أدى فشل قوات الجيش العراقي ومليشيا "الحشد الشعبي" في تحقيق أي تقدم يذكر في محافظة الأنبار، إلى تداعيات أمنية وسياسية خطيرة، قد تطيح بالحكومة المحلية.
وكشف عضو في مجلس المحافظة لـ"العربي الجديد"، عن انقسامات حادة بين مسؤولي المحافظة، مؤكداً وجود فريق مؤيد لتدخل بري أميركي أو دولي لتحرير المدن التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية"(داعش)، وآخر يدعو للعمل بجدية أكثر لتسليح العشائر التي تمتلك تجارب سابقة في قتال الجماعات المتطرفة.
وأشار إلى وجود فئة ثالثة تتمثل بعدد من أعضاء مجلس المحافظة المطالبين بدعم "الحشد الشعبي" في الأنبار بقيادة زعيم مليشيا "بدر" هادي العامري، لافتاً إلى انصراف المسؤولين المحليين عن قتال الإرهاب وانشغالهم بالصراعات السياسية.
وأوضح أن الاتصالات جارية مع ممثلي محافظة الأنبار في الحكومة الاتحادية والبرلمان لوضع آلية خاصة بإدارة المحافظة خلال المرحلة المقبلة، مرجحاً أن تتم الإطاحة بالحكومة المحلية التي وقفت عاجزة عن إيواء النازحين وتحرير المدن، ووقف القصف العشوائي على المدنيين، وفك الحصار عن مدن الأنبار الرئيسية كالفلوجة والرمادي.
وفي سياق متصل، كشف عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، محمد الكربولي، عن الاتفاق على عقد اجتماع قريب يضم أعضاء كتلة الأنبار البرلمانية ومجلس محافظتها لبحث العمليات الأمنية ودراسة التحضيرات اللازمة لإعادة الحياة والخدمات للنازحين العائدين إلى المدن المحررة.
وأكد الكربولي في بيان أن مرحلة التحرير وما بعدها، تتطلب تقييم أداء المحافظة وأجهزتها التنفيذية ودوائرها الخدمية كالصحة والبلديات والتربية، وبيان حجم الإنجاز خلال الفترة الماضية.
وحذر من صفقات بيع وشراء المناصب داخل الأنبار، ومحاولات التستر على الفاسدين والفاشلين الذين عجزوا عن تحقيق أي إنجاز خلال فترة إدارتهم للمحافظة، وكانوا من أوائل المسؤولين الذين غادروها، داعياً إلى إعادة الأنبار إلى واقعها قبل تخريبها من قبل عصابات "داعش".
وطالب الكربولي محافظ الأنبار إلى اعتماد الكفاءة والنزاهة والوطنية بدلاً عن المحسوبية والمنسوبية والانتماءات الحزبية الضيقة، في اختيار قيادات مفاصل الحكومة المحلية في تحرير المحافظة، مشدداً على ضرورة العمل بقرار الحكومة الاتحادية الداعي بعدم بقاء أي شخص في منصبه لمدة تتجاوز الأربع سنوات.
من جهته، دعا محافظ الأنبار، صهيب الراوي، في بيان المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة المحلية في المحافظة وتسليح أبناء العشائر الذين تطوعوا لقتال "داعش"، بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية لمسك الأرض في المدن بعد تحريرها من سيطرة التنظيم، موضحاً أن خبرة مقاتلي العشائر ساهمت في تحقيق نتائج متميزة على الأرض وجعلت ذلك ممراً لتحرير بقية المناطق.
اقرأ أيضاً: "داعش" يسحب القوات الأمنيّة إلى الجبهات ويضرب أمن بغداد