فشل الهدنة في تعز والحوثيون يعرقلون توزيع المساعدات

18 مايو 2015
هدنة لم تنجح في تعز (الأناضول)
+ الخط -

انقضت أيام الهدنة الإنسانية المعلنة منذ الثلاثاء الماضي، وفشلت في تحقيق أهدافها في محافظة تعز، جنوب اليمن، حيث يواصل المتمردون الحوثيون وقوات موالية للرئيس المخلوع قصف الأحياء السكنية في أنحاء مختلفة، مما أوقع 17 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين.

وقال مصدر عسكري موالٍ للرئيس هادي إن قوات الجيش الوطني مدعومة بالمقاومة الشعبية تمكنت من قتل 22 عنصراً من مليشيات الحوثي، جراء مواجهات عنيفة اندلعت في شارع الأربعين وحي الزنقل، بالقرب من موقع الدفاع الجوي، شمال غرب مدينة تعز، صباح اليوم الأحد، وأشار إلى أن من بين القتلى نحو 11 جندياً من قوات الحرس الجمهوري المتمرد على الحكومة اليمنية. وذكر أن خمسة عناصر من مسلحي المقاومة قتلوا خلال المعارك وجرح 7 آخرون.

ويستمر القتال بالرغم من الكارثة الإنسانية، التي تعيشها المحافظة، في ظل فشل وصول المعونات الإنسانية إلى مدينة تعز، بسبب اعتراض الحوثيين على ذلك.

وقال مصدر سياسي، لـ" العربي الجديد"، إن الحوثيين عرقلوا نقل المعونات الإنسانية بمختلف أصنافها من محافظة الحديدة إلى محافظة تعز، موضحا أن فرع الشركة اليمنية للنفط والمعادن في تعز يبذل مساعي للتوصل إلى اتفاق مع جماعة الحوثي والقوى السياسية في المحافظة، للخروج بآلية يتم من خلالها توزيع حصة محافظة تعز من المواد البترولية، وتمكين المستشفيات من القيام بواجبها.

وأشار إلى أن المنظمات الحقوقية بدأت بتشكيل لجان رقابية من مختلف المكونات السياسية، بينها مكون حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثيين، وتعمل هذه اللجان بالرقابة على توزيع المشتقات النفطية على محطات الوقود وطريقة بيعها، ورصد المخالفات التي ترتكبها محطات الوقود.

وأدت المواجهات إلى حركة نزوح سكاني في مناطق مختلفة من تعز، تركزت على مناطق الأرياف القريبة من المدينة، بحسب ما أفادت منظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوقيون.

واستقبلت منطقة هجدة (غرب مدينة تعز) مئات العائلات النازحة من المحافظة تعز، وقال جميل الضبيري، رئيس اللجنة الاجتماعية لإيواء النازحين في المنطقة، إن اللجنة استقبلت إلى اليوم، الأحد، نحو 600 عائلة، موضحا أن معظم النازحين من تعز وبينهم من محافظة عدن، فيما لفت سكرتير اللجنة، طارق العكبري، أن أعداد الأسر النازحة في تزايد مستمر، وأن حوالى 200 عائلة سجلت على مدى اليومين الماضيين منذ بدأ الحوثيون أعمال القصف الواسع على المدينة مساء الجمعة الماضية.

إقرأ أيضاً: اليمن: فساد الحوثيين يقلل فرص وصول المساعدات إلى المحتاجين

وهذه هي المرة الثانية خلال أسبوعين التي تُسَجَّل فيها موجة نزوح واسعة من مدينة تعز، بعدما نزحت أكثر من خمسة آلاف عائلة في الأسبوع الأول من مايو/ أيار الحالي.

من جانب آخر، أكدت الحكومة اليمنية، اليوم الأحد، سقوط خمسين شهيداً برصاص المليشيات الحوثية وأنصار المخلوع صالح، خلال فترة الهدنة، والتي استخدمت فيها المليشيات مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، خاصة في محافظة تعز وعدن والضالع ولحج.

واعتبرت الحكومة أن ما حدث أمر مؤسف وغاية في الخطورة، ولا يمتّ إلى ديننا الإسلامي بِصِلة، مؤكدة أنها سجلت تلك الخروقات والحقائق المؤلمة، التي قامت بها المليشيات أثناء فترة الهدنة أمام الشركاء الدوليين في مجلس الأمن، وأمام الأشقاء في دول التحالف، من أجل تدارس الموقف المشترك والمناسب لهذه المرحلة.

 وأوضحت الحكومة أنه لا يمكن أن تتقدم العملية السياسية إلا باستئناف العمل السياسي ووقف الاعتداءات المتكررة، ووقف السطو على المباني والمقارّ الحكومية والخاصة، وقتل وترويع النساء والأطفال وتشريد الآلاف من الأسر، التي نزحت من المدن إلى الأرياف بسبب ما تقوم به من ممارسات خاطئة وغير عقلانية.

إقرأ أيضاً: اشتباكات في تعز عشية مؤتمر الرياض

دلالات
المساهمون