فشل تجربة الاحتراف السعودي في إسبانيا... نقمة جماهيرية قبل المونديال

18 مارس 2018
الدوسري لم يشارك في أي مباراة (Getty)
+ الخط -
هلل الجميع لخطوة الهيئة العامة للرياضة السعودية حين وقّعت اتفاقية مع رابطة الليغا الإسبانية بانتقال عدد من اللاعبين المحليين للعب هناك، والاحتراف في سبعة من الأندية المعروفة على الصعيد المحلي والأوروبي.

اعتبر البعض أن هذه الخطوة ستدفع بعجلة الكرة السعودية إلى الأمام، وستساهم في تطوير اللاعب السعودي، وهو ما سيفتح المجال مستقبلاً أمام العديد منهم للاحتراف بالخارج، لكن النتائج بعد شهرين تقريباً تبدو كارثية للغاية. ومع اقتراب بطولة كأس العالم 2018 في روسيا ومشاركة الأخضر فيها، تبدو الجماهير السعودية قلقة حيال الأمر، وهي غير راضية عن هذه التجربة.

من فرحٍ إلى نقمة
في منتصف شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الهيئة العامة للرياضة السعودية عن شراكتها مع رابطة الليغا لتطوير كرة القدم، وبموجب هذه الاتفاقية انتقل تسعة من اللاعبين السعوديين إلى سبعة أندية هناك بنظام الإعارة لمدة ستة أشهر فقط.

وحطّ فهد المولد، وهو لاعب دولي، رحاله في نادي ليفانتي، لكنه حتى اللحظة لم يشارك في أي مباراة رسمية، ولم يدخل القائمة الرئيسية، بالرغم من أنه كان النجم الأول لفريق الاتحاد في بلاده، وهو معشوق الجماهير هناك.

هذا الأمر تكرر مع اسمٍ آخر، ونقصد هنا سالم الدوسري، لاعب الهلال، والذي أعير لنادي فياريال، لكنه لم يقنع المدرب خافيير كاييخا حتى اللحظة. ويواجه يحيى الشهري الموقف عينه، فصاحب الـ27 عاماً ونجم نادي النصر لم يجد فرصة الظهور أساسياً أو حتى بديلاً مع نادي ليغانيس.

وتحدثت صحيفة "آس" الإسبانية عن معاناة اللاعبين السعوديين في الدوري الإسباني، وكان تركي آل شيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، قد تحدث عن أن الأندية الإسبانية هي التي اختارت اللاعبين حسب رغبتها ولم يتم دفع أموال لأجل احترافهم، لكن هذا الأمر لا ينطبق مع ما قاله مدرب ليغانيس، أسير غاريتانو، حين صرّح قبيل إتمام صفقة الشهري: "أنا لا أعلم عنه شيئاً، ولم أره يلعب بتاتاً، سوف نشاهده حين يصل، وسأسعى للحصول على نتائج جيدة منه مثلما يحصل مع أي لاعب آخر. أعرف أنه لاعب دولي لكن ليس بوسعي التأكيد أنه سيكون جيداً بما يكفي، إذ لا أعلم ما هي قدراته".

وبحسب الصحافية مايسا خيمينيز، معدة التقرير في صحيفة "آس" الإسبانية، فإن اللاعبين السعوديين الذين وصلوا إلى إسبانيا لم يخض أيّ منهم مباراة رسمية، فاثنين منهم فقط شاركا مع الفريق الثاني وفي مباراة ودية.

وظهر علي النمر في مباراة ودية مع فريق نومانسيا بالدرجة الثانية لكنه لم يخض أي لقاء ولازم دكة البدلاء، وهذا الأمر تكرر مع اللاعب نوح الموسى في فريق بلد الوليد، وعبد المجيد الصليهم في رايو فاييكونا، إضافة لكلّ من عبد الله حمدان، لاعب سبورتينغ خيخون تحت 19 عاماً، ومروان أبكر في ليغانيس، وجابر مصطفى مع فريق فياريال الثاني.

امتعاضٌ جماهيري
انتشر فيديو لفهد المولد خلال التمارين قبل أيام وبدت عليه علامات الحزن الشديد، فعلقت الجماهير: "واضحٌ تماماً أن فهد المولد في حالة انهيار، سواء تُحبه أو تكرهه سوف تتعاطف معه وكذلك بقية اللاعبين، منذ شهرين يشاهدون المباريات من المدرجات". هذه التغريدة ربما توضح تفكير المشجع السعودي الذي كان يحلم بأن يرى نجوم بلاده في أفضل الأندية، يتألقون ويسجلون الأهداف، لكن الواقع المرير دفعهم للخروج والتعبير عن الأمور التي تدور في بالهم.

وأضاف آخر: "صاحب فكرة سفر اللاعبين السعوديين لإسبانيا لا ينفع أن يكون مسؤولاً أو أن يفكر في مستقبل هذه اللعبة، فهد المولد تحديداً خسارة كبيرة".

وقال مشجع ثالث عن اللاعبين الدوليين: "سالم الدوسري وفهد المولد ويحيى الشهري، أكملوا شهرين من دون أن يلعبوا دقيقة واحدة، وتبقى حتى المونديال 3 أشهر فقط، وهذا يعني أنه احتراف مدرجات، هذا معناه انحراف قرارات".

ونتابع سرد آراء المشجعين الممتعضين من القرارات: "ما يحصل مع فهد المولد وسالم الدوسري محزنٌ للغاية، كانا نجمين في ناديهما، يلعبان أساسيان بشكل دائم، لكنهما ذهبا ضحية لكذبة الاحتراف".

ولم تسلم الصحافة السعودية من انتقادات الجماهير، إذ لم تسلط الأولى الضوء على حال اللاعبين المحترفين ومعاناتهم الكبيرة حتى اللحظة، لكن مشجعاً كان له رأيٌ يُلخص القصة بأكملها: "معاناة سالم الدوسري وفهد المولد ويحيى الشهري في إسبانيا! أين إعلامنا؟ بدون حسٍ أو خبر، لم نسمع أنهم انتقدوا أو تحدثوا في برامجهم الرياضية أو الصحف عن معاناتهم مع أنديتهم، كلّه تطبيلٌ لهيئة الرياضة ورئيسها، هذا ليس احترافاً، إنما سياحة فقط، أعيدوهم لأنديتهم أفضل من بقائهم في إسبانيا من دون فائدة".

تخوفٌ قبل المونديال
ليس الهم الآن بالنسبة للجماهير السعودية فشل التجربة من عدمها، أو غلق باب احتراف لاعبين آخرين في المستقبل، إذ إن الأمر الأهم في الوقت الحالي هو مونديال روسيا، واللاعبون الثلاثة (الشهري والدوسري والمولد)، يحتاجون بطبيعة الحال للعب والمشاركة في مباريات عادية، كي يستعيدوا حاسة المنافسة، فالتمارين لا تقدم الإفادة أو الخبرة، حتى وإن كانت في برشلونة أو ريال مدريد إلى جانب النجوم الكبار.

الأهم دائماً بالنسبة للاعبي كرة القدم التواجد تحت الضغوطات ومواجهة خصوم أقوياء لتطوير قدراتهم، لكن دكة البدلاء ستؤدي إلى تراجع مستواهم، ربما كان من الأجدى أن يبقوا في السعودية، حيث بإمكانهم على الأقلّ اللعب والوصول إلى كأس العالم بأفضل حالة بدنية وذهنية ونفسية ممكنة.

(العربي الجديد)
دلالات
المساهمون