أعلن صلاح الدين الشيشاني قائد "جيش المهاجرين والأنصار"، التشكيل الجهادي الذي أدرجته الولايات المتحدة أخيراً على قائمة الإرهاب، والذي ينشط في شمال سورية، فشل وساطته التي سعى من خلالها إلى إبرام هدنة بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة و"جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" في شمال سورية من جهة ثانية.
وظهر الشيشاني في مقطع فيديو بثته مواقع جهادية على الانترنت، معلناً رفض ممثلي "داعش" الذين التقاهم في الرقة لوساطته. وأوضح في التسجيل، الذي تحدث به باللغة الروسية، أن "داعش يكفّر فعلياً جبهة النصرة والجبهة الإسلامية، بسبب تحالفهم مع مجموعات تؤمن بالديمقراطية (في إشارة من داعش إلى فصائل الجيش الحر)".
وأكد أن "ممثلي تنظيم الدولة وجهوا رسالة له ولجبهة النصرة والجبهة الإسلامية، مفادها أنهم لا يمكن أن يعقدوا صلحاً مع من وجب تكفيره، وإنما يجب على هؤلاء التوبة واعلان المبايعة والتبعية لقائد تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي".
وبذلك، أعلن الشيشاني فشل مساعيه الهادفة لعقد هدنة بين الأطراف الجهادية المتقاتلة في الشمال السوري، بهدف توحيد الجهود لقتال قوات النظام السوري، خصوصاً مع التقدم الكبير الذي أحرزته قوات النظام في محيط مدينة حلب في الأشهر الأخيرة.
وصلاح الدين الشيشاني هو قائد أكبر تشكيلات تجمّع "جبهة أنصار الدين"، الذي يتكوّن من "جيش المهاجرين والأنصار" و"حركة شام الإسلام" و"حركة فجر الشام"، التي اعتزلت جميعها القتال، الذي اندلع منذ مطلع العام الحالي، بين "داعش" من جهة و"الجيش الحر" و"الجبهة الإسلامية" و"جبهة النصرة" من جهة ثانية.
وأوضح مصدر في "جبهة النصرة"، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "جبهة النصرة سعت في الأيام الأخيرة لإبرام هدنة مع داعش، لدفع التنظيم لمساندة قواتها وقوات الجبهة الاسلامية ومختلف تشكيلات الجيش الحر، التي تقاتل قوات النظام السوري شمال مدينة حلب".
وتابع "عرضنا ذلك، كون داعش على تماس مباشر مع مناطق سيطرة النظام السوري إلى الشمال من المدينة الصناعية، التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، ويستطيع التنظيم، في حال تدخّله لصالح قوات المعارضة، أن يعيد التوازن الذي اختل في الفترة الاخيرة لصالح قوات النظام في شمال المدينة، بسبب إشرافه على معظم خطوط امداد قوات النظام السوري شمال حلب، وتمتعه بأفضلية السيطرة على التلال والمناطق المرتفعة".
وأوضح المصدر، أن "غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، والتي استهدفت تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة معاً في الفترة الأخيرة، جعلت جميع من في التنظيمين يشعر بضرورة الاتحاد لمواجهة التحالف الدولي، الذي يحاول القضاء عليهما معاً". ويضيف "إلا أن قيادة التنظيم ما زالت مصرّة على تكفير جبهة النصرة وطلب التوبة والبيعة منها، مع رفض عقد أي هدنة أو مصالحة بين الطرفين".
وتجددت الاشتباكات في اليومين الأخيرين بين قوات "الجيش الحر" و"الجبهة الإسلامية" و"جبهة النصرة" من جهة وقوات "داعش" من جهة أخرى، في ريف حلب الشمالي في محيط بلدة دابق ومدينة مارع، حيث حاولت قوات المعارضة التسلل إلى نقاط تمركز قوات التنظيم في دابق، لتتصدى لها قوات التنظيم وتردّ بقصف مارع بقذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة، غرب بلدتي سيفات وحندرات، شمال مدينة حلب.