العمل في عمر مبكر، وتسربهم الحتمي من المدارس. كذلك، يؤدي تسرب الأطفال من المدرسة لعامين على التوالي إلى حرمانهم من فرص العودة إلى مقاعدة الدراسة بسبب القوانين المحلية في عدد من الدول العربية، ما يعني استمرار حلقة الفقر وغياب فرصهم في الحصول على عمل أفضل بسبب افتقارهم للتعليم والكفاءة".
على الصعيد الصحي، تُقسّم زباني المشاكل التي سيواجهها الأطفال إلى جسدية ونفسية. وتوضح أن عدداً من الأطفال الذين شملتهم الدراسة تحدّثوا عن أوجاعهم الجسدية وتعرضهم لمواد كيميائية خلال العمل، بالإضافة إلى خطر التعرّض لحوادث العمل والضرب من قبل المشغلين وأسرهم. أما على الصعيد النفسي، فقد عبر عدد من الأطفال عن تفكيرهم ورغبتهم بالانتحار نتيجة الضغط النفسي المرشح للتطور إلى أمراض نفسية تستلزم المتابعة لاحقا، بحسب زباني.
وإذا تمكّن بعض الأطفال من تجاوز واقعهم السيئ، فسيبقى الخطر القانوني نتيجة فقدان عدد كبير منهم أوراقهم الثبوتية ورفض البلدان المضيفة تسجيلهم. وتؤكد زباني أن التأخر في تسجيل الأطفال سيفاقم مشاكل إثبات جنسيتهم لدى عودتهم إلى سورية بعد انتهاء الأزمة". وتلفت إلى أمر آخر هو فقدان الأطفال حقهم في اللعب.
إقرأ أيضاً: أطفال سوريون يواجهون مشقات العمل في لبنان