"لو كانت الإرادة رياضة في الأولمبياد لفاز هذا الفريق بعدة ميداليات فيها"، هكذا تحدثت الصحف العالمية عن فريق اللاجئين الذي يشارك في الأولمبياد، والذي لا يريد التمثيل المشرف فقط أو استغلال وضعه السياسي لنيل تعاطف العالم، ولكنه يدخل دورة الألعاب الأولمبية في ريو من أجل المنافسة على المراكز الأولى والصعود على منصات التتويج.
وبداية من المراهقة السورية يسرا مارديني التي عانت ويلات الحروب، واضطرت لعبور البحر المتوسط في مركب متهالك للوصول إلى مكان آمن، ووصولا إلى بوبولي مسينغا الذي اختبأ ثمانية أيام في غابات الكونغو هروبا من المواجهات الدامية في بلاده، والتي كلفته خسارة معظم أفراد عائلته، ليهرب بعدها ويصل إلى البرازيل ليشارك في الحدث الأولمبي، نجد أن كل بطل في هذا الفريق استحق التكريم والمشاركة في في ريو.
وأعربت مارديني التي تدخل منافسات السباحة في الأولمبياد (100 متر فراشة و100 متر حر)، عن سعادتها بوجودها ضمن صفوف الفريق، معتبره ذلك "شرفا لها أن تكون جزءا من أولمبياد ريو 2016". وذلك خلال مؤتمر صحافي ضم أعضاء الفريق، ورئيسته، الكينية تيغلا لوروب.
وقبل عام واحد كانت يسرا تسبح لإنقاذ حياتها في البحر المتوسط، حتى وصلت إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، وذلك بعد غرق المركب الذي كانت يقلها وشقيقتها، لتصلا بعد ذلك إلى ألمانيا، وتبدأ من هناك الحلم الأولمبي.
وإلى جانب مارديني يظهر السوري الآخر، رامي أنيس (25 عاما)، والذي هرب من سورية في بداية الصراع بالبلاد، ووصل إلى تركيا ومنها سافر إلى بلجيكا، ويدخل منافسات الأولمبياد في سباقات السباحة (100 متر فراشة).
وأكد أنيس في المؤتمر الصحافي أن فريق اللاجئين لديه "إرادة من حديد ولكن يكسوها الحزن بسبب الحروب الدائرة في بلدانهم، معربا عن آماله في تحقيق أداء مشرّف بالبطولة".
ويتكون الفريق الأولمبي للاجئين من 10 رياضيين، وبالإضافة إلى الثلاثي المذكور، يضم الفريق كونغولياً آخر وإثيوبياً و5 من جنوب السودان، ويرى مدرب الفريق أن وصولهم إلى المنافسة في أولمبياد ريو هو الميدالية الحقيقية بالنسبة إليهم.