فصل 361 سعودياً يفتح النار على التلفزيون السعودي

16 فبراير 2015
أحد استديوهات التلفزيون السعودي (العربي الجديد)
+ الخط -

يواجه 361 سعودياً من العاملين في التلفزيون السعودي مشكلة الصرف التعسفي والبطالة، بعد أن قررت هيئة الإذاعة والتلفزيون الاستغناء عنهم من دون سابق إنذار وإيقاف رواتبهم الشهرية. والمفصولون لن يكونوا الوحيدين الذين يتم الاستغناء عنهم بشكل مفاجئ ولكنهم الدفعة الأكبر.

وفيما رفض المسؤولون في التلفزيون السعودي التعليق على قرار الفصل، يقول مصدر لـ "العربي الجديد" إن السبب هو "رفض الشركة التي كانت تنقل الدوري السعودي في الموسم الماضي الإبقاء عليهم بعد أن ذهبت حقوق النقل لقناة MBC بشكل حصري".

ويتابع المصدر في التلفزيون، والذي طلب عدم ذكر اسمه أن "أعداداً كبيرة سينالها المصير نفسه في الأسابيع القليلة المقبلة، وأن جميع العاملين تحت البند 75 سيتم الاستغناء عنهم، كما أنهم لن يحصلوا على راتب الشهر الماضي أيضاً".

وكشف الموظفون المفصلون عن أنهم مرتبطون بعقود رسمية مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية منذ عام 2013 وهي تتجدد سنوياً، ولم يوقعوا أية عقود مع شركة متعاقدة مع التلفزيون ولا يعرفون سبب فصلهم بهذا الشكل.

وتؤكد الكاتبة والإعلامية سكينة المشخص أن هذه الخطوة ليست بجديدة على التلفزيون السعودي، فقد سبق وقام بخطوات فصل كثيرة لموظفيه، ولكنها المرة الأولى التي تكون أعداد المفصولين كبيرة بهذا الشكل. وتقول لـ "العربي الجديد": "اعتاد التلفزيون السعودي على فصل موظفيه على الرغم من أن هناك عقوداً، ولكن يتم العبث بهذه العقود والشركة المشغلة لا تحترمها، وهي التي تحصل في المقابل على عشرات الملايين من التلفزيون".

وتشدد المشخص التي سبق أن خاضت تجربة مع التلفزيون السعودي، على أنها "لا تعلم حتى الآن حقيقة السبب وراء هذه الخطوة". وتضيف: "رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبد الرحمن الهزاع يفضل الصمت ولم يتحدث". وتتابع: "للأسف منذ أن تم تعيين الهزاع لم نشهد التطوير الذي وعد به، كل ما حدث هو مجرد تغيير الشعار فقط ،وحتى الاستديوهات لم يتغير منها سوى اثنين، فلا نعلم عن أي تطوير كان يتحدث".

وتُحمل المشخص رئيس الهيئة مسؤولية كل ما يحدث للموظفين السعوديين المفصولين، وتقول: "هو يعتذر لعدم وجود المال الكافي للتطوير أو للدفع للموظفين المفصولين، ولكن الدولة تمنح التلفزيون ميزانية ضخمة جداً فأين تصرف هذه الملايين المدفوعة له؟ للأسف أجور العاملين في التلفزيون السعودي هي الأقل بين دول الخليج ومع ذلك يتم فصل 361 منهم بحجة عدم وجود مال لدفع مستحقاتهم".

اقرأ أيضاً: سخرية داود الشريان من إغلاق "العرب" تُزعج المغرّدين

العودة إلى البطالة

بالتزامن، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات المستغربة لموقف التلفزيون الرسمي من هذا الكم من العاملين، مطالبين بإعادتهم لعملهم سريعاً. وشارك عشرات الموظفين المتعاقدين في وسم #الغاء_عقود_التلفزيون، معتبرين أنّ على وزير الثقافة والإعلام الجديد عادل الطريفي "التدخل فوراً لحل هذه الأزمة"، خاصةً أن كثيراً منهم يُعيلون أُسرَهم ولا مصدر دخل آخر
 لديهم غير عملهم الذي طردوا منه بلا مسوغ نظامي".

وقال الإعلامي تركي العجمة: "اذا ماعليك أقساط والتزامات وبيتك إيجار من الطبيعي جدا انك تصدر هالقرار لأنك ما تعاني وتحسب الناس مثلك". وأضاف المعد التلفزيوني سعيد الهلال: "تسريح 361 موظف سعودي على بند العقود من هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية، فيه خراب بيوت وتشريد أُسر... من جد حرام قطع الارزاق". فيما كتب عوض سعد القحطاني: "الأخ عبدالرحمن الهزاع يعطي التعليمات لمدراء القنوات إبلاغ إبناء الوطن السعوديين بمغادرة التلفزيون وإنهاء عقودهم، 361 شاب سعودي".

وأضاف عبدالله الذيب: "استبشرنا خيراً بالوزير الشاب عادل الطريفي ليقود التلفزيون السعودي لمصاف القنوات الخاصة الناجحة فصعقنا بإلغاء عقود التلفزيون فأين الخلل؟".
فيما كتب أحد المعانين من المشكلة فهد السبيعي‏: "3 سنوات يطالبون الهزاع بتثبيتهم ويطالبون بالتأمينات الاجتماعية لهم، إلا أنه خذلهم وقرر إلغاء عقودهم وإعادتهم للبطالة".

اقرأ أيضاً:
 السعوديون للسيسي: مافيش رزّ ولا بصل!

حلول سريعة

وأكد المصدر في التلفزيون السعودي أن هناك اجتماعاً عاجلاً سيُعقد خلال الأيام القليلة المقبلة

لبحث الأمر وإيجاد حل للقضية، معرباً عن توقعه بأن يتم التمديد للمصروفين لمدة شهر واحد على الأقل، بيد أنه اعتبر أن المشكلة تكمن في أن التلفزيون السعودي فقد جزءاً كبيراً من تمويله بعد أن فقد حقوق نقل دوري المحترفين السعودي، الأمر الذي جعله غير قادر على دفع أجور هؤلاء الموظفين.

من جهته، لم يتجاوب المتحدث الرسمي لهيئة الإذاعة والتلفزيون صالح المغيليث، مع محاولات "العربي الجديد" الحصول على تعليق منه، وفضّل عدم الرد على الاتصالات.

اقرأ أيضاً: السعودية: لجين وميساء إلى الحرية... ومواقع التواصل تحتفل