فضيحة صهيونية جديدة بفرنسا: "الإرهاب" في وجه منتقدي إسرائيل

17 مارس 2017
تلقت حملة "المقاطعة" تضامناً (Getty)
+ الخط -

 

 

بعد الصخب العنيف الذي أثارته قبل سنوات "رابطة الدفاع اليهودي" المتطرفة، القريبة من الدوائر اليمينية في إسرائيل، حيث يتواجد وينشط أحد قيادييها، بسبب ممارسة مليشياتها المسلحة للعنف ضد كل من ينتقد إسرائيل وتوجهاتها الاستيطانية والعنصرية، ظهرت في فرنسا قبل أيام حركة جديدة تحمل اسم "الألوية اليهودية".

ومثلما هو شأن "رابطة الدفاع اليهودي" التي تهاجم كل من يعارض دولة إسرائيل وسياساتها، سواء تعلق الأمر بفرنسيين أم بعرب أو يهود، وعدت السلطات السياسية الفرنسية بفتح تحقيق جدي في شأن حظرها، كما هو الشأن في الولايات المتحدة الأميركية مثلا، لكن من دون طائل، إذ تقوم "الألوية اليهودية" بالدور نفسه وبالسياسة نفسها.

وظهرت في فرنسا قبل أسبوع هذه الحركة، التي تتخصص في إطلاق التهديدات ضد كل من ينتقد أو يدين الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وقد كان من ضحاياها عدة صحافيين وبعض المسؤولين في جمعية "فرنسا - فلسطين".

ومن بين هؤلاء الصحافيين، تعرّض الإعلامي والمؤرخ الفرنسي المتخصص في العلاقات الدولية وخاصة قضايا الشرق الأوسط، وهو من أصول يهودية، دومينيك فيدال، لهجوم حاد من هذه "الألوية اليهودية"، حيث تم وصفه بأنه "يساري معاد لليهود"، وأنه يرى أن "اليهودي الجيد هو من قضى في معسكرات الاعتقال النازية".

وهي اتهامات رد عليها دومينيك فيدال في بيان نشره، قال فيه: "إن كل عائلته من جهة والده، عرفت معسكرات الاعتقال النازية، وأن والده كان في معسكر أوشفيتز".

وانتقد دومينيك فيدال الصمت المريب لممثلي الطائفة اليهودية في فرنسا، وخاصة "المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية"، الذي يدّعي تمثيل اليهود الفرنسيين، وتتعامل معه السلطات الرسمية الفرنسية على هذا الأساس، إزاء هذه "الشتائم المقذعة"، التي كان ضحيتها. كما عاب عليها التزامَها الصمتَ حين يتعلق الأمر بـ"فاشيين يتحركون باسم الديانة اليهودية".

وبدورها، تلقت جمعية "فرنسا - فلسطين تضامن"، التي يترأسها توفيق تهاني، تهديدات خطيرة، بسبب انخراط الجمعية الفرنسية في الحملة الدولية "بي دي إس" لمقاطعة إسرائيل.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه التهديدات العنيفة عرفت صدى واسعا في مواقع "رابطة الدفاع اليهودي" المتطرفة.

وقد تلقت جمعية "فرنسا- فلسطين تضامن" تأييدا من قبل بعض جمعيات حقوق الإنسان في فرنسا، وخاصة "الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب"، التي ذكّرت بأن حركة "بي دي إس"، هي "حركة لا عنفية، وتستهدف الاستيطان غير القانوني، وتناضل من أجل نهاية الاحتلال للأراضي الفلسطينية والقدس".     

واعتبرت الحركة أن "إرادة الحكومة الفرنسية في تجريم مناضلي حملة "بي دي إس"، وتصريحات مانويل فالس، حين كان رئيسا للحكومة، التي تخلط بين نقد سياسة دولة إسرائيل وبين معاداة السامية لا يمكنها سوى تشجيع المتطرفين".​