فضيحة "التنصُّت" التركية: أردوغان يتهم غولن بالتنسيق مع المعارضة

28 فبراير 2014
من زمن التحالف بين غولن وأردوغان
+ الخط -

جدّد كمال زعيم أكبر أحزاب المعارضة، الشعب الجمهوري، كيليتش دار أوغلو، دعوته لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للاستقالة من منصبه، نافياً وجود أي علاقة بين حزبة وجماعة فتح الله غولن المتهمة من قبل الحكومة بـ"فبركة" التسجيلات الصوتية التي تدين الحكومة بملفات فساد كبيرة. وشّدد دار أوغلو، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "سي إن إن" الناطقة بالتركية، مساء أمس الخميس، على ضرورة استقالة أردوغان وانسحابه من الساحة السياسية بهدوء، و"من دون إحداث جلبة"، على حد وصفه.

وتابع دار أوغلو أنه "لا توجد هناك أي علاقة أو محادثات أو لقاءات خاصة تربطنا بالجماعة"، في إشارة إلى جماعة فتح الله غولن، التي تتهمها الحكومة بتشكيل "دولة موازية" داخل الدولة، من خلال النفوذ الواسع لأفراها في مفاصل مؤسسات الدولة، وخصوصاً جهازي الشرطة والقضاء.
ونفى المعارض التركي وجود أي تعاون مع "الجماعة"، أو أي اتفاق معها لإسقاط حكومة "العدالة والتنمية"، مشيرا إلى أنهم لا يعرفون عن الجماعة سوى ما يقرأه الناس العاديون على صفحات الجرائد.
وكان أردوغان قد اتّهم حزبي المعارضة، "الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، بالتعاون مع غولن، لإسقاط الحكومة، واستغلال التسجيلات سياسياً.
وخرج غولن عن صمته، فرأى أن التسجيلات الأخيرة، خصوصاً تلك التي نُسبت لرئيس الوزراء أردوغان، ونجله بلال، هي "سلسلة جديدة تضاف إلى الفساد الذي لحق بحكومة العدالة والتنمية". وتابع أنه "إن كانت التسجيلات مفبركة بالفعل كما يقولون، فلتنشر رئاسة الاتصالات السلكية واللاسلكية في الدولة، تسجيلات مكالماته في ذلك التوقيت الظاهر".

بدوره، وصف أردوغان الانتخابات المقبلة بـ"المرحلة الفاصلة" بين تركيا القديمة والحديثة، متوقعاً فوز "العدالة والتنمية" بالانتخابات المحلية، المقررة في 30 مارس/ آذار المقبل، بنسبة ما بين 45 و50 في المئة.
وأشار أردوغان، في خطاب ألقاه في ولاية أوشاك، وسط غرب البلاد، في إطار حملته الانتخابية، إلى أنه "رغم كل الافتراءات والفبركات، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية لا يزال يحظى بنسبة 45 و50 في المئة من الأصوات، الأمر الذي يثير جنون بعض الأوساط".
وأضاف: "نعلم جيداً مَن أوصل التسجيل المفبرك (حوار بينه وبين نجله بلال)، فهو ليس كمال كيليتش دار أوغلو، بل شخص قابع وراء البحار"، في إشارة إلى الداعية فتح الله غولن.
وفي حين شدّد أردوغان على أن الانتخابات المحلية المقبلة ستكون "موعداً فاصلاً للاختيار بين تركيا القديمة وتركيا الحديثة"، فقد أشار إلى أن "تركيا القديمة بلد منغلق على نفسه، لا أهداف ولا رهان ولا مشاريع ولا اسم له في العالم".
ودعا أردوغان، غولن، المنفي اختيارياً منذ 1997، إلى العودة إلى تركيا "إن لم يكن قد ارتكب خطأً، وإلى ممارسة السياسة فيها إذا شاء، لكن من دون إثارة الفوضى في البلاد، وعدم المشاركة في أعمال تحريضية تهدد الأمن الوطني". وكشف أردوغان النقاب عن أن تنظيماً يُدعى "تنظيم السلام" تجسس على هواتف أسر شهداء سفينة "مافي مرمرة" (أسطول كسر حصار غزة) لمدة تجاوزت ثلاثة أعوام.
كما اتهم أردوغان، كيليتش دار أوغلو، بالتعاون مع غولن في ملف التسجيلات الصوتية.

كما اتهم الحزب الجمهوري بالسعي إلى الهيمنة على الحكومة والسيادة التركية من خلال الابتزاز بالتسجيلات الصوتية، داعياً حزب المعارضة الآخر، أي "الحركة القومية"، إلى ألا يكون "مطية لهذه المؤامرة، وألا يكون شريكاً في محاولات النيل من استقلال تركيا"، على حد وصفه.